تحدث أورام المثانة بنسبة3% من الأورام الخبيثة عموماً، ويكثر حدوثها عند عمال المصانع الكيماوية والمدخنين وغالباً ما تصيب الذكور أكثر من الإناث ومعظم هذه الأورام تكون حليمية خبيثة وحيدة أو متعددة ولها عدة تصانيف تتراوح ما بين السرطان ذي الانتشار الموضعي وحتى السرطان المنتشر إلى الموثة(البروستاتا) والرحم والمهبل وجدار الحوض والبطن وهنا تكون الحالة سيئة جداً . الأعراض السريرية التي يعاني منها المصابون بأورام المثانة: إن أكثر الأعراض مصادفة هي البيلة الدموية العيانية حيث تمتلئ المثانة بالخثرات الدموية في كثير من الأحيان مما يؤدي لحدوث انحباس بولي حاد وقد تكون هذه البيلة الدموية من النوع المستمر أو المنقطع وفي كثير من الأحيان يرافق ذلك حدوث ألم أثناء التبول في تعدد بيلات أو وجود دم في نهاية البول وتترقى الأعراض حتى يعاني المرضى من صعوبة في التبول مع آلام دائمة في منطقة المثانة وقد تمتد حتى منطقة الكليتين وخاصة عندما يكون الورم قريباً من فوهة الحالب . أما إذا كان الورم قريباً من مخرج الإحليل فقد يعاني المرضى من انقطاع رشق البول مع احتباس بولي تام وصعوبة بالتبول وفي كثير من الأحيان تكون الأعراض غامضة ولا تدفع المريض للشك بها ويعتبرها مجرد التهابات بولية عابرة أو رمال بولية ويعالجها بطريقة أو بأخرى ولكن سوء الحالة يدفعه لمراجعة الاختصاصي الذي يكتشف ذلك . التشخيص: يتم بالاعتماد على الأعراض السريرية ووجود قصة للتعرض الطويل لبعض المواد الكيماوية كالنزف ويساعد في ذلك إجراء صورة ظليلة للجهاز البولي أو التصوير بالطريق الراجح ويمكننا تنظير المثانة من تحديد مكان ارتكاز الورم وأخذ عينة لإثبات التشخيص وتحديد درجة الورم وطريقة علاجه . ويفيد الفحص الخلوي للبول في مراقبة الورم بعد الاستئصال هنا تصبح مسألة إجراء مسح شعاعي عند المصابين بالتصوير الطبقي المحوري ضرورية لتحرّي وجود انتشارات ورمية خاصة في منطقة الحوض، ويجب تحرّي انتشارات ورمية حول سرة الكبد بوساطة إيكو للكبد . المعالجة: في المراحل الأولى للورم يفضل اللجوء إلى استئصال الورم عن طريق التنظير عبر الإحليل وتجريف الورم أو بالتخثير الكهربائي ولم تتوافر الجراحة التنظيرية وإذا كان الورم كبيراً فإننا نلجأ إلى استئصال المثانة الجزئي كحلٍّ بديل . وفي المراحل الأكثر تقدماً نلجأ إلى استئصال المثانة مع تأمين تصريف البول بزرع الحالبين على قطعة من الأمعاء الدقيقة أو على السين(الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة) وقد نلجأ لزرع الحالبين مباشرة على الجلد، وعموماً لا نلجأ لمثل هذا النوع من الجراحات (الاستئصال التام للمثانة) إلاّ في المراحل المتقدمة من الورم مع وجود انتقالات ورمية . وهناك دراسات تفيد بضرورة إجراء المعالجة الشعاعية للورم قبل أو بعد العمل الجراحي وتؤكّد على أهمية المعالجة الوضعية بمضادات الانقسام(معالجة كيماوية)، وعموماً هناك بعض المعالجات التلطيفية في الحالات المتقدمة .