مدينة 15 مايو أولي المدن الجديدة في مصر والتي يسكنها 500 ألف نسمة تقريباً تفتقر لأهم الخدمات المستشفي العام الوحيد بها مغلق منذ سنوات. هذا ما يؤكده عمرو أحمد قائلاً لأسباب غير معروفة نحن مهددون في أي لحظة - لا قدر الله - بالموت لعدم وجود من يسعفنا نضطر للذهاب إلي مستشفي حلوان العام الذي يقدم مرضي حلوان علي غيرهم مهما كانت درجة الخطورة والحجة دائماً "حلوان أولي بأهلها". المستشفي المغلق مكون من ثلاثة مباني اثنان الحديث جار عن إزالتهما والثالث مكون من خمسة طوابق يمكن ترميمه بسهولة ليستوعب المرضي من أهالي المدينة في الوقت الحالي علي الأقل. ويستنكر رجائي أحمد ما يحدث له ولأسرته حيث إنه مصاب بالقلب وأجري عملية قلب مفتوح وهو علي المعاش وزوجته مريضة أيضاً حيث فاجأته نوبة قلبية واتصلت زوجته بالإسعاف التي حضرت بعد فترة طويلة لقدومها من حلوان. "مغص في الثانية صباحاً" ويروي وليد شرقاوي - مدرس - أنه قام من نومه يتألم من مغص شديد الثانية صباحاً وانطلقت به زوجته تبحث عن أقرب مستشفي حتي اخبرهم أحد المارة عن وجود مستشفي بامتداد مايو فانطلقا في اتجاه الامتداد فلم يجدا أي لوحات إرشادية ولا من يدلهما لأنها بمكان لا يوجد به أحد إلي أن بعث الله لهما من يدلهما عليها فوجداه عبارة عن مركز صحي متواضع ولم يكن به غير طبيب أعطاه حقنة مسكنة ليحضر في الغد للكشف. ويوضح محمد قرني عضو مجلس أمناء مدينة مايو وأمين العضوية بالحرية والعدالة أنه ومنذ افتتاح المستشفي عام 98 وهو يخدم أهالي المدينة والمناطق المجاورة بالإضافة للمدن الصناعية وحتي المشروع الأمريكي ومدينة أطلس وصولاً لعرب مساعد بالصف وهي مساحة كبيرة جداً إلي أن تم إغلاقها في 2003م لوجود بعض التصدعات. ويشير قرني إلي ان التقارير أوضحت أن هناك تصدعات نتيجة تسرب المياه أسفله مما أدي إلي تغير طبيعة التربة وأحدث خللاً في الأساسات ويمكن ترميم تلك المباني وعلي إثر ذلك أرسلت هيئة المجتمعات العمرانية مبلغ 4 ملايين جنيه للمساهمة في الترميم لكن بعد ذلك قامت وزارة الصحة بتكليف المكتب العربي للتصميمات باختبار التربة ووضع تقرير لحالة المستشفي والذي فيه أنه غير صالح من الأساس ويجب إزالته. خاطبت وزارة الصحة هيئة المجتمعات العمرانية والتي بدورها رفعت المبلغ إلي 9 ملايين ومنه إلي 20 مليوناً للانتهاء من الترميمات لكن الوزارة اصرت علي هدمه نهائياً وبنائه من جديد وفقاً لتقرير المكتب العربي بتكلفة 80 مليوناً لذلك الأمر أغلقت المستشفي نهائياً. "لجنة مستقلة للفصل" ويضيف قرني مجلس الأمناء بالمدينة أوفد الدكتورة غادة أحد أعضاء لجنة المستشفي لمقابلة وزير الصحة لإسناد المستشفي للجنة مستقلة مشكلة من أساتذة كلية الهندسة جامعة حلوان للفصل بين التقريرين وحتي الآن المستشفي مغلقة. الدكتور ياسر نجيب مدير الإدارة الطبية بحلوان يؤكد ان المنطقة مستعدة لتشغيل المستشفي وأغلب أطباء مايو السابقين يخدمون في المراكز الخمسة الطبية المنتشرة بالمدينة.