المؤتمر الاقتصادي الأفريقي السنوي السادس الذي عقد مؤخراً بأديس أبابا تحت شعار "الاقتصاد الصديق للبيئة والتحول الهيكلي في أفريقيا" يلخص الاتجاه الجديد الذي يسود افريقيا بعد درس سقوط القذافي. المؤتمر شاهد علي التغيير الذي يحدث في القارة بسبب ما يسمي بالربيع العربي وبداية التركيز علي احتياجات المواطن الافريقي والبعد عن اطلاق التصاريح العنترية. البداية كانت صياغة الحلول التي تساهم في حل مشاكل الجميع واتخاذ المزيد من الخطوات الجريئة لاشراك المواطنين خوفا من أن يتحول الربيع العربي إلي صيف أفريقي ساخن وطويل يحرق القارة. اتفق القادة والأكاديميون علي العمل جنبا إلي جنب لتنفيذ جدول أعمال المؤتمر بسلاسة والتواصل مع صناع التغيير وتنفيذ خططهم وايجاد حلول مبتكرة في حل القضايا الافريقية. دعا المشاركون في المؤتمر إلي الاستغلال الجيد والمناسب لثروات القارة من الموارد الطبيعية الهائلة بهدف مواصلة النمو الاقتصادي الصديق للبيئة المعروف بالاقتصاد الأخضر والمستدام ودفع جهود التنمية. وقال تجنوورك جيتو مدير المكتب الاقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الانمائي في أفريقيا في البيان الختامي للمؤتمر "هذا يعني ان تتسم اقتصاديات القارة بمرونة أكبر أمام الهزات الخارجية وأن تكونم أقل انبعاثا للكربون وهو ما يمكن أن يساعد في التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ علي المستوي العالمي ليولد فرصاً اقتصادية وفرص أعمال ويعزز من التجارة التي تفيد كل الشعوب الأفريقية". ودعا البيان زعماء القارة الافريقية إلي البدء في استثمار مواردها من الطاقة المتجددة واستغلال مواردها الطبيعية مثل الأراضي والغابات بطريقة مناسبة لتعزيز الزراعة المستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي الصديق للبيئة. ونقل البيان عن ماثولي نكوبي رئيس إدارة الخبراء الاقتصاديين ببنك التنمية الافريقي القول إنه يتعين اتاحة تمويل دولي أفضل لدعم نمو الاقتصاديات الأفريقية. وشدد البيان علي دعم بنك التنمية الأفريقي وشركائه لفكرة إنشاء "الصندوق الأفريقي الأخضر" في المستقبل القريب. ونقل البيان عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا عبدالله جانيه القول "هناك تغييرات قوية مطلوبة في سلوك الحكومات والشركات والمستهلكين ويجري الوفاء بها بدعم مالي كاف بهدف نجاحها". أكد جانيه أن بناء اقتصاد صديق للبيئة في إفريقيا يمثل عنصراً مهماً في الحفاظ علي البيئة والتراث المشترك للإنسانية في القارة السمراء. وقال جانيه في كلمة له "إن الاقتصاد الصديق للبيئة يعتبر عنصراً مهما في تحسين التنمية الاقتصادية ودعم الحماية الاجتماعية وعمليات الاندماج والتكامل وكذلك دعم انماط الاستهلاك بأسلوب لا يؤثر علي البيئة. ومن جانبه قال رئيس مفوضية الاتحاد الآفريقي جان بينج إن الاجتماع يساعد في تحضيرات القارة الافريقية من أجل مفاوضات المؤتمر السابع عشر لأطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ والمقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام في جوهانسبرج وكذلك للاعداد لمؤتمر الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة المعروف باسم "ريو زائد 20" في البرازيل في يونيو المقبل وقال إن النمو الاقتصادي الصديق للبيئة هو الحل لمواجهة الضغوط السكانية المتزايدة في القارة. ومن جانبه قال تيجنوورك جيتو مدير المكتب الاقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الانمائي لأفريقيا إنه بالرغم من أن الدول الافريقية حققت معدلات نمو كبيرة خلال السنوات الاخيرة إلا أن هذا لم يؤد إلي تحسن كبير في مستوي معيشة الافارقة ودعا إلي نمط جديد للتنمية الاقتصادية مثل الاقتصاد الصديق للبيئة. وقال إن الدول الافريقية يتعين أن تحقق التقدم المطلوب في التنمية البشرية بدون تكرار ممارسات التنمية غير المستدامة والتي مازالت قائمة في بعض المناطق. وقال نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي نثولي نكوبي أن الاقتصاد العالمي يواجه صعوبات حاليا وأن هذه المخاطر يمكن أن تؤثر علي الآفاق الاقتصادية الافريقية مشيراً إلي أن صناع السياسات الافريقية لديهم مسئولية لإدارة الاقتصاديات الافريقية بطريقة تحميها من الهزات الخارجية وتشجع من النمو العالمي. وأضاف أن القارة تحتاج إلي تمويلات أكبر للتكيف مع تغير المناخ مشدداً علي أهمية تعزيز التمويلات المخصصة لافريقيا مشدداً علي أهمية إنشاء صندوق لتوفير التمويلات اللازمة للتنمية الصديقة للبيئة والذي سيوفر الدفعة المالية التي تحتاجها القارة إذا كنا بصدد تطوير اقتصاد يتسم بانبعاثات كربون منخفضة وبمرونة كبيرة ازاء تغير المناخ.