القاهرة:- أعلن وزير السياحة منير فخرى عبد النورأن عدد السائحين الذين قدموا إلى مصر في الربع الأول بلغو 2 مليون و500 ألف و301 سائح، بنمو 32%، وأكد على وجود مؤشرات قوية لعودة القطاع السياحي إلى معدلات 2010، قبيل الأحداث السياسية الحاصلة في مصر. وقال عبد النور، على هامش مؤتمر صحافي عقدته وزارة السياحة المصرية في فندق رافلز بدبي، إن عدد السائحين العرب إلى مصر زاد خلال الربع الأول بنسبة 71%، مدفوعاً بالزيادة من عدد من الأسواق العربية مثل سائحي قطر الذين زاد عددهم بنسبة 125%، وفلسطين بنسبة 171%، وليبيا بنسبة 80%، والإمارات بنسبة 15%، وذلك بحسب ماذكرته صحيفة البيان الاماراتيه. وأضاف أن هناك زيادة في أعداد السائحين الروس خلال الربع الأول تقدر نسبتها بنحو 88%، والبولنديين 77%، والسائحين من النرويج بنسبة 112%، والدانمارك بنسبة 88%، وألمانيا، التي تعد ثالث الأسواق المصدرة للسائحين إلى مصر بعد روسيا وانجلترا بنسبة 45%. وأشار إلى أن مستويات إشغالات الفنادق بدأت في الارتفاع بمنطقة البحر الأحمر والتي تضم مدينتي شرم الشيخ والغردقة، حيث وصل إشغال فنادق البحر الأحمر في الوقت الحالي إلى 65%، كما بدأت إشغالات فنادق القاهرة البعيدة عن قلب المدينة في الارتفاع مرة أخرى، في ما لا زالت فنادق الصعيد تعاني من انخفاض الإشغالات. ولفت إلى أن متوسط إنفاق السائح انخفض من 85 دولارا أميركيا يومياً في العام 2010 إلى 72 دولارا أميركيا يومياً خلال العام الماضي 2011، لكنه بدأ في الزيادة مرة أخرى خلال فترة الربع الأول من العام الجاري. وأوضح أن العام الجاري يشهد تدفقاً في السياحة لمصر من كافة دول العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، مشيراً إلى أنه على الرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها مصر خلال العام الماضي، إلا أنها استطاعت استقطاب 10 ملايين سائح. وقال عبد النور إنه على الرغم من النقص العددي في السائحين خلال العام الماضي، إلا أنه لوحظ بعض المؤشرات الإيجابية مثل ارتفاع متوسط إقامة السائح من 10 أيام إلى 11.6 يوما، لافتاً إلى أن سائحي أوروبا الشرقية احتلوا ترتيباً متقدماً في الجنسيات التي تزور مصر، وكانت روسيا على رأس قائمة السائحين في مصر كالعادة، حيث بلغ عدد الزوار الروس لمصر خلال العام الماضي 2011 نحو 2 مليون سائح. وأضاف أن هناك أسواقا جديدة بدأت تدخل إلى السوق المصري خلال العام الماضي مثل أوكرانيا وبولندا، فضلاً عن وجود سائحين من دول الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والبرازيل، مشيراً إلى أن الأوضاع في مصر خلال الفترة الحالية أفضل بكثير من أوضاعها خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وهذا ما بدأت شركات السياحة والأسواق المصدرة للسائحين في كل أنحاء العالم التأكد منه، إذ أن هؤلاء أيقنوا أن ما ينقل في الصفحات السياسية في عدد كبير من وسائل الإعلام لا يعبر عما يدور في مصر. وأكد عبد النور على أهمية السياحة العربية بالنسبة لمصر، خاصة أنها تمثل نسبة تتراوح بين 15 إلى 18% من إجمالي السياحة القادمة إلى مصر، لافتاً إلى أن وزارة السياحة المصرية أعدت عددا من البرامج لجذب السياحة العربية إلى مصر، منها إقامة فعاليات فنية مع بداية شهر يونيو تحت مسمى مهرجان هنا القاهرة، حيث قامت الجهات المعنية بدعوة فنانين معروفين من الخليج العربي، مشيراً إلى أن البيت الكويتي للأعمال الوطنية هي الجهة المنظمة لهذا المهرجان، الذي سيتم إذاعته عبر الفضائيات لتأكيد حرص مصر على استقطاب السياحة العربية. وأشار إلى أن وزارة السياحة المصرية بصدد اتفاق مع المنتجة المصرية دينا أبوزيد التي عقدت اتفاقاً مع الرحبانية في لبنان لإقامة عدد من العروض الموسيقية في قلعة صلاح الدين بالقاهرة خلال فترة الصيف الجاري، في ما تعمل وزارة السياحة بشكل مستمر على رفع مستوى الخدمات الفندقية وتنشيط العروض السعرية من قبل الفنادق المصرية للسائحين العرب خلال فترة الصيف ورمضان. وأكد على أن وزارة السياحة تهدف إلى استقطاب 30 مليون سائح بحلول العام 2017، وهي خطة يجب العمل عليها بجد واجتهاد من قبل القطاع العام والخاص معاً للنهوض بالقطاع السياحي في مصر. وبسؤاله عن المد الديني في مصر ومدى تأثيره على السياحة، أكد عبد النور على أهمية السياحة في مصر حيث تساهم بنحو 11% من إجمالي الناتج المحلي في مصر، وهي المصدر الثاني للعملات الأجنبية من حيث الحجم، كما أن 4 ملايين مصري يعملون في قطاع السياحة، وهم يمثلون أكثر من 15% من إجمالي القوى العاملة المصرية، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن أي قوى سياسية إسلامية كانت أو غير إسلامية من شأنها أن تضر بهذا القطاع، لاسيما في ظل العمل في مناخ ديمقراطي عقب ثورة 25 يناير. وأعرب عبد النور باسم الحكومة المصرية عن أسفه العميق لما حدث في احتجاجات السفارة السعودية بالقاهرة، إذ أن ما حدث غير مقبول شكلاً ولا موضوعاً كما أنه لا يعبر عن رأس الحكومة المصرية، مؤكداً أنه يجب على جميع الأطراف احترام القانون، لاسيما في ظل العلاقة الطيبة والطويلة التي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي تؤهل البلدين لتمضية هذه الأزمة سريعاً. وقال عبدالنور إن وزارة السياحة المصرية تسعى من خلال خططها الاستراتيجية للعودة بمعدلات السياحة إلى أفضل معدلاتها المساوية للعام 2010 خلال الأشهر القادمة، حيث سنركز جهودنا على مختلف الأسواق العالمية وبشكل خاص العربية منها والتي شهدت خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نموا كبيرا في عدد السائحين بلغ حوالي 62.9% مقارنة مع المعدل العام للزيادة خلال الربع الأول والذي بلغ 32%. وأشار إلى أن مشاركة الوزارة في سوق السفر خلال هذا العام تحمل طابعا خاصا، حيث تأتي لتؤكد على العلاقة المتميزة التي تجمع الإمارات بمصر والتي انعكست من خلال الزيادة في عدد السائحين الإماراتيين الذين يزورون مصر والذي ارتفع عددهم خلال شهر مارس الماضي بحوالي 80% مقارنة مع شهر مارس من العام الماضي. وأكد عبد النور عزمه عقد العديد من اللقاءات مع الشركات السياحة العربية والعالمية المشاركة في فعاليات سوق السفر العربي والمتعاملة مع السوق المصري.