اختارت مجلة "فارايتي" الأمريكية المخرج يسري نصر الله شخصية العام السينمائية في الشرق الأوسط. وهو التقليد الذي تتبعه النسخة العربية من المجلة الشهيرة منذ 6 سنوات. حصلت عليها العام الماضي المخرجة اللبنانية نادين لبكي مخرجة فيلم "هلا لوين". يسري نصر الله هو التلميذ العالمي ليوسف شاهين. وهو يختلف عن التلميذ المحلي "خالد يوسف". فقد ورث عن أستاذه علاقاته الدولية التي تسمح بتمويل أفلامه بالتحديد من فرنسا ومجموعة محطات تليفزيون أوروبية. لذا فان يسري نصر الله أصبح معروفاً علي المستوي العالمي. ويشارك بأفلامه في أكبر المهرجانات خاصة بعد ثورة يناير. شارك العام الماضي في فينسيا بفيلم "18 يوماً" وهذا العام بفيلم "بعد الموقعة" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الفرنسي. يسري نصر الله نموذج للمثقف السينمائي فقد تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1974 واتجه في البداية إلي كتابة النقد السينمائي في جريدة "السفير" اللبنانية وعاش في تلك الفترة ببيروت. ثم عاد وعمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين وكتب معه سيناريو الفيلم المثير للجدل "الوداع يا بونابرت" ثم كتب سيناريو أول أفلامه "سرقات صيفية" اخرجه عام 1989. بعدها شارك شاهين في كتابة "إسكندرية كمان وكمان" و"القاهرة منورة بأهلها". ثم قدم مجموعة متميزة من الأفلام التي حصلت علي العديد من الجوائز مثل "مرسيدس" 1993 والفيلم التسجيلي "صبيان وبنات" والذي اكتشف أثناء تصويره الفنان باسم سمرة الذي كان يعمل معلماً بإحدي مدارس البنات بالهرم. ثم اخرج فيلم "المدينة" 1999 وفيلم "باب الشمس" 2004 و"جنينة الأسماك" 2008 و"احكي يا شهرزاد" 2009 وأخيراً "بعد الموقعة" هذا العام. يقول يسري نصر الله: عندما أقدم فيلماً فانني أحكي علاقتي بالعالم ولن أحكي علاقة شخص آخر غيري. ممكن يفلت مني المشهد فلا يصل إلي الناس ولكنه صادق. علي المستوي الحسي المادي يصل إلي الناس ولكن تختلف وجهات النظر. لا أسعي أن يفهم الجميع رسالة واحدة لكن أسعي أن يحب فيلمي الجميع". عالم يسري نصر الله السينمائي محدود لكنه ينطلق منه إلي آفاق بعيدة عندما يتحدث عن طفولته في أول أفلامه "سرقات صيفية" يتحدث عن علاقة أسرته الاقطاعية بالفلاحين ويتناول سيطرة الحاكم الفرد علي الشعب وصوته يدوي من الراديو والجميع يستمع إليه. ويناقش قضايا الفقر والثروة وحقوق الإنسان والمساواة كل ذلك من خلال ذكريات الطفولة العادية التي تذكرها في فيلمه. كذلك اهتم يسري نصر الله بعلاقة النخبة بعامة الشعب وقدرتهم علي التأثير أو عدم التأثير في سلوكهم وأفكارهم. كذلك اهتم يسري في أفلامه الأخيرة بحقوق المرأة خاصة في "جنينة الأسماك" و"احكي يا شهرزاد" وبدي مهموماً بعدم قدرة الفتاة علي الاختيار واتجاه المجتمع إلي تهميش حقوق المرأة ودورها وتأثيرها في الأسرة والحياة بشكل عام. وقد شارك نصر الله في ثورة يناير واهتم بالفقراء الذين دفعوا ثمن التغيير من قوت يومهم في حين ذهبت الثمار إلي غيرهم. يعكف حالياً يسري نصرالله علي كتابة سيناريو فيلم جديد مأخوذ عن رواية للأديب سمير زكي بعنوان "كلوت بك" ومن خلال الرواية يتحدث عن الاقباط خلال النصف الأول من القرن العشرين. [email protected]