طلة جديدة يطلها علينا الفنان تامر عبد المنعم من خلال مسلسل "المرافعة". فبعد أن عرفناه كممثل ومذيع، يقدم نفسه هذه المرة كمؤلف ومنتج وأحد الأبطال الرئيسيين في "المرافعة". وعن كواليس هذا العمل والأسرار التي يكشفها وسبب اتجاهه للكتابة والإنتاج تحدث تامر معنا في هذا الحوار. - " المرافعة" يضم عددا كبيرا من النجوم هل كان من الصعب إقناعهم بالعمل؟ بالعكس كل النجوم المشاركين في العمل تحمسوا له بعدما قرأوا السيناريو، ولا أنكر أن ترشيحهم أخذ مني أنا والمخرج مجهوداً لسببين أولهما أنه يضم نجوما كبارا مثل فاروق الفيشاوي وطلعت زكريا ودوللي شاهين وباسم ياخور ودينا وكريمة مختار وسميحة أيوب وأحمد راتب وسمير صبري ومحسن محيي الدين ومحمد لطفي بالإضافة الى عمر حسن يوسف وشادي شامل، والسبب الثاني أنني أنقل الأحداث من خلال عدد كبير من الشخصيات التي أعتبرها سيفونية تعزفها القصة ولكل منهم دور مهم في السياق الدرامي. - ما الفكرة الرئيسية التي يدور حولها المسلسل؟ تدور الأحداث في عام 2010 وما شهده من ثورات الربيع العربي من خلال أسرة أتناول من خلال شخصياتها شكل الحياة السياسية في مصر والحالة الاقتصادية في هذه الفترة وتنتهى أحداثه قبل بداية الثورة. - ما سر حماسك لكتابة هذا المسلسل؟ بدأت في كتابته منذ عامين ويتبقى لي ثلاث حلقات أوشكت على الانتهاء منها، واستهوتني الفكرة لأنني شعرت بأنني يمكنني الكشف عن أشياء كثيرة مغلوطة عند بعض الناس وتعديل بعض المفاهيم والأفكار من خلال دراما هذا العمل. - وما هي هذه الأفكار السياسية المغلوطة التي تحاول تصحيحها بالمسلسل؟ أقدم بالمسلسل كواليس الحياة السياسية قبل الثورة وأعتبر نفسي أول من يكشف عنها بصفتي أنني كنت داخل اللعبة بسبب وجودي سابقاً داخل الحزب الوطني أو بالحكومة بشكل عام عندما كنت بوزارة الثقافة، ودون أن أحرق تفاصيل العمل أقدم وجهة نظري السياسية من خلال عدة شخصيات منها الدور الذي يقوم به الفنان باسم ياخور حيث هو عضو في الحزب الوطني ورجل أعمال كبير ويتهم في قضية قتل. - وما أهم القضايا التي يتناولها المسلسل؟ المسلسل يتطرق لجماعة الإخوان والحزب الحاكم، ومجموعة الشباب الذين أطلقوا عليهم ثواراً فيما بعد. وأتناول هؤلاء من خلال وجهة نظري كمؤلف، ورصدت آرائي في المجتمع من خلال المسلسل وقد تتناسب مع البعض ويرفضها البعض الآخر خاصة أن ميولي السياسية يعرفها الجميع. - وكيف يتناول المسلسل جماعة الإخوان؟ لا يمكنى أن ألقي الضوء على كل المشكلات التي أحدثها الإخوان لأنها تحتاج الى تأليف كتاب وليس مسلسلاً، لكني ألقى الضوء على بعض الأشياء التي أعرفها في إطاردرامي وأذكر وجهة نظري من خلال بعض الشخصيات منهم من يمثل تيار الإخوان ومنهم التيار الليبرالي ومنهم السلطة وذلك في شكل حدوتة اجتماعية. - تردد كثيراً أن المسلسل يقترب من قضية مقتل سوزان تميم؟ هذا الكلام غير صحيح ونفيته كثيرا والمسلسل هدفه وموضوعه أبعد بكثير من تناول قصة سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى، وأؤكد أنني لا يمكنني تقديم شئ عن سوزان تميم لأن حياتها وظروف مقتلها كانت غامضة صعب الوصول الى معلومة حقيقية عنها لتقديمها، لكن سبب تردد هذه الشائعة أن المسلسل يدور حول جريمة قتل امرأة لذا ربط البعض بين هذا الأمر وبين مقتل سوزان تميم. - تردد أن المسلسل به إسقاط على شخصيات حقيقية؟ بالفعل المسلسل يلقى الضوء على بعض الشخصيات الحقيقية لكن عن طريق استخدام الرمز والإسقاط وليس بالتصريح بأسماء هذه الشخصيات فمثلاً يقوم الفنان أشرف زكي بدور رئيس مباحث أمن الدولة وممكن أن تغضب بعض الشخصيات من إحساسهم بالتلميح عليهم من خلال الشخصيات الواردة في العمل وهذا الأمر لا يقلقني تماماً لأن الكاتب مرآة للمجتمع. - هل يعني اسم المسلسل أنه يدور في كواليس حياة المحامين والمحاكم؟ ليست كل الأحداث وإنما جزء منها من خلال أحد الأبطال والذي يقوم بدوره الفنان فاروق الفيشاوي حيث يعمل محامياً يحاول إظهار براءة باسم ياخور المتهم في جريمة قتل، وهذا الاسم اخترته لأنه الأنسب فأنا أحكي القصة كلها من خلال مرافعة أو عدة مرافعات في قضية القتل هذه. - تشارك أيضاً بالتمثيل في العمل، فما الدور الذي تقدمه؟ ضابط أمن دولة سابق ويعتبر الرجل الثاني في مؤسسة رجل أعمال يعمل معه، وأقدم ضابط أمن الدولة من منظور آخر حيث هو أبعد عن الصورة التي يعرفها الكثيرون عن رجال أمن الدولة من تعذيب للآخرين وأتناول هذه الشخصية من جانب إنساني حيث زوجته المتوفاة وبناته اللاتي يربيهن بعد وفاتها والأسباب التي أوصلته الى حالة الإدمان والاتهام في قضية قتل. - هل وجدت صعوبة في تقديم هذه الشخصية المركبة؟ رغم أن هذه الشخصية تحمل تركيبة نفسية صعبة لكن تقديمها سهل عليّ باعتباري المؤلف كتبت كل تفاصيلها بدقة وبالتالي كانت التحضيرات أسهل كثيرا، كما أنني عشت كثيرا في أحداث المسلسل وشخصياته لأني أنقل وجهة نظري من خلال ما عايشته في عملي سبع سنوات في الحكومة. - وما سر اتجاهك للإنتاج وعدم اكتفائك بالكتابة والتمثيل؟ لأنني حريص على خروج العمل بصورة لائقة حتى لا يضيع مجهودي في الكتابة كما أنني أسست شركة إنتاج بعد إقالتي من وزارة الثقافة وأنتجت من خلالها برامج قدمتها مثل "العاصمة" وبرامج أخرى قدمها مذيعون غيري، أما بالنسبة للإنتاج الدرامي فأنتجت مسلسل سيت كوم، و"المرافعة" هو تجربتي الثانية ويشاركني فيها المنتج تامر مرسي صاحب شركة سنيرجي بالإضافة الى مدينة الإنتاج الإعلامي. - هل ستستمر في الإنتاج لنفسك أم ستنتج لفنانين آخرين؟ أنا لا أجد عيباً في الإنتاج لنفسي وكثير من النجوم أنتجوا لأنفسهم مثل محمد فؤاد ومني زكي وأحمد حلمي وغيرهم الكثير، ويمكن أن أنتج لمؤلفين آخرين حتى لو لم أشارك بالتمثيل وهو ما أستعد له فعلاً حيث اشتريت سيناريو مسلسل للكاتب لينين الرملي وسأنتجه لرمضان بعد القادم. - ما الأماكن التي تصورون بها حالياً؟ صورنا أياماً قليلة ولم نكمل ساعة من المسلسل، وننتظر استقرار الأحوال الجوية لنصور الأيام القادمة في عوامة على النيل، وهناك مشاهد سنسافر لتصويرها في لندن والعراق ولبنان.