القاهرة : - "لما بنشتكى من التحرش، بيقولولنا اقعدوا فى البيت".. جملة لخصت بها عشرات الفتيات، اللائى تواجدن ضمن حضور ندوة "التحرش الجنسى بين خطاب الحماية وحقوق النساء"، معاناتهن، مع "مجتمع يحاسب الضحية بدلا من الجانى". شكاوى الفتيات ومداخلاتهن، خلال الندوة التى عقدت، مساء أمس الأول، بمقر مركز "نظرة" للدراسات النسوية، أكدت أن المجتمع يلوم الفتاة ويبرر للمتحرش فعله، الأمر الذى رفضه أغلب الحضور من الجنسين، ومن بينهم نادية عادل، الطالبة بكلية الآداب، إحدى ضحايا العنف الجسدى، التى لم تكتف باختصام أحد المتحرشين بها فى مسقط رأسها بمحافظة المنيا، بل اختصمت أيضاً مسؤولين بمترو الأنفاق بسبب تعرضها لمضايقات واعتداءات داخل عربة المترو. "نادية"، ذات الأصول الصعيدية، حكت للحضور قصتها مع "متحرشى المترو"، قائلة - وفقا لجريدة المصرى اليوم - : "أعانى منذ سنوات من مضايقات بعض الركاب بالمترو، حتى جاء يوم تعرضت فيه أثناء عودتى لمنزلى لإهانة وليس مضايقة فحسب، حيث فوجئت باقتحام بعض الشباب، لعربة المترو المخصصة للسيدات فقط طوال اليوم، وتحرشهم بالراكبات، ما دفعنى وعدداً من الفتيات الأخريات لمحاولة إنزالهم بهدوء". وفى دهشة واضحة تابعت "نادية": "الغريب أن رد الفعل من الركاب وبعضهن سيدات، كان هجوميا ضدنا، لدرجة أنه ومع إصرارنا على ترك الرجال للعربة، بدأ البعض فى رفع الأحذية علينا، وبعدها فوجئت فى إحدى المحطات بأمن المترو، يقولون لى بالحرف الواحد (متركبيش المترو تانى، أو متطلعيش من بيتك أحسن) وبدأت بعدها اشتباكات الناس معنا، بينما ظل المتحرشون فى عربة المترو، وقد رأيتهم يضحكون ويسخرون مما يحدث ضدنا"، مضيفة: "لهذا قررت تقديم بلاغ بالإهمال والتعدى". اختصام مسؤولى المترو، ليس أولى مواجهاتها، حيث سبق لنادية، أن حررت بلاغا ضد شخص تحرش بها فى المنيا، مبدية أسفها من رد فعل البعض ممن اعتبروها، كفتاة مسيحية، تسعى بشكواها ضد مسلم إلى إشعال فتنة طائفية. ردود الأفعال السلبية ضد "نادية" لم تقتصر على الغرباء، بل امتدت، بحسب ما روته ل"المصرى اليوم" إلى بعض أقاربها، الذين اعتبروها تتسبب لهم فى "الإهانة". وبإصرار شديد، اختتمت "نادية" كلامها، قائلة: "لا يهمنى أى انتقادات توجه لى فى سبيل دفاعى عن حقوقى، خاصة أن والدىّ يسانداننى"، مؤكدة: "سنظل أنا ومجموعة من المتطوعين نقاوم بالتوعية والحملات ضد المتحرشين إلى أن يصبحوا كائنات منبوذة فى المجتمع".