أتعاطف مع أصحاب المحلات التجارية وأساندهم في قضيتهم ضد القرار العشوائي الذي اتخذته الحكومة دون دراسة ودون تقدير مصالح الناس. بداية أقرر ان المحلات في أمريكا وأوروبا تغلق أبوابها في السابعة علي الأكثر وبعضها في الخامسة أو السادسة وقد رأيت هذا بنفسي من خلال رحلاتي حول العالم.. لكننا لسنا أوروبا أو أمريكا ولا وجه للمقارنة بين ظروفنا وظروفهم. إذا كان الهدف هو توفير الكهرباء والطاقة فهي خيبة قوية لأن أعمدة النور علي الكباري مضاءة في عز الشمس والشوارع مظلمة ليلاً ولا توجد بها لمبة. كنت قادماً من حي القلعة بعد العشاء مباشرة.. كان الطريق مظلماً "كحل" لا توجد به لمبة أو كشاف.. تخيلت انني أسير في أحد شوارع كنيشاسا في الكونغو أو نجامينا في تشاد وليس في القاهرة عاصمة الفاطميين عاصمة الحضارة.. مدينة النور والعلم.. لكنها في الزمن الأغبر صارت مدينة الظلام والظلم. عندما نتخذ قراراً يتحكم في أكل عيش فئة من المجتمع.. فئة كبيرة لابد ان تؤخذ آراؤهم أولاً.. فالأمر يتعلق بهم وبمصيرهم وأكل عيشهم.. لا يمكن ان يتخذ قرار عشوائي يزيد من البطالة التي هي آفة المجتمع المصري وسبب كل مصائبه وبلاويه!! توفير الطاقة له ألف وسيلة أبسطها اضاءة الشوارع ليلاً واطفاء أعمدة الانارة نهاراً.. الشوارع أصلاً مظلمة وكئيبة والأعمدة يعلوها الصدأ.. بعضها مال علي جانبه ربما من اصطدام السيارات والشاحنات بها لكنها في كل الأحوال بلا لمبات.. لم نعد نشاهد في الشوارع عربات السلم الكهربائي الذي يرتفع لأعلي لتغيير اللمبات المحروقة.. بل صاروا يطفئون اللمبات المضاءة وكأنهم يريدون ان نعيش في ظلام دامس. لقد فشلت تجربة غلق المحلات الساعة الثامنة ثم الساعة التاسعة وأخيراً العاشرة.. فشلت فشلا ذريعاً ولن تستطيع ان تطبق القرار الجديد واتحدي رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية والمحافظين.. سيحدث صدام يومياً وتنتشر الرشاوي علناً ولن تجدي قرارات القوة والإلزام فالعقد انفرط والسيطرة لم تعد أمراً يسيراً وسترمي البلوة كلها علي الشرطة لتنفيذ القرار. كان ينبغي ان يؤخذ رأي التجار وأصحاب المحلات وتتم مناقشتهم وتأتي المبادرة من عندهم أنفسهم وقتها سيكونون أكثر حرصاً من الحكومة من أجل مصلحة الوطن والمواطن.. أما القرارات العنترية التي أعلنها وزير التنمية المحلية لم تنفع عندما كان محافظاً لبني سويف ثم محافظاً لكفر الشيخ واسألوا أهلها!!