مشهد من فيلم توم وجيمى لم تكن العلاقة بين الفنان هاني رمزي والمخرج أشرف سالم علاقة مخرج وفنان يجمعهما العمل الفني فقط ، لكنها امتدت لأبعد من ذلك ، وجاء الرحيل الهادئ للمخرج أشرف سالم ليترك مساحة كبيرة من الحزن علي المستوي الشخصي والفني لهاني رمزي الذي اعتبر رحيل صديقه صدمة وخسارة حقيقية للدراما التليفزيونية.. العلاقة بينهما كمخرج وفنان امتزجت بكل الحب والتقدير في الأعمال الفنية التي جمعت بينهما علي مدار السنوات الماضية والتي يقول عنها رمزي: إيرادات السينما في النازل منذ فض اعتصام رابعة توم وجيمي لم يأخذ فرصته الكاملة في العرض الجماهيري تعاونت مع المخرج الراحل في أكثر من عمل وكانت البداية من خلال مسلسل ابن النظام وتلاه مسلسل »عريس ديليفيري« وساهم العملان في استمرار العلاقة بيننا والتي كادت لاتنتهي إلي أن أتي قضاء الله وقدره ورحل عن عالمنا هذا المخرج المبدع وترك أخر اعماله التي كنا قد تعاقدنا عليها منذ سنوات وهو مسلسل »أنا والسفاح وهواك«. ويضيف وعلي المستوي الشخصي كانت تربطني به علاقة صداقة قوية فكنت أعتبره مثال الأخ والصديق ومازلت أتذكر حديثه معي أثناء تواجده بالمستشفي وقبل رحيله حينما قال لي حاول أن تجد العمل الفني المناسب ولاتنشغل بمرضي، لكنني كنت متحمسا للعمل معه بشدة. برحيل المخرج أشرف سالم هل انتهت علاقتك بمسلسل »أنا والسفاح وهواك«؟ - للأسف صاحب الرؤية الخاصة للعمل رحل عن عالمنا لأنه هو كاتب القصة والسيناريو وتوقف برحيله وحتي هذه اللحظة لم تتضح الصورة. وحتي تتضح الصورة ماالذي يشغل تفكيرك حاليا؟ - مايشغلني ينقسم إلي شقين أولا أن تعود حالة الأمن مجددا إلي البلاد، واستقرار الشارع سوف يوصلنا للاستقرار علي المستويات كافة ، وتدور عجلة الانتاج مرة أخري، والشق الثاني هو أن أجد ورقا جيدا لتقديمه خلال الموسم الرمضاني المقبل. نبدأ بالشق الأول وهو البحث عن الاستقرار فكيف يأتي في ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد؟ - عودة الاستقرار لابد أن يأتي من الشارع المصري نفسه والسؤال ماهو المنتظر من جماعة الإخوان، فهل ستستمر إراقة الدماء وعمليات التخريب في الشارع؟ فلابد أن يهدأوا وتنتهي هذه النزاعات حتي تعود مصر مرة أخري لأهلها، لكن من المتوقع أن تستمر هذه الأعمال التخريبية مع الإعلان النهائي للدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية.. ووهم الرجوع لكرسي الحكم مرة أخري فهو من رابع المستحيلات. وما توقعاتك للمرحلة القادمة ؟ - ستكون مرحلة صعبة من عمر مصر ، وأتمني أن نتجاوزها بسرعة شديدة مثلما حدث في العامين الماضيين أن تأتي ثورة ثانية وتنجح في أقل من 3 أيام، والشعب اصبح لديه وعي وإدراك للمرحلة. هل كنت قلقا من قيام ثورة ثانية؟ - كل ما كان يشغلني هو أنني لم أتوقع قيامها، وأن للشعب المصري القدرة علي تغيير نظام الحكم للمرة الثانية ومن خلال إرادة شعبية قوية، كما أن الجماعة تولت الحكم بعد حالة حرمان ومع بداية تولي الحكم كنا جميعا كشعب مع الإرادة الجديدة، لكن تحول الأمر إلي قوانين وتشريعات لصالح أشخاص علي حساب باقي الشعب إلي جانب استغلال حقوق مصر لصالح دول أخري، ومصر كانت »هتتباع« والثورة أنقذت مصر من مزاد علني كبير. حاليا بدأت المحاكم المختصة في تولي مهامها تجاه المعزول وأنصاره في رأيك ما هي أخطر الاتهامات التي يجب أن توجه لهم؟ - التهمة الحقيقية التي يجب أن يحاكموا عليها هي تفرقة الشعب، وهو ماظهر في البيت الواحد بين الأخ وأخيه وتحول إلي انشقاقات وانقسامات وهي أبشع جريمة، فعلي الحاكم أن يقوم بلم الشمل وليس التشتيت، مع بداية حكم الإخوان كنا جميعا متعاطفين معهم لكن بدأت الانشقاقات بعد عمليات التخريب الكثيرة وظهرت حركات تحمل لافتات »إخوان بلا عنف« مستنكرين كل ما يحدث ويدينون بشدة كل هذه التفجيرات والمحاولات المستميتة لاحتلال بعض الميادين، ولابد أن يأتي أشخاص ورموز وطنية تعبر عن احتياجات الشعب . ألا تري أن عمليات التخريب هذه انعكست بشكل قوي علي الفن؟ - بكل تأكيد وخير دليل علي ذلك إيرادات السينما التي تراجعت في الفترة الأخيرة، ومنذ فض اعتصام انصار الإخوان في 14 اغسطس الماضي وحتي الآن والإيرادات »في النازل«، وحتي الأعمال التي تخطت حاجز الملايين يري منتجوها أنها لم تحقق الإيرادات المرجوة، ولي عتاب مع هؤلاء المنتجين الذين تخلوا عن الصناعة في أزمتها علي الرغم من الملايين التي حققوها في وقت قصير. قلت من قبل إننا في حاجة لرموز وطنية بماذا تقصد؟ - لابد أن تكون هناك قبضة من حديد لكل من يخرب مصر، وأن الذي يحكمها يكون مصريا وليس لديه إية أجندات أجنبية أو أية مصالح شخصية. كلامك يشير إلي أنك تميل إلي القبضة العسكرية؟ - القبضة العسكرية هامة في هذه المرحلة الانتقالية لرجوع الاستقرار مرة أخري وهي التي وقفت إلي جوار إرادة الشعب المصري في ثورته. ومن ناحية الحكم؟ - لا أري غير الفريق أول عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية، فهو الذي يتصدر المشهد حاليا فهو الزعيم الذي استجاب لمطلب الشعب المصري، وعن نفسي أقف بجانبه وأؤيده لتولي حكم مصر. تصدرت عناوين الصحف مؤخرا عناوين تشير إلي القبض علي عصابة القصر فهل هذه هي البداية أم النهاية؟ - في مصر انتهي دورهم، لكن بالنسبة للتنظيم الدولي فهو في استراحة المحارب، فهو تنظيم ليس سهلا وهي بداية ثانية للتوغل داخل مصر. وما الذي يريده هذا التنظيم من هاني رمزي؟ - ما أرادوه تحقق في إيقاف برنامجي »الليلة مع هاني« لأن البرنامج كان له تأثير قوي وحقق نتيجة عالية في الرد علي أفعالهم، وحاليا تجري بعض المفاوضات مع إحدي الجهات لعودته مرة أخري بشكل جديد وفقرات تتناسب مع هذه المرحلة، لكن الأهم من ذلك أن نسعي لتقديم أعمال كوميدية تخرج الجمهور من هذه الحالة. لكنك حاولت أن تخرج الجمهور من هذه الحالة في فيلمك الأخير »توم وجيمي« ولكن لم يحالفك الحظ ؟ - سوء الحظ طارد جميع الأفلام التي عرضت في ذلك الوقت، لأننا لم نتخيل كم الخراب الذي انعكس علي مصر بعد فض الاعتصام، فلم يأخذ الفيلم حقه وتم رفعه من دور العرض. ما حدث في فيلمك الأخير هل سيجعلك تتراجع عن تقديم أعمال سينمائية مستقبلا؟ - رفع الفيلم من دور العرض كان صدمة قوية وضربة في مقتل، وهو ما سوف يجعلني أتأني في تقديم أي أعمال سينمائية جديدة، وفي حال وجود الورق الجيد فعلينا اختيار التوقيت المناسب لطرحه بدور العرض بعيدا عن المحاكمات. صرخت بأعلي صوت في أحد أعمالك السينمائية منذ عدة سنوات وقلت »عايز حقي«، وقد جاءتك الفرصة ليتوفر لك هذا الحق من خلال الدستور فما الذي تريده؟ - أتمني أن تصل الرسالة التي قدمتها في فيلم " عايز حقي " وأن نكون جميعا سواسية تحت حكم القانون وحرية الانتماء دون الإضرار بمصالح البلاد، "وعن نفسي مستعد أحط إيدي في إيد البوذي طالما سيكون ذلك في مصلحة مصر " وأن يهتم الدستور بحرية الرأي والتعبير وأن تكون مصر بلد الديمقراطية، وأن يراعي الدستور الفن وأهله. أزمة البحث عن عمل جيد للموسم الرمضاني المقبل تمثل الشق الثاني في اهتماماتك الحالية لماذا؟ - لدي مشكلة تؤرقني منذ عدة سنوات وهي غياب الرواية عن الأعمال الدرامية، حيث تفتقر الدراما للنصوص والسيناريوهات التي تعيد مجد الدراما مرة أخري وهي أزمة حقيقية بالنسبة لي، خاصة أن الكتاب الكبار أعمالهم لاتكفي لكل المبدعين والفنانين، وأتمني ظهور جيل جديد من الشباب ويقدم كتابات مختلفة وذات قيمة. وهل الساحة ستستوعب كم هذه الكتابات في ظل ندرة الإنتاج حاليا؟ - إذا ظهرت أمامي هذه الكتابات الجيدة فلن أتأخر في تبنيها أو أقوم بشراء هذه الروايات لحسابي حتي تتاح لها الفرصة لإنتاجها وتقديمها تليفزيونيا. إلي حين تواجد هذه الكتابات ألا توجد نصوص جيدة تعيدك لدراما رمضان مرة أخري؟ - أمامي عدد كبير من السيناريوهات وسوف أفاضل بينها خلال الأيام المقبلة، بعد إقامة معسكر مغلق لدراسة كل هذه السيناريوهات والتي تتلاءم مع ظروف المرحلة وأن تحمل الطابع الكوميدي للمشاهد.