توافد المئات من المواطنين علي شبابيك ديوان المظالم في رحلة البحث عن الحقوق الضائعة منذ سنوات ورغم مرور عدة أشهر علي وصولهم إلي قصر الاتحادية مازالوا يحلمون بحل مشاكلهم ولم يفقدوا الأمل. أمام قصر القبة وقف شاب يحمل حقيبة ملابسه وعيناه ممتلئة بالدموع اقتربنا منه وقال اسمي عبدالرحمن حسن سيد من محافظة بني سويف جئت اليوم لعرض مشكلتي علي رئيس الجمهورية بعد فشلي في مقابلة وزير الداخلية.. حيث كان والدي يعمل وكيلاً لإحدي المدارس في قريتنا وتم اتهامه بالاتجار في المخدرات وصدر ضده حكم بالحبس لمدة 15 سنة وتم إيداعه بليمان برج العرب وأتمني نقله إلي سجن الفيوم نظراً لصعوبة ومشقة السفر وتكاليف المواصلات العالية وكبر سن والدتي. وعلي أحد أبواب قصر الاتحادية وجدنا سيدة تدعي مريم جمعة سألناها عن سبب مجيئها قالت أمتلك كشكاً صغيراً أوفر من خلاله دخلاً لابنائي الأربعة وتكاليف علاج ابنتي الكبري التي تعاني منذ ولادتها بسيولة في الدم وتبلغ من العمر 18 سنة خاصة بعد تعرضها لحادث تسبب في إحداث عاهة مستديمة وكل أملي الحصول علي ترخيص للكشك من جهاز مدينة 6 أكتوبر مؤكدة أن الأهالي ليس لديهم أي مانع في وجود الكشك بالمنطقة لذا جئت لرفع شكواي للمسئولين وحصولي علي الرخصة. ومن أمام قصر القبة وجدناه جالساً وتبدو علي ملامح وجهه قسوة الزمن سألناه عن مشكلته قال اسمي سيد خالد محمود تتجسد مأساتي أنا وأخوتي الاثنين في اعتقالنا من سنة 92 إلي 2008 وقضينا 15 سنة داخل أسوار السجون كمعتقلين سياسيين جريمتنا إطلاق اللحي وتمسكنا بأوامر الدين وأثناء فترة الاعتقال عانينا الامرين واصبنا بأمراض عديدة مثل الفشل الكلوي والكبد وانزلاق بالغضروف بسبب آثار التعذيب والتنكيل بنا بسجن وادي النطرون وإجبارنا علي اعترافات تديننا ومضت السنوات لنخرج إلي قسوة الحياة فلا عمل ولا مصدر للرزق لذا جئت أطلب من الرئيس مرسي رفع الظلم الذي وقع علينا لسنوات طويلة وحصولنا علي تعويضات مادية أو معاش يقينا ذل السؤال. يقول محمد فهيم حصلت علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ودبلومة عامة في التربية ولكن علي مدار سنوات النظام السابق لم تتح لي الفرصة للعمل في الجهاز الإداري للدولة وعملت باليومية بعد أن تزوجت وأنجبت أولادي وقامت ثورة 25 يناير للوقوف مع محدودي الدخل والغلابة ومنذ 3 شهور وأنا أتردد بصفة يومية علي ديوان المظالم آملاً في حل شكواي وتوفير أي فرصة عمل وجاءت الإفادة بذهابي إلي الخط الثالث بمترو الأنفاق ولكن حينما ذهبت لم أجد أي بيانات شخصية مدونة باسمي ولا وظيفة لي لذلك جئت إلي ديوان المظالم أملاً في حل مآساتي.