هجليج : - هلل جنود سودانيون ورفعوا بنادقهم في الهواء وعرضوا دبابات معطوبة تابعة لجنوب السودان وعشرات الجثث في منطقة هجليج الحدودية يوم الاثنين بما لا يدع مجالا للشك بشأن هوية الجانب الذي يسيطر على المنطقة النفطية المتنازع عليها. وكانت هجليج محور أسوأ أعمال عنف بين السودان وجنوب السودان منذ انفصالهما الى دولتين بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية. وأثار القتال المخاوف من تجدد الحرب الشاملة بين البلدين. واستولت قوات من جنوب السودان على هجليج التي يطلق عليها الكثير من الجنوبيين اسم بانتو في وقت سابق من هذا الشهر وذلك قبل انسحابها الاسبوع الماضي تحت ضغوط دولية شديدة لكن الخرطوم قالت ان الجيش السوداني سحق تلك القوات. وقال جندي سوداني يدعى حافظ احمد "الحمد لله اننا طهرنا البلاد.. طهرناها من قذارة الخونة..اقسمنا يمينا بيننا وبين الله والامة على اننا لن نفرط في شبر من هذا البلد." وكان فقدان المنطقة الحيوية اقتصاديا صدمة كبيرة لكثير من السودانيين لكن الانباء التي افادت باعادتها تحت سيطرة الجيش السوداني اطلقت العنان لاحتفالات على نطاق واسع في الخرطوم. وبدت الانفعالات واضحة على مئات الجنود خلال جولة نظمتها الحكومة في منطقة هجليج يوم الاثنين. وصعد جنود فوق دبابة وضع عليها اسم جيش جنوب السودن وصورة لعلم جنوب السودان. وصاح الجنود قائلين "استولينا عليها ..انها من حقنا." وصاح أحد الجنود قائلا "سحقناهم..طردناهم." ولم تسمح السلطات للصحفيين الاجانب بالانضمام الى جولة هجليج التي نظمها اتحاد شركة النيل الكبرى للبترول الذي تقوده شركة (سي.ان.بي.سي) الصينية بالمشاركة مع شركة بتروناس الماليزية وشركة (أو.ان.جي.سي) فيدش الهندية. وقال لواء بالجيش السوداني يدعى كمال عبد المعروف ان 1200 جندي سوداني جنوبي قتلوا خلال المعارك رغم ان جنوب السودان نفي سقوط هذا العدد. ورأى صحفي من رويترز جثثا بملابس عسكرية بعضها مصاب باعيرة نارية متناثرة على طريق طويل. وكانت الكثير من الملابس العسكرية عليها علامة علم جنوب السودان. وكانت رائحة الجثث تملأ المكان. وسافر الرئيس السوداني عمر حسن البشير جوا الى منطقة هجليج وألقى كلمة أمام المئات من الجنود الذين كانوا يلوحون بالبنادق في الهواء. وكان البشير يرتدي الزي العسكري ولدى هبوطه من الطائرة تعالت الصيحات وتعهد بعدم التفاوض مع جنوب السودان قائلا ان قادته لا يعرفون سوى لغة البنادق. وكانت هجليج تنتج نحو نصف انتاج السودان البالغ 115 الف برميل يوميا بعد انفصال الجنوب عنه وتبادل الجانبان الاتهامات بتدمير البنية التحتية للمنطقة. وتسرب النفط من خطوط الأنابيب التي تعرضت للقصف كما لحقت أضرار كبيرة بمنشأة المعالجة المركزية ومحطة للكهرباء. وقال عبد العظيم حسن عبد الله وهو من عمال النفط في هجليج ان الحقل قد يستأنف ضخ النفط مجددا خلال اسبوعين لكنه اضاف ان الاضرار جسيمة. وقال "يعرفون كيف يؤدون مهمتهم على نحو كامل" في اشارة الى جيش جنوب السودان. وتزايدت حدة التوتر يوم الاثنين بعد ان اتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف سوق في عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط واصفا الهجوم بانه اعلان حرب. ونفى الجيش السوداني شن اي غارات جوية. المصدر : رويترز