وجودك لا يعنى إلغاء الآخر، فأنت لا توجد إلا به، وما قامت المجازر والمذابح عبر التاريخ إلا فى محاولة لمحاربة الطبيعية التى تقضى بأن الاختلاف صفة كمال بشرى وسنة من سنن المولى عزوجل : "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ". وهذا الاختلاف ليس مدعاة للتصادم والتحارب والتنابذ وإنما للتعارف والتفاهم والتحاور. "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ". هذا هو الاسلام"... هذا هو الاسلام... الذى فى ظله لم يعش أحد شريدا مضطهدا، ولم يقتل طفل ولم يحرق شاب ولم تغتصب امرأة ولم يهدم معبد كما يفعل عبادة بوذا الآن فى مسلمى بورما لا شئ سوى أنهم مسلمون. "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ". عندما هددت حركة طالبان الافغانية بتدمير تماثيل بوذا تحرك العالم كله من أجل تماثيل بوذا، وعندما يرتكب عبادة بوذا المجازر والمذابح التى راح ضحيتها ما يربو على 20 ألف مسلم من أبناء اراكان المسلمة لم ولن يتحرك أحد. بينما لجنة الامن والتعاون بالكونجرس الامريكى والتى تسمى " لجنة "هلسنكى" لحقوق الانسان تعقد اجتماعا فى الكونجرس الامريكى يوم 18-7-2012 لمناقشة اضطهد المرأة المسيحية فى مصر. أما أراكان المسلمة فليس له إلا لله ثم دعاء القلوب المسلمة فى ظل التنديد والشجب المعتادين من حكومات المسلمين. لقد رفض أمير المؤمنين "المعتصم" أن يكمل قدحا كان فى يده عندما بلغه نادى المرأة المسلمة " وامعتصاه". فحسبنا الله ونعم الوكيل:- "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".