أكد ماريو بالوتيللي مهاجم نادي ميلان ومنتخب إيطاليا أن ملاعب كرة القدم الإنجليزية تمتلئ بالكثير من المشجعين العنصريين, مشيراً إلى أنهم أفضل كثيراً من نظرائهم في أسبانياوإيطاليا. وكان القناص الشاب, الذي تصدّر عناوين الصحف الإنجليزية خلال رحلته الاحترافية بنادي مانشستر سيتي بين 2010 و 2013, قد تعرّض لهتافات عنصرية من قبل بعض الجماهير خلال معسكر المنتخب الإيطالي الأسبوع الماضي. ووجهت جماهير نادي روما العام الماضي هتافات عنصرية ضد اللاعب خلال المباراة التي جمعت فريقه بنادي العاصمة الإيطالية, فيما أكد اللاعب أنه سيخرج من الملعب فور تعرضه لمثل هذه الهتافات مجدداً. وأوضح بالوتيللي أن العنصرية ليست محصورة في إيطالياوأسبانيا فقط, وإنما في باقي الملاعب الأوروبية أيضاً ولكنها أكثر انتشاراً على المستوى الإعلامي. وأجاب بالوتيللي في تصريحات صحفية على سؤال إذا كان قد عاني من العنصرية خلال احترافه في مانشستر سيتي بقوله:"ليس على الملأ. فقط حينما انضممت للفريق وكنا على متن الطائرة في اتجاهنا لجولة ما لاحظت وقتها أن اللاعبين من ذوي البشرة السوداء بالفريق أكثر من أمثالهم من أصحاب البشرة البيضاء". وأضاف اللاعب:"كان هذا اختلافاً كبيرًا بالنسبة لي, فهذا كان يعد شيئاً مذهلاً في إيطاليا, فغالباً كنت اللاعب الوحيد من أصحاب البشرة السوداء في الفريق". واستطرد قائلاً:"العنصرية في كل مكان, ربما تكون أكثر ظهوراً هنا في إيطاليا أو في أسبانيا. هناك الكثير من العنصريين في إنجلترا ولكن أعتقد أنهم يجيدون إخفاءها". ويرى بالوتيللي, البالغ من العمر 23 عاماً, أن التحيّز الواضح والعلني في موطنه هو الذي تسبب في دخوله دائرة الانتقادات والاستغلال بشكل مستمر بسبب لون بشرته, مؤكداً أنه لو كان من أصحاب البشرة البيضاء كانت المعاملة ستختلف وكان سيعامل بالمزيد من التعاطف من مواطنيه. وقد وُلد النجم الإيطالي لوالدين غانيين مهاجرين إلى إيطاليا, إلا أنه ترك عائلته لتتم رعايته من قبل أسرة بديلة حينما كان في الثالثة من العمر, ليتخذ اسم الأسرة التي تبنته "بالوتيللي" بعد ذلك, فيما حصل على الجنسية الإيطالية حينما كان في الثامنة عشرة من عمره. وتألق بالوتيللي حينما كان في الخامسة عشرة من عمره مع نادي الدرجة الثالثة لوميزان, ثم مرّ بتجربة فاشلة مع نادي برشلونة الإسباني لينضم بعدها إلى إنتر ميلان عام 2006 على سبيل الإعارة ثم بشكل نهائي في العام التالي ليبدأ في الظهور بقوة في عالم الساحرة المستديرة, لينتقل بعدها إلى مانشستر سيتي عام 2010 مقابل 21.8 مليون يورو ثم إلى ميلان في يناير من العام الماضي. واشتهر بالوتيللي بإثارة الجدل حيثما اتجه, وهو ما دفع مدربه السابق في مانشستر سيتي بوصفه ب "المجنون" وهو ما نفاه اللاعب مشيراً إلى أنه فقط يحب أحياناً عمل أشياء غريبة, وهو ما أشعل الجدل حول علاقته بالمافيا الإيطالية عام 2010, حتى حينما انتقل إلى إنجلترا أثار المزيد من الجدل وتصدر عناوين الصحف وخاصة حينما تسبب في اشتعال النيران بمنزله في مدينة مانشستر بسبب الألعاب النارية, ومنحه ألف جنيه إسترليني لأحد المشردين في شوارع المدينة إضافة إلى احتفاله بتسجيل هدف في مرمي مانشستر يونايتد في أكتوبر من عام 2011 بكشفه عن قميص داخلي كتب عليه "لماذا أنا دائماً؟", إضافة إلى اقتحامه المؤتمر الصحفي لنادي الميلان لتقديم مدرب الفريق الجديد أندريا ستراماتشوني في مارس 2012. جدير بالذكر أن الصحف الإيطالية كانت قد نشرت كاريكاتيراً يصوّر اللاعب في شكل القرد الشهير "كينج كونج" حينما كان يمثل منتخب بلاده في بطولة أمم أوروبا "يورو 2012".