الفنانون المصريون في كافة المواقع الثقافية التي تقوم علي فن المسرح كتابا ونقادا وممثلين ومخرجين وفنيين. وقد نما إلي علمهم ان وزارة الثقافة وبتعليمات من وزارة المالية استولت علي الميزانية المتواضعة للبيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والهيئة العامة لقصور الثقافة وحولتها إلي بند أجور ومكافآت وحوافز للعاملين بها وكأنها رشاوي تدرأ بها عن نفسها مخاوف الاعتصامات والمطالبات الفئوية. الأمر الذي أثار غضبهم واستنكارهم لهذا الأسلوب من التصرفات غير المسئولة والتي تصل إلي حد "الخيانة الوطنية" وذلك حين تحرم مؤسسات ثقافية عريقة من القيام بدورها في الانتاج الفني وتغلق مسارحها ودور عرضها وتحولها إلي استراحات أو ملاجئ ودور رعاية اجتماعية تقوم بأداء النفقة علي المؤلفة قلوبهم والعاملين عليها أو منحهم اعانة بطالة مقنعة وغير مقنعة دون عمل أو انتاج فهل نسيت هذه الجهات الوزارية ان المسرح أبوالفنون وأحد أعمدة قوة مصر الناعمة وأن الفن هو عنوان التقدم والحضارة والدولة المدنية. وأنه الملهم الأول لشباب مصر المثقف الذي تشربه بعقله وفكره ووجدانه ودفعه إلي انجاز ثورته المجيدة في الخامس والعشرين من يناير رافعا شعاراته في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم وهي في حقيقتها شعارات ثقافية طالما نادي بها المثقفون المصريون في كتاباتهم وابداعاتهم المسرحية والروائية والسينمائية والتليفزيونية فهل يعقل وقد اصابنا التجريف المخيف في كافة مجالات حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم يتبق لنا سوي قوة الفن الناعمة التي تميزنا ونفتخر بها أمام شعوب العالم فنقضيِ عليها بأيدينا ويعطي المبرر للأصوات الرجعية التي تنادي بإلغاء وزارة الثقافة ورفع دعاوي الحسبة ضد الفن والثقافة ومحاكمة الفنانين والمثقفين علي ما أبدعوه من فكر وفن وثقافة! ختاما نحن لسنا ضد منح الأجور والمكافآت والحوافز لمن يستحقها بل ونطالب بزيادتها ولكن أن يكون ذلك مقابل المزيد من الانتاج الفني ومضاعفته لكي يؤدي دوره التنويري في تقدم الوطن وتحقيق برنامج النهضة الذي هو شعار الدولة الآن. فهل هناك نهضة بدون فن أو ثقافة؟ إننا من هذا المنبر الثقافي نطالب وزارة الثقافة أن تبادر باستدراك هذا الموقف الخطير بالعمل علي تدعيم الانتاج المسرحي بميزانية تليق بدور مصر الثقافي وبثورتها المجيدة. كما نطالب نقابة المهن التمثيلية بالدعوة لتنظيم مؤتمر قومي للمسرح المصري في أسرع وقت ممكن لإيجاد الحلول الممكنة والعملية للخروج من هذه الأزمة التي تهدد مسرحنا الرائد بالانهيار. أننا لن نتنازل عن حقنا في مسرح يليق بمصر الثورة بعد الآن ولن نقبل بالمسكنات ولا بالكلام المعسول بل سنقبل بحلول جذرية للمشاكل المسرحية.