تسببت المنتجات الصينية رخيصة الثمن في تدهور صناعة الزجاج حتي اضطرت بعض المصانع الكبيرة للغلق ووقف خطوط الانتاج وتسريح العمالة رغم توافر المادة الخام وهي الرمل الابيض رغم ان مصر كانت منذ عدة سنوات رائدة صناعة الزجاج في الشرق الاوسط تقوم بتصديره الي جميع الدول العربية والآسيوية والاوروبية فانقلب الحال واصبحنا نستورد زجاجا مسطحا بالملايين. اصحاب مصانع الزجاج بالعاشر من رمضان يشكون ركود الصناعة وامتلاء مخازنهم بالمنتجات المكدسة وذلك بعد اغراق السوق بالسلع الصينية رخيصة الثمن. هذا ما يقوله حازم بشر صاحب مصنع نواجه مشاكل كثيرة تؤثر علي الانتاج منها ارتفاع اسعار الطاقة كالغاز الذي ارتفع 300% والكهرباء 80% بأثر رجعي وحاليا نضطر للبيع بسعر التكلفة لتغطية مصاريفنا واجور العمال وللحصول علي العملة الاجنبية لشراء الخامات. واضاف ان هناك مشكلة اخري نواجهها وهي العمالة غير المدربة حيث يقوم اصحاب المصانع بتدريب العمال والمهندسين خريجي الجامعات لانهم غير مؤهلين للعمل بالمصانع والخامات لانستطيع الحصول عليها الا من السوق السوداء وبثمن باهظ. ويوضح مصطفي عامر ان اصحاب مصنع الزجاج يواجهون منافسة شرسة من قبل السلع الصينية مشيرا الي عدم وجود اي دعم او مساندة من الحكومة فمثلا الغاز الطبيعي الذي يمثل العصب الذي نعتمد عليه كنا نشتري المليون وحدة حرارية ب 3.1 دولار وفجأة ارتفع الي 3 دولارات ولكن دولة مثل الصين تدعم صناعتها فهي تحصل علي الطاقة من الفحم الحجري والكهرباء في الطاقة النووية. ويشير الي ان دعم الحكومة الصينية عن طريق خفض الجمارك يجعلها تصدر منتجاتها بأسعار رخيصة مما تسبب في اغراق مختلف الاسواق بالسلع الصينية في حين نضطر نحن الي غلق بعض الافران او خفض انتاجنا لنواجه المنافسة. احمد عبدالهادي صاحب مصنع بالعاشر من رمضان ان بعض المصانع الكبيرة توقفت عن الانتاج واغلقت بسبب الخسارة والركود بعد ازدياد اسعار الخامات واجور العاملين والضرائب المتزايدة وكل هذا مؤثر علي صناعة الزجاج في مصر في حين ان السوق امتلأ بالصناعات الروائية رخيصة الثمن والمستهلك يبحث عن الرخيص علي حساب الجودة. ايضا نعاني ارتفاع اسعار الخامات المستوردة كالزرنيخ والارزلك اوكسيد ونضطر كثيرا الي شرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة فنحن اكثر من 40 مصنع يوجد علي الاقل في كل مصنع الف عامل..ويناشد أحمد الدولة بضرورة دعم اصحاب المصانع حتي لايضطروا الي الغلق لان المخازن اصبحت مكدسة بالانتاج ولكن السوق لايكفي والسيولة لاتسمح بالاضافة الي انخفاض سعر المنتج الصيني موضحا ضرورة مساعدة مصانع الزجاج المنتجة للاكواب والكاسات الزجاجية مثل باقي الصناعات. وبمواجهة د. شريف الجبلي رئيس شعبة الصناعات الكيماوية اكد ان صناعة الزجاج من الصناعات الاساسية ولكنها الآن تواجه منافسة شرسة من قبل الشركات الاسيوية والدولة قامت العام الماضي بتثبيت سعر الغاز وحتي منتصف العام الحالي وبعد ذلك سيتم منافسة احوال السوق. واضاف انه بخصوص السلع والمنتجات الصينية فهي موجودة بالسوق وفقا لاتفاقيات وبروتوكولات عالمية فالعالم اصبح سوقا مفتوحا وعندما يشكو الصناع من اغراق هذه السلع للسوق عليهم رفع قضايا حتي يتم اتخاذ اللازم كما حدث في قضية الحديد المستورد من تركيا. ويشير الي ان مصر لديها ميزة تنافسية في صناعة الزجاج لما لديها من وفر في الخامات التي تتمثل في الرمل الزجاجي في حين تقوم الدول الآسيوية والاوروبية بشراء الخامات ثم تصدير المنتجات موضحا ان صناعة الزجاج لدينا يمكنها اختراق الاسواق عن طريق خفض الجمارك وتعديل سعر الطاقة.