رحلة البحث عن الأدوار الخفيفة الكوميدية هى التى تشغل تفكير الفنان هانى رمزى حالياً، فهو يقوم بقراءة عدد من السيناريوهات البعيدة تماماً عن السياسة أو ما يدور من صراع حالياً داخل المجتمع، خاصة بعد توقف مسلسل "أنا والسفاح وهواك" مبرراً ذلك بأن الأسرة المصرية ليست فى حاجة لهذه النوعية من الأعمال وفى انتظار ما يخفف عنهم هذا الهم الثقيل حيث إن الشعب بكافة أطيافه هو البطل الأساسى فى كل هذه الأحداث ولمزيد من التفاصيل كان لنا معه هذا اللقاء.. بداية يقول هانى رمزى: تؤرقنى مشكلة منذ عدة سنوات وهى غياب الرواية عن الأعمال الدرامية، حيث تفتقر الدراما للنصوص والسيناريوهات التى تعيد مجد الدراما مرة أخرى وهى أزمة حقيقية بالنسبة لى، خاصة أن الكُتاب الكبار أعمالهم لا تكفى لكل المبدعين والفنانين، وأتمنى ظهور جيل جديد من الشباب يقدم كتابات مختلفة وذات قيمة. ** وهل الساحة ستستوعب هذه الكتابات فى ظل ندرة الانتاج حالياً؟ - إذا ظهرت أمامى هذه الكتابات الجيدة فلن أتأخر فى تبنيها أو أقوم بشراء هذه الروايات لحسابى حتى تتاح لها الفرصة لإنتاجها وتقديمها تليفزيونياً. ** إلى حين تواجد هذه الكتابات ألا يوجد ما يعيدك لدراما رمضان مرة أخرى؟ - أمامى عدد كبير من السيناريوهات وسوف أفاضل بينها خلال الأيام المقبلة، بعد إقامة معسكر مغلق لدراسة كل هذه السيناريوهات والتى تتلاءم مع ظروف المرحلة وأن تحمل الطابع الكوميدى للمشاهد. ** برحيل المخرج أشرف سالم هل انتهت علاقتك بمسلسل "أنا والسفاح وهواك"؟ - للأسف صاحب الرؤية الخاصة للعمل رحل عن عالمنا لأنه هو كاتب القصة والسيناريو وتوقف برحيله وحتى هذه اللحظة لم تتضح الصورة. ** وما هى توقعاتك للمرحلة القادمة؟ - ستكون مرحلة صعبة من عمر مصر، وأتمنى أن نتجاوزها بسرعة شديدة مثلما حدث فى العامين الماضيين أن تأتى ثورة ثانية وتنجح فى أقل من 3 أيام، والشعب أصبح لديه وعى وإدراك للمرحلة. ** مصر بلدنا .. كلمات بسيطة كانت من خلال أوبريت غنائى ضم عدداً كبيراً من نجوم الفن هل كنت تتوقع أن يكون لهذه الكلمات دور فى حث الشعب للتصويت على الدستور؟ - هذه المرحلة فى حاجة إلى تضافر كل الجهود من الجميع وبدورنا كفنانين لم نجد سوى الأغنية لتحريك الشعب المصرى إلى الصواب، والدستور هو المرحلة الفاصلة فى عمر الوطن للخروج إلى الاستقرار والأمن وعودة الحياة إلى طبيعها مرة أخرى إن لم يكن إلى الأفضل، والدستور هو تطبيق المبادئ والأهداف التى قامت من أجلها ثورتى يناير ويونيو. ** هل كنت قلقاً من قيام ثورة ثانية؟ - كل ما كان يشغلنى هو أننى لم أتوقع قيامها، وأن للشعب المصرى القدرة على تغيير نظام الحكم للمرة الثانية ومن خلال إرادة شعبية قوية، كما أن الجماعة تولت الحكم بعد حالة حرمان ومع بداية تولى الحكم كنا جميعاً كشعب مع الإرادة الجديدة، لكن الأمر تحول إلى قوانين وتشريعات لصالح أشخاص على حساب باقى الشعب إلى جانب استغلال حقوق مصر لصالح دول أخرى، ومصر كانت "هتتباع" والثورة أنقذت مصر من مزاد علنى كبير. ** حالياً بدأت المحاكم المختصة فى تولى مهامها تجاه المعزول وأنصاره وفى حال توليك أنت شخصة القاضي فما الذى توجهه لهم من اتهامات؟ - التهمة الحقيقية التى يجب أن يحاكموا عليها هى تفرقة الشعب، وهو ما ظهر فى البيت الواحد بين الأخ وأخيه وتحول إلى انشقاقات وانقسامات وهى أبشع جريمةً، فعلى الحاكم أن يقوم بلم الشمل وليس التشتيت. مع بداية حكم الإخوان كنا جميعاً متعاطفين معهم لكن بدأت الانشقاقات بعد عمليات التخريب الكثيرة وظهرت حركات تحمل لافتات "إخوان بلا عنف" مستنكرين كل ما يحدث ويدينون بشدة كل هذه التفجيرات والمحاولات المستميتة لاحتلال بعض الميادين، ولابد أن يأتى أشخاص ورموز وطنية تعبر عن احتياجات الشعب. ** ألا ترى أن عمليات التخريب هذه انعكست بشكل قوى على الفن؟ - بكل تأكيد وخير دليل على ذلك إيرادات السينما التى تراجعت فى الفترة الأخيرة، ومنذ فض اعتصام أنصار الإخوان فى 14 أغسطس الماضى وحتى الآن والإيرادات "فى النازل"، وحتى الأعمال التى تخطت حاجز الملايين يرى منتجوها أنها لم تحقق الإيرادات المرجوة، ولى عتاب مع هؤلاء المنتجين الذين تخلوا عن الصناعة فى أزمتها على الرغم من الملايين التى حققوها فى وقت قصير. ** قلت من قبل إننا فى حاجة لرموز وطنية فماذا تقصد؟ - فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد لابد أن تكون هناك قبضة من حديد على كل من يخرب مصر، وأن يكون الذى يحكمها مصرياً وليس لديه اية أجندات أجنبية أو أية مصالح شخصية. ** كلامك يشير إلى أنك تميل إلى القبضة العسكرية؟ - القبضة العسكرية مهمة فى هذه المرحلة الانتقالية لعودة الاستقرار مرة أخرى وهى التى وقفت إلى جوار إرادة الشعب المصرى فى ثورته. ** ومن ناحية الحكم؟ - لا أرى غير الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيساً للجمهورية، فهو الذى يتصدر المشهد حالياً فهو الزعيم الذى استجاب لمطلب الشعب المصرى، وعن نفسى أقف بجانبه وأؤيده لتولى حكم مصر. ** ما الذى يريده التنظيم الدولى للإخوان من هانى رمزى؟ - ما أرادوه تحقق فى إيقاف برنامجى "الليلة مع هانى" لأن البرنامج كان له تأثير قوى وحقق نتيجة عالية فى الرد على أفعالهم، وقد أدى البرنامج مهمته بنجاح ساحق وهذه التجربة أسعدتنى جداً، وحالياً تجرى بعض المفاوضات مع إحدى الجهات لعودته مرة أخرى بشكل جديد وفقرات تتناسب مع هذه المرحلة، لكن الأهم من ذلك أن نسعى لتقديم أعمال كوميدية تخرج الجمهور من هذه الحالة. ** لكنك حاولت أن تخرج الجمهور من هذه الحالة فى فيلمك الأخير "توم وجيمى" ولكن لم يحالفك الحظ؟ - سوء الحظ طارد جميع الأفلام التى عرضت فى ذلك الوقت لأننا لم نتخيل كم الخراب الذى انعكس على مصر بعد فض الاعتصام، وعدد كبير من دور العرض أغلقت أبوابها وكانت هناك أيضا تهديدات صريحة ومباشرة لدور العرض بتفجيرها، فلم يأخذ الفيلم حقه وتم رفعه من دور العرض. ** ما حدث فى فيلمك الأخير هل سيجعلك تتراجع عن تقديم أعمال سينمائية مستقبلاً؟ - رفع الفيلم من دور العرض كان صدمة قوية وضربة فى مقتل، وهو ما سوف يجعلنى أتأنى فى تقديم أية أعمال سينمائية جديدة، وفى حال وجود السيناريو الجيد فعلينا اختيار التوقيت المناسب لطرحه بدور العرض بعيداً عن المحاكمات. ** كيف ترى حلقة باسم يوسف الأخيرة من برنامجه وحملة الهجوم التى تعرض لها؟ - للأسف الشديد أن باسم فى هذه الحلقة خانه التوقيت والتقدير، وتطرق إلى منطقة صعبة وهى اللعب بمشاعر الشعب المصرى، وهى قنبلة موقوتة لم تكن فى حساباته وعن رأيي الشخصى فى الحلقة فهى كانت حيادية تماماً والبرنامج فكرته مميزة. ** وفى حال تعرضك شخصياً لسخرية البرنامج فما هو موقفك؟ - نحن فى أمس الحاجة إلى الضحك، والسخرية ليس معناها التقليل من شأن الشخص إذا كانت تركز على أخطائه وسقطاته فقط بعيداً عن الإهانة والتجريح، واعتدت أنا وزملائى أثناء وقوفنا على خشبة المسرح أن نسخر من بعضنا البعض لإضحاك الجمهور وهو دورنا كفنانين ولن يضيرنى سخرية باسم منى فأنا لها.