طريقها للنجومية لم يكن سهلاً، حيث صعدت السلم من بدايته فقدمت أدواراً صغيرة لتصعد منها إلى أدوار أكبر حتى أصبحت واحدة من أهم نجمات جيل الشباب في السينما المصرية... إنها الممثلة هند صبري والتي نلتقي بها في هذا الحوار.. *بداية نود أن نسألك عن مسلسل "فيرتيجو" والذي تعودي به للتليفزيون بعد "عايزة أتجوز"؟ ** أنا سعيدة جداً بخوضي هذه التجربة ونحن نقوم حالياً بتصوير المشاهد المتبقية من المسلسل وسيكون ذلك قبل 10 رمضان، وأما عن سر تقديمي للمسلسل فلأنني أعجبت جدا برواية "فيرتيجو" التي كتبها المؤلف أحمد مراد، وحققت نجاحا كبيرا وصدرت منها أكثر من طبعة، وذلك لأنني أحب التعامل مع النصوص الأدبية وتحويلها لأعمال درامية سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية، وبات هذا واضحاً منذ عملي في "يعقوبيان"، وكذلك "عايزة أتجوز". *بمناسبة "عايزة أتجوز" استغرب جمهورك من خوضك تجربة بها إثارة رغم أن آخر أعمالك للتليفزيون كانت كوميدية؟ **وهذا هو المطلوب، فأنا ممثلة يجب عليها أن تقدم جميع الأدوار، كوميدي ورومانسي وبنت البلد وأكشن، فالتنوع مطلوب للممثل، وما لا تعرفه أن رواية "فيرتيجو" كان البطل فيها مصورا وليس مصورة ولكنني اخترت تقديمها لالقاء الضوء على شخصية الفتاة المصورة التي لم تناقش من قبل في أي عمل فني. *وماذا عن اسم "فيرتيجو" ودورك في المسلسل؟ **"فيرتيجو" كلمة لاتينية الأصل وتعني "الدوار"، وهو مصطلح طبي الأصل، اطلق على اسم الكازينو الذي التقطت فيه "فريدة" التي أجسد دورها صورا تخص قضايا فساد لرجال الأعمال، والمسلسل يكشف فساد رجال الشرطة في التعامل مع بعض القضايا?. *لو انتقلنا للسينما .. ما سر تساقط دموعك أثناء مشاهدتك لفيلمك الأخير "أسماء"؟ **لأنه فيلم خاص جداً، وأعتبره أصعب دور قدمته في حياتي الفنية حتى الآن، بالإضافة إلى أن تصوير الفيلم وعرضه جاء في مرحلة مهمة ومختلفة في حياتي، حيث أصبحت زوجة وأماً وتغير بداخلي الكثير وأصبحت هناك مشاعر جديدة ومختلفة أشعر بها. *ألم تخافي من تقديمك لشخصية المريضة بالإيدز رغم علمك بأن الجمهور لا يتقبل هذه الشخصيات؟ **أعرف ذلك جيداً، وربما كان هذا أحد أهم أسباب موافقتي على الاشتراك في الفيلم، وهو أن أحاول تصحيح الصورة السيئة التي رسمتها السينما، ووسائل الإعلام لمرضى الإيدز، وكما قلت فكانت رسالتي أن نتقبلهم ونتعامل معهم بدون خوف، وأنا قرأت الكثير عن هذا المرض وعن أسبابه وأعراضه وعرفت أكثر من خلال جولاتي كسفيرة في منظمة الأممالمتحدة، ولذا كان من واجبي أن أظهر الصورة الحقيقية لهؤلاء الناس. *ظهرتي في الفيلم بشكل مختلف وبدون مكياج.. ألم يمثل ذلك مشكلة لك خاصة في ظل رفض كثير من النجمات التخلي عن جمالهن أمام الكاميرات؟ ** أولاً أنا ممثلة، ومن المفترض أن أؤدي جميع الأدوار، وجميع المراحل العمرية، وجميع الشخصيات الفقيرة والغنية، الجميلة والقبيحة، ومن هذا المنطلق كان إصراري على الظهور بدون مكياج، فأسماء سيدة قروية بسيطة لا تضع مكياجا، ولك أن تتخيل أنني تعبت جداً حتى أتمكن من الظهور بهذا الشكل، فكنت أظل لمدة أربع ساعات يومياً حتى أخرج بهذا الشكل، وكانت الماكييرة الانجليزية "جو ألين" تظل معي فترات طويلة حتى تضع المكياج وتركب الأنف الصناعي الذي ارتديته في كل المشاهد، وكذا خصلات الشعر التي قمت بصباغتها باللون الأبيض، وكل هذا من أجل أن نكون قريبين الشبه من أسماء الحقيقية. *بعض النقاد أعابوا على الفيلم أنه يفتقر إلى مقومات السينما التجارية التي ستجذب الجمهور؟ ** وما العيب في ذلك، فأنا من البداية أعرف أن الفيلم غير تجاري، ولكني كنت حريصة على المشاركة فيه، لأنني أحببت أن أكون قائدة لمرحلة جديدة في السينما المصرية، مرحلة يتم فيها تقديم موضوعات مختلفة، وهذا الفيلم وإن كان غير تجاري أو لن يجذب الجمهور للسينما فهو ذو قيمة فنية عالية، وسيكون من الأعمال القليلة التي ستظل راسخة في أذهان الجمهور لسنوات طويلة قادمة. *معنى ذلك أنك لا تهتمي بشباك التذاكر؟ ** أنا فعلاً لا أهتم بشباك التذاكر، فأنا كممثلة أؤدي دوري الذي أقتنع به، وبالنسبة لي كهند صبري، القيمة الفنية في أعمالي أهم بكثير من القيمة التجارية له. رغم نجوميتك في الوطن العربي أنت بعيدة عن السينما التونسية.. يا ترى ما السبب في ذلك؟ ** على الرغم من ركود السينما في تونس وقلة الأعمال التونسية التي تقدم هناك أنا أتمنى بل ويشرفني أن أشترك في أي أعمال تونسية، ولكن الأمر ليس بيدي، فالفنانون في تونس يخافون مني لأنهم رأوا أن اسمي كفنانة كبر، وأن أجري كبير وهو ما سيتطلب ميزانية كبيرة لي وللفيلم الذي سأشارك فيه، وبالتالي يبعدون عني، ولكن يشرفني أن أعمل في السينما التونسية ولو عرض عليّ دور جيد سأوافق حتى وإن تنازلت عن أجري كاملاً. *لو انتقلنا إلى هند صبري الأم.. ما رأيك في اتجاه عدد من الفنانات مؤخراً لتبني شعار الأمومة قبل الفن؟ **المرأة بطبيعتها أم، ولكن هناك بعض الفنانات تأخذهن أضواء الشهرة والنجومية وينسون في زخم الحياة وضجيجها أن يتزوجن وينجبن ويعيشن حياتهن كأمهات، وبالنسبة لي فأنا كنت أحلم باليوم الذي سأصبح فيه زوجة وأما، وعندما رزقني الله بابنتي "عليا" لا تتخيل كم السعادة والفرح الذي أعيش فيه من يومها، ومن هنا أدعوا الله أن يرزق الجميع بالأمومة. *وماذا لو تعارض الفن مع "عليا"؟ ** أنا أحاول الآن أن أقوم بعملية توافق بين عملي كفنانة وما يستلزمه من قراءة أعمال ومشاهدة أعمال والتصوير، وبين عملي كسفيرة للأمم المتحدة لديها سفر إلى دول وأقاليم داخل مصر وخارجها، وبين عملي كأم وزوجة، والحمد لله أنا ناجحة في ذلك حتى الآن، ولكني قررت أنه إذا تعارض عملي مع تربيتي لابنتي ورعايتي لها ولزوجي فسأترك الفن من أجلها. *طريقة حديثك عن "عليا" تقول إن هناك أشياء كثيرة تغيرت بداخلك بعد الإنجاب.. أليس كذلك؟ ** طبعاً، فأنت لا تتخيل كم التغيرات التي طرأت عليّ وعلى شخصيتي بعد إنجابي لابنتي، فهناك موضوعات كنت أحسبها بطريقة معينة وتغيرت طريقة نظرتي إليها وتفكيري فيها، وهناك عادات تغيرت تماماً، فمثلاً أصبحت أحب الجلوس في المنزل أكثر، وأصبحت اختار أدواري بعناية حتى تفتخر ابنتي بهذه الأدوار عندما تكبر.