يلتقي برشلونة الأسباني حامل اللقب 4 مرات آخرها العام الماضي مع ضيفه ميلان الإيطالي صاحب المركز الثاني في سجل الأبطال (7 مرات) في قمة مفخخة اليوم الثلاثاء في إياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان الفريقان تعادلا سلبا الأربعاء الماضي على ملعب سان سيرو في ميلانو، ما يجعل حظوظهما في التأهل إلى دور الأربعة متساوية وإن كان الفريق الكاتالوني مرشحا لتحقيق الفوز بالنظر إلى لعبه على أرضه وأمام جماهيره، وكذلك سجله الرائع على ملعبه كامب نو في الدور ربع النهائي حيث حقق 11 فوزا في 13 مباراة. بيد ان الفريق اللومباردي قادر على تجريد الأسبان من اللقب في حال انتزاعه تعادلا إيجابيا على غرار مباراة الفريقين في ذهاب الدور الأول عندما أرغم برشلونة على التعادل 2-2. وهي المواجهة الرابعة بين الفريقين هذا الموسم بعد لقاءيهما في الدور الأول (تعادلا 2-2 في برشلونة وفاز الأخير 3-2 في ميلانو) ومباراة الذهاب الأربعاء الماضي. ويدخل برشلونة المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه المستحق على أتليتك بلباو مفاجأة مسابقة الدوري الأوروبي 2-صفر في الدوري المحلي حيث يحتل المركز الثاني بفارق 6 نقاط خلف غريمه التقليدي ريال مدريد المتصدر، فيما فقد ميلان نقطتين ثمينتين بتعادله المخيب أمام مضيفه كاتانيا 1-1 في الدوري المحلي أيضا ما قلص الفارق بينه وبين مطارده المباشر في الدوري المحلي يوفنتوس إلى نقطتين. ويعول برشلونة على ملعبه كامب نو لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي وبالتالي معادلة الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين 1956 و1960، وذلك بعدما اشتكى من سوء أرضية ملعب سان سيرو ذهابا وتقدم باحتجاج إلى الاتحاد الأوروبي. كما يعقد النادي الكاتالوني آمالا كبيرة على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل هداف في تاريخه وهداف المسابقة القارية حتى الآن هذا الموسم وأول لاعب يسجل خماسية في مباراة واحدة (أمام بايرن ليفركوزن الألماني 7-1 في ثمن النهائي) منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا موسم 1992-1993، كما أنه سجل 56 هدفا في مختلف المسابقات هذا العام. ولا تتوقف خطورة النادي الكاتالوني على ميسي وحده بل هناك ترسانة قوية في خطي الوسط والهجوم في مقدمتها إنييستا وتشافي وبيدرو والتشيلي أليكسيس سانشيز بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام دفاع ميلان الذي صمد ذهابا. كما يجب على برشلونة الحذر من الكرات الثابتة والهجمات المرتدة لميلان الذي يعود إلى صفوفه المهاجم الدولي البرازيلي ألكسندر باتو بعد تعافيه من الإصابة وسيشكل إلى جانب مواطنه روبينيو وإبراهيموفيتش والمصري الأصل ستيفان شعراوي والمخضرم كلارنس سيدورف قوة هجومية ضاربة. وعلى ملعب أليانز أرينا في ميونيخ الذي يستضيف النهائي في 19 مايو المقبل، يبدو بايرن ميونيخ الألماني صاحب 4 ألقاب في المسابقة مرشحا فوق العادة لحجز بطاقته إلى دور الأربعة على حساب مارسيليا الفرنسي لفوزه 2-صفر ذهابا على استاد فيلوردوم. ويغيب لاعب الوسط الدولي باستيان شفاينشتايجر عن صفوف بايرن ميونيخ وهو حذر زملاءه من الاستهانة بمارسيليا، وقال عقب فوز فريقه على مضيفه نورمبرج 1-صفر في البوندزليجا السبت الماضي ما مكنه من تقليص الفارق بينه وبين بروسيا دورتموند المتصدر وحامل اللقب إلى 3 نقاط: "شهيتنا مفتوحة في الوقت الحالي على الانتصارات ويجب أن نواصل على هذا المنوال وأن نتغلب على مارسيليا الثلاثاء". ويملك بايرن ميونيخ الأسلحة اللازمة للخروج فائزا خصوصا نجمه الهولندي آريين روبن وماريو جوميز صاحبي هدفي الفوز ذهابا والدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي يواجه للمرة الثانية فريقه السابق الذي تركه عام 2007 للانضمام إلى الفريق البافاري المتوج باللقب 4 مرات. في المقابل، سيحاول مرسيليا الذي يخوض غمار هذا الدور للمرة الأولى منذ تتويجه بالنسخة الأولى لدوري الأبطال 1993 على حساب ميلان، فك النحس الذي لازمه في مبارياته التسع الأخيرة في جميع المسابقات حيث لم يذق طعم الفوز، كما انه مدربه ديدييه ديشامب يسعى إلى الثأر من بايرن لأن مباراته الأوروبية الأخيرة له قبل الاعتزال كانت أمام النادي البافاري في نهائي نسخة 2001 حين فاز الأخير على فالنسيا الأسباني بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب سان سيرو في ميلانو. كما يأمل ديشامب الثأر أيضا من نظيره مدرب بايرن ميونيخ بوب هاينكيس الذي حرم نجم وسط المنتخب الفرنسي سابقا من الفوز بلقب المسابقة عام 1998 حين قاد ريال مدريد الأسباني للفوز على يوفنتوس الإيطالي 1-صفر في أمستردام، علما بأنه خرج أيضا خاسرا من ميونيخ حين تغلب الفريق الألماني الآخر بروسيا دورتموند على يوفنتوس 3-1 في نهائي 1997.