أكد الفنان القدير يحيى الفخراني أن موعد تقديمه لمسلسله الأخير "الخواجة عبد القادر" كان مقصوداً لمحاربة التطرف الديني والفكري المستورد الذي بدأ ينتشر في القاهرة منذ فترة، حتى من قبل تولي حزب ذي مرجعية دينية لمقاليد الحكم. وقال خلال الحفل الذي أقامه المركز الكاثوليكي للسينما المصرية مساء أمس تحت عنوان "دعوة للحب الإلهي" إنه كمواطن مصري يشعر بهموم ثقيلة نتيجة تغير الثقافات والمعتقدات التي لم يرها طوال عمره الذي تجاوز ال50، مشيراً إلى أن هناك تطرفا مستوردا بشكل الدين لم يتعود عليه المصريون الذين يعيشون حياة المحبة والتسامح، لا حياة التنفير من الأديان وتشويهها والتي تجري حالياً. وأشار الفخرانى إلى أن المسلسل اكتسب أهمية خاصة بين كل المصريين ، لكونه يناقش قضية قبول الآخر ليس من الناحية الدينية فقط ، ولكن من الناحية الفكرية أيضا. وشهدت الاحتفالية حضور أبطال العمل الفنان يحيى الفخراني، ومحمود الجندي، وأحمد فؤاد سليم، وصلاح رشوان، وسلمى غريب، ومخرج العمل شادي الفخرانى، وأدار الندوة الناقد إمام عمر. وفي رده لسؤال خاص لموقع عيون ع الفن" عن سر الاستعانة بالسورية سولافة معمار في بطولة المسلسل رغم أن الدور يمكن أن تؤديه أي فنانة مصرية قال الفنان يحيى الفخرانى إنه اشترط على شادي أن من تؤدي الدور لابد أن تكون "حلوة قوي" وهو ما تحقق في سولافة التي تتمتع بالجمال الأسطورى وغير المعتاد لدى المشاهد المصري، وهو ما كان مطلوبا فى هذا الدور بالتحديد، مشيرا إلى أن هناك فنانات مصريات يتميزن بالجمال، غير أنهن لا يطورن من أنفسهن. ومن ناحيته قال الفنان محمود الجندي إن شخصيته في المسلسل تتشابه كثيرا مع شخصيته الحقيقية، لأنه تربى في بيت متدين بمدينة أبو المطامير، مضيفا: كان والدي يداوم على اصطحابي إلى الكتاب يوميا لحفظ القرآن الكريم، إلى أن وجدت بعض زملائي يتعلمون الموسيقى فطلبت من والدي ولكنه رفض، وبعد استشارة القس وافق لأدخل الكنيسة وأجد أن حياتهم لا تفرق عنا ووجدت كم الحب لأنفسهم ولغيرهم. من ناحيته أكد الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، إن اختيار مسلسل "الخواجة عبد القادر" كأول مسلسل يتم تكريمه يأتي لكونه عملا متميزا ناقش قضية مهمة نحتاج جميعا للتحاور حولها، وهى قبول الآخر والحب الحقيقي الذي يبتعد عن المصالح والأهواء، مشيراً إلى أن المسلسل بالفعل هو دعوة للحب الإلهي وسيمفونية تخلد الروح والنفس ويناقش الخطاب الديني بشكل موضوعي بعيداً عن التشدد والتزمت. واعتبر الأب بطرس المسلسل طاقة نور في زمن الظلام، لكونه تطرق للحديث عن جوهر الدين الصحيح، وجوهر المواطن المصري، وكيف نتفهم جوهر الرسائل السماوية على اختلافها ونعيشها على أرض الواقع في حب وسلام. وفى نهاية الندوة قدم الأب بطرس دروعاً تذكارية لأبطال المسلسل.