عندما أنشئ المركز القومي للبحوث في 1956 كان هدفه تخريج آلاف الباحثين المتفرغين لخدمة الصناعة والصحة والمجتمع عموما.. عاش عصره الذهبي في الستينيات ومع النكسة توقف كل شيء وخلال أكثر من 56 عاما عاني المركز من أزمات التمويل والإهمال مما أفقده دوره في تطوير منظومة البحث العلمي في مصر. د.أشرف شعلان رئيس المركز يقول: مشاكلنا كثيرة أهمها التمويل الذي يصرف علي الباحثين والمعامل البحثية وتنفيذ المشروعات البحثية وتم حل مشاكل الباحثين والمعامل البحثية ولحل مشكلة المشروعات تم انشاء صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بميزانية بدأت ب 100 مليون جنيه ثم زادت الي 200 مليون ووصلت الي 400 مليون جنيه في عام 2012 جزء منه للاجهزة والجزء الاكبر للمشروعات عن طريق التنافس بين المراكز. وأضاف د.شعلان أن دخل الباحث كان عائقاً امامه لتطوير ابتكاراته العلمية حيث ان البحث العلمي عمل فكري ولكن الدولة بدأت مؤخرا في الاهتمام برعاية الباحثين وزيادة الدخل بصورة مرضية لهم والاهتمام بأبحاثهم مما حث الباحثين علي تقديم المزيد من الجهد مشيرا إلي أن المعامل البحثية اجهزتها قديمة لا تتناسب مع التطور التكنولوجي ويتم تغييرها كل اربع سنوات بل نحن لدينا اجهزة عمرها 25 عاما وان التمويل لا يتناسب مع التطوير وبدأت الدولة بعد ثورة 25 يناير الاهتمام بالمعامل البحثية وزادت الميزانية للمركز من 27 مليون جنيه الي 63 مليون جنيه يتم صرفها علي الانشاءات والاجهزة فبعد ان كان الصرف علي الاجهزة 5 ملايين جنيه سابقا اصبح الآن 30 مليون جنيه واستطاع المركز الحصول علي 60 مليون جنيه من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بينما الجزء الاخير في التمويل وهو الصرف علي المشروعات البحثية داخل المركز لم تعدل الميزانية ويتم صرف كل عام من 5 - 7 ملايين جنيه وهي نسبة ضئيلة جدا للصرف علي المستلزمات البحثية. اعتراف يعترف د.شعلان بصعوبة تطبيق البحوث التي تم الانتهاء منها لعدم ارتباطها باحتياجات المجتمع رجال الصناعة لا يشجعون البحث العلمي ويذهبون إلي الاستيراد مباشرة ونعمل علي توسيع القاعدة علي مستوي المحافظات بتنظيم أكثر من معرض وناشد أجهزة الإعلام المساندة في توعية المجتمع بأهمية البحث العلمي. ويضرب د.شعلان مثلا للتضارب الموجود فيقول: نجحنا في انتاج مصل لحماية الثروة الداجنة ضد انفلونزا الطيور بنسبة 95% في حين تصل درجة حماية المستورد 25% فقط ووجدنا صعوبة بإنزاله السوق قبل الثورة ولكن بعدها تم إنتاجه عن طريق مصانع وزارة الزراعة ولم يتم تغطية احتياجات السوق المصري لعدم قدرة مصانع الزراعة علي إنتاج كميات كبيرة وأيضا نجحنا في تدوير قش الأرز وإنتاج لب الورق ومبيدات حشرية ومواد كيماوية تستخدم في صناعة مختلفة وكذلك نوعيات من القمح لا تتأثر بالملوحة وتتحمل الجفاف ونوعيات أخري تزيد الإنتاج بنسبة 30% وتم تسليمه لوزارة الزراعة لعمل الاختبارات لاستخدامه وتمكنت مجموعة من العلماء بالمركز من اختراع مفاعل يحول المخلفات الزراعية لوقود حيوي ويسمي الجهاز "بايو أيثانول" ولم يستغل حتي الآن بالرغم من إعداده للتطبيق منذ سنوات ولدينا براءات اختراع عن الطاقة الشمسية نفذناها في توشكي وكذلك نسيج مقاومة للميكروبات يمكن استخدامه في عمل بدل أطباء وبدل العمليات وملايات الأسرة وملابس للأطفال. وعن هذه البحوث يقول الدكتور سامي السباعي أستاذ كيمياء وتكنولوجيا الألياف الصناعية اننا أجرينا بحوثا وتجارب في مجال المنسوجات المقاومة للميكروبات لمدة سبع سنوات ومازالت حبيسة الأدراج منذ خمس سنوات ونقوم الآن بعمل مشروع فلاتر وظيفية مصنعة من البولي استر وخليطة من القطن بتكلفة 2 مليون جنيه من صندوق العلوم والتكنولوجيا يمكن استخدامها كفلاتر مقاومة للميكروبات تستخدم في أجهزة التكييف والقطاع الطبي والمستشفيات والمفروشات. الدكتورة إيمان عبدالسميع تشير لاكتشافها نبات الحماض "المصري البري" يدخل في علاج العديد من الأمراض مثل السرطان والكبد وكذلك نبات الحلاوي الذي يعالج التيفود وتؤكد ان تطبيق هذة الرسالة يوفر مصادر طبية رخيصة كمضادات للاكسدة للبكتريا التي تسبب امراضاً مثل الاسهال والقيء وامراض الجهاز الهضمي والتنفسي والبولي والتناسلي والامراض الجلدية والتقيحات وامراض اخري تودي بحياة الانسان للموت. وتشير الي ان النبات غير سام يؤكل طازجاً او مطهواً في بلاد مختلفة حيث انه غني بالاملاح المعدنية والفيتامينات وخاصة فيتامين ج مما جعلة مكملاً غذائياً.