لم يعجبني تعامل حسام البدري المدير الفني للأهلي مع مباراة الترجي وبخاصة من حيث إعطاء حجم كبير جدا للاعب الغاني هاريسون أفول لاعب الوسط الأيمن أكثر مما تستحق قدراته الفنية مما جعله يعدل في التشكيل بشكل جعله يفقد الكثير من القدرات الهجومية المعروفة له. وبالطبع لا ألوم البدري علي التعامل مع القدرات الفردية والجماعية لفريق كبير مثل الترجي لأن الأساس في مهام المدير الفني لأي فريق هي قدرته علي وضع التكتيك المناسب لإمكانيات الفريق المنافس دون مبالغة أو استهانة... فلو لم يقدر المدير الفني الفريق المنافس حق قدره من الممكن أن تحدث مفاجآت كما وقع في مباراة مصر وأفريقيا الوسطي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2013... ولو بالغ في التعامل مع قدرات المنافس سيحدث ما حدث للأهلي أمام الترجي. البدري تعامل مع فريق الترجي علي أنه فريق في لاعب واحد هو أفول الذي لم يفعل أي شئ طوال المباراة فبدأ بشريف عبد الفضيل كظهير أيسر وهو غير مركزه لرقابته ففقد الأهلي نصف قوته بالشلل التام للجبهة اليسري هجوميا ولو لعب أحمد شديد قناوي مع بعض التغطية معه عن طريق وليد سليمان لكانت الجبهة اليسري أفضل هجوميا ونشطت أسوة باليمني التي تألق فيها أحمد فتحي وصنع الهدف وأقرب فرصة في المباراة لأبو تريكة. الخطأ الثاني الذي وقع فيه البدري كان في عدم اللعب برأس حربة صريح سوأ أكان السيد حمدي الأجهز أو عماد متعب أو أوسو كونان الذي كان خارج قائمة المباراة بدلا من اللعب بأربعة لاعبين كلهم يشغلون مركز ظل المهاجم أي المهاجم الذي يلعب خلف رأس الحربة وهم جدو وأبوتريكة ووليد سليمان وعبدالله السعيد؟ وكان الأجدي أن يبدا مثلا بالسيد حمدي بدلا من أي من هذا الرباعي. والمشكلة ان جدو الذي كان من المفترض أن يقوم بدور رأس الحربة كان يتحرك كثيرا للخلف وللأجناب مما ترتب عليه عدم وجود أي لاعب رأس حربة في الكرات الطولية والعرضية مما قلل من خطورة هجمات الأهلي في أوقات كثيرة من المباراة. وهناك مشكلة أخري مزمنة وهي تعامل الدفاع وحارس المرمي مع الكرات العرضية وبخاصة الضربات الثابتة وأصبحت تحمل الأهلي الكثير من الأهداف وبالعودة لشريط مباريات الأهلي مع فرق الشمال الأفريقي في السنوات الثلاث الأخيرة يتأكد من أن كل الأهداف جاءت بطريقة كربونية متشابهة وكادت واحدة أخري أن تهز شباك الأهلي بهدف ثان من رأسية يانيك نيانج بنفس الطريقة وفي كل مرة الظاهرة واحدة.. كرة عرضية يخطئ الحارس في الخروج وتتحول الكرة بالرأس دون رقابة في المرمي الخالي وتهز الشباك. ومرة أخري أؤكد أن الأهلي بحاجة لحارس يعيد الهيبة لمرمي الأهلي ويشكل ضغطا لشريف إكرامي علي أنه ليس الحارس الأوحد حتي تقل أخطاؤه التي اصبحت فوق احتمال الفريق. واخيرا لا أري أن نبيل معلول الدير الفني للترجي قد فعل شيئا فنيا خارقا بالتعادل مع الأهلي في مصر سوي أنه كان محظوظا بضياع 5 فرص محققة علي الأقل كان من الممكن أن تحسم الأمور في مصر قبل لقاء العودة ومازال الأمل موجودا في لقاء العودة بشرط عدم تكرار أخطاء موقعة برج العرب.