إفريقيا شهدت عقداً من التقدم المتماسك في معدلات نمو اقتصادي قوية. المشكلة أن هذا النمو لم يؤد إلي تحسن كبير في معيشة الشعوب ولم يوفر فرص أكبر للعمل ومما يتعين علي هذه المنطقة الوفاء بمهمة ترجمة هذا النمو إلي تنمية بشرية مستدامة علي المدي الطويل هذا ما جاء في البيان الختامي لاعمال المؤتمر الاقتصادي الإفريقي الذي عقد "بأديس أبابا بمركز الأممالمتحدة للمؤتمرات واستمر لمدة أربعة أيام. دعا المشاركون في المؤتمر إلي الاستغلال الجيد والمناسب لثرواتها من الموارد الطبيعية الهائلة بهدف مواصلة النمو الاقتصادي الصديق للبيئة والمستدام ودفع جهود التنمية. قال تجنوورك جيتو مدير المكتب الاقليمي لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي في إفريقيا في البيان "هذا يعني أن تتسم اقتصاديات القارة بمرونة أكبر أمام الهزات الخارجية وأن تكون أقل انبعاثاً للكربون وهو ما يمكن أن يساعد في التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ علي المستوي العالمي لكنه سيولد فرصا اقتصادية وفرص اعمال ويعزز من التجارة التي تفيد كل الشعوب الإفريقية". مشدداً علي ضرورة التركيز علي أن تتسم عملية النمو بالشمولية والاستدامة في آن واحد. دعا البيان القارة الإفريقية إلي البدء في استثمار مواردها من الطاقة المتجددة واستغلال مواردها الطبيعية مثل الأراضي والغابات بطريقة مناسبة لتعزيز الزراعة المستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي الصديق للبيئة. قال البيان إن هناك مبادرات جري تبنيها بالفعل تهدف إلي حشد الدعم للحد من انبعاثات الكربون في القارة الإفريقية عن طريق الابطاء من إزالة الغابات ومنع تدهورها. مشيراً إلي أهمية وصول إفريقيا إلي التكنولوجيا والتمويل وبناء القدرات لتحقيق تلك الأهداف. نقل البيان عن ماثولي نكوبي رئيس إدارة الخبراء الاقتصاديين ببنك التنمية الإفريقي القول إنه يتعين اتاحة تمويل دولي أفضل لدعم نمو الاقتصاديات الإفريقية بما يساعد في تهيئة اقتصاديات أكثر استدامة وشمولية وأكثر صداقة للبيئة". وشدد البيان علي دعم بنك التنمية الإفريقي وشركائه لفكرة إنشاء "الصندوق الإفريقي الأخضر" في المستقبل القريب والذي من شأنه أن يسمح لإفريقيا بدعم تطوير اقتصاديات أقل تسبباً في انبعاثات الكربون وأكثر مرونة إزاء الهزات الاقتصادية الخارجية والتغير في المناخ. أكد البيان أهمية جذب اهتمام المؤسسات العامة والخاصة بتنمية الاقتصاد الصديق للبيئة وتهيئة بينة مواتية للابداع التكنولوجي والاستثمار الواعد في قطاعات جديدة. ودعا المشاركون الحكومات الإفريقية والمؤسسات العامة إلي لعب دور رئيسي في تهيئة هذه البيئة المواتية. وطالبوا بخطوات عملية للدفع بتنمية مستدامة. نقل البيان عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا عبد الله جانيه القول "هناك تغييرات قوية مطلوبة في سلوك الحكومات والشركات والمستهلكين ويجري الوفاء بها بدعم مالي كاف بهدف نجاحها" ويعد المؤتمر الاقتصادي الإفريقي منتدي سنوياً رئيسياً يجمع بين مسئولين ومؤسسات انمائية واكاديميين وخبراء في الاقتصاد لبحث موضوعات تتعلق بتبادل الخبرات ويسعي إلي حلول للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية. افتتح المؤتمر الذي عقد تحت شعار "الاقتصاد الصديق للبيئة والتحول الهيكلي في إفريقيا" يوم الثلاثاء الماضي بالتعاون بين بنك التنمية الإفريقي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا واستمر أربعة أيام بهدف الاسهام في بلورة موقف إفريقي بشأن القضايا المطروحة علي جدول أعمال مؤتمر في يونيو المقبل. وأيضا قبل انعقاد "المؤتمر السابع لأطراف معاهدة تغير المناخ" والذي سيعقد في ديربان في جنوب إفريقيا الشهر المقبل.