إذا تحدثت مع أحد فاقترح اقتراحا جيدا أو قال لك كلاما موضوعيا فإنك تقول له »الله ينور عليك«.. لكنني لا أعرف ماذا أقول للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والوزراء بعد قرار مجلس الوزراء المفاجئ بتخفيض الإنارة في الشوارع 05٪ بدعوي ترشيد استهلاك الكهرباء رغم أن أغلب شوارعنا الرئيسية انارتها ضعيفة أصلا مما جعل الناس يقولون »هية ناقصة« ! وبمجرد صدور القرار بدأت المحافظات تطبيقه بطريقة عشوائية فكانت النتيجة إظلام الشوارع الرئيسية والفرعية إلي حد يعيق حركة المرور ويشجع علي ارتكاب جرائم التحرش بالبنات والسيدات وخطف الحقائب والسرقة بالإكراه. د. حسن يونس وزير الكهرباء دافع عن القرار في برنامج »مصر النهاردة« مؤكدا أن الدراسات أثبتت أن مستوي الإضاءة في شوارع مصر يفوق كثيرا من الدول المتقدمة خاصة في أوروبا والولايات المتحدة وهو كلام يدعو للضحك وربما قاله الوزير معتمدا علي أن أكثر من 59٪ من المصريين لم يسافروا للخارج أو من منطلق أن من لا يصدقه يسافر ويشوف بنفسه ! الغريب أن الوزير اعترف بحدوث أخطاء في تطبيق القرار من جانب المحليات وشركات الكهرباء عندما واجهه مقدم البرنامج خيري رمضان بتسجيلات تثبت أن بعض الشوارع الرئيسية أصبحت »كحل« وأن شكاوي كثيرة وصلت البرنامج من تزايد جرائم السرقة والتحرش في الشوارع الجانبية ووعد الوزير بإصلاح هذه الأخطاء مؤكدا أن القرار يقضي بتخفيض نسبة ال 05٪ في الإضاءة من خلال نظام »عمود وعمود« أي عمود مضاء ثم عمود مطفأ وهكذا.. لكن بعض المسئولين في المحليات فسروه علي هواهم فتركوا نصف الشارع مضاء وإطفأوا النصف الآخر.. وشدد علي أن القرار لم يشمل الشوارع الجانبية وأن إطفاء الأنوار بها خطأ تتحمل مسئوليته المحليات. هنا.. لابد أن أذكر د. يونس أن أي قرار يصدر لابد أن تواكبه آلية لتنفيذه بما يحقق الهدف منه ولا يترك الأمر هكذا.. كل مسئول يفسر القرار حسبما يري ! الأغرب أن الوزير أنكر تماما واستغرب ما قاله مقدم البرنامج أيضا عن أعمدة إنارة تضاء نهارا وتطفأ ليلا وهذه ظاهرة معروفة مؤكدا أن هذا أمر لا يدخل العقل وأنه في أسوأ الأحوال يمكن أن تظل الأعمدة مضاءة بصفة مستمرة ليلا ونهارا وفسر ذلك بأن الخلية الضوئية التي تتحسس ضوء النهار فتطفئ الأعمدة ربما يتجمع عليها التراب لأن الجو في مصر »مترب« فلا تشعر بضوء النهار ولهذا تظل الأعمدة مضاءة.. وإذا كان تفسير الوزير صحيحا فلماذا نترك التراب يتجمع علي الخلية الضوئية ولا نزيله أولا بأول ؟ ما يثير الدهشة أيضا قول الوزير إن الحكومة بهذا القرار تبدأ بنفسها في خفض الانفاق رغم أن أول المتضررين من هذا القرار هو الشعب وليس الحكومة والتي لو أرادت خفض الانفاق فعلا فهناك ألف بند وبند آخر يمكن أن يحقق هذا الهدف. كلمة أخيرة للدكتور نظيف »الله ينور عليك« !