القاهرة:- مع مرور الذكرى الاولى للاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك يوم السبت كشفت المشاركة الضعيفة في اضراب دعا اليه ناشطون في مصر احتجاجا على مسار التغيير البطيء من الحكم العسكري عن وجود انقسامات عميقة في البلاد. وفشل الاضراب العام -الذي تمت الدعوة اليه للضغط من اجل الرحيل الفوري للمجلس العسكري الذي تولى المسؤولية خلفا لمبارك- في احداث تعطيل كبير لاوجه الحياة في مصر. وعارض الاضراب شخصيات دينية وجماعات سياسية منها الاسلاميون الذين يتمتعون بنفوذ كبير. وسار العمل بشكل طبيعي في محطات السكك الحديدية بالقاهرة والمطار وكذلك الحافلات والمترو. وقال مسؤول ان الدعوة للاضراب لم يكن لها اي تأثير على قناة السويس التي تعد مصدرا حيويا للعائدات في مصر. وقال سائق حافلة يدعى احمد خليل "نحن جوعى ويجب علينا ان نطعم ابنائنا" موضحا السبب في عدم مشاركته في الاضراب الذي دعت اليه جماعات ليبرالية ويسارية مع بعض الطلاب والنقابات المستقلة. وقال "يجب أن احضر هنا كل صباح وأعمل. لا يعنيني اذا كان هناك اضراب او عصيان مدني." وقال محمد ابراهيم وزير الدولة بشؤون الاثار ان جميع المتاحف والمواقع الاثرية على مستوى الجمهورية لم تتأثر بالاضراب واستقبلت زائريها بشكل طبيعي حيث استقبل المتحف المصري في ميدان التحرير مئات السائحين وزاد عدد السائحين الاجانب لاثار مدينة الاقصر في جنوب البلاد على 1500 كما استقبلت اثار منطقة الاهرام نحو 1500 من السائحين والزائرين المصريين الذين اثروا انهاء اجازة نصف العام الدراسي عند الاهرام. ويواجه الجيش الذي أشيد برجاله كأبطال قبل عام لمساعدتهم في الاطاحة بمبارك انتقادات متزايدة بسبب ادارته لشؤون البلاد منذ توليه السلطة في ذروة 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة التي اشعلها الفقر ومطالب بحكومة ديمقراطية. ورغم ان المجلس العسكري الحاكم تعهد بتسليم السلطة لرئيس منتخب بحلول منتصف العام الا ان النشطاء والجماعات التي اشعلت الانتفاضة ضد مبارك تشكك في نواياه وتعتبره امتدادا لحكمه وعقبة في طريق الديمقراطية الحقيقية. وبعد عام من احتشاد مئات الالاف في ميدان التحرير يجمعهم مطلب واحد هو انهاء حكم مبارك الذي دام ثلاثة عقود تواجه مصر وضعا اكثر انقساما. فلقد تزايد الشعور بالسأم لدى الكثير من الاشخاص تجاه المظاهرات في الشوارع والاعتصامات ويطالبون بنهج اكثر هدوءا قائلين ان مصر في حاجة الى الاستقرار حتى ينتعش الاقتصاد الذي يواجه صعوبات كثيرة بسبب عام من الاضطرابات. واحتشدت وسائل الاعلام الحكومية خلف حملة تعارض الدعوة للاضراب. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة الاهرام واسعة الانتشار والمملوكة للدولة يقول "الشعب يرفض العصيان". وفي محطة السكك الحديدية الرئيسية بالقاهرة رفعت لافتات تردد نفس الموقف. وكتب على واحدة منها ان سائقي القطارات ومساعديهم يرفضون العصيان المدني. وفي حين فشلت الدعوة للاضراب يوم السبت في ان يكون لها تأثير توقعت احدى الجماعات النشطة المزيد من الاضرابات في الايام القادمة. وقال محمد عبد العزيز المنسق لحركة كفاية "النهاردة أول خطوة قوية نحو العصيان المدني." ونشر الجيش المزيد من الجنود والدبابات لحماية منشات الدولة والممتلكات العامة قبل حلول الذكرى السنوية الاولى لتنحي مبارك والتي توافق يوم السبت. ويقول المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع لفترة طويلة في عهد مبارك انه ليست لديه اي خطط لتولي الحكم في اكبر الدول العربية سكانا. وخلال الاسابيع الماضية واجه المجلس اختبارا بسبب ازمة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة فجرها تحقيق مع منظمات مؤيدة للديمقراطية مقرها الولاياتالمتحدة وتعمل في مصر. ويواجه اجانب بينهم نحو 20 أمريكيا اتهامات منها العمل لحساب جماعات ليست لديها تراخيص رسمية. ولجأ عدد لم يكشف عنه من الامريكيين الضالعين في القضية للاحتماء في السفارة الامريكيةبالقاهرة بعد منعهم من مغادرة البلاد. وناقش مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة القضية يوم السبت مع طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الاركان في القاهرة. وقال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم ديمبسي لرويترز في بيان "ناقشوا عددا كبيرا من القضايا المتعلقة بالعلاقات الامنية القائمة منذ فترة طويلة بين بلدينا بما في ذلك القضية المتعلقة بالمنظمات الامريكية غير الحكومية." واضاف "الا اننا لن نضيف المزيد من التفاصيل بشان محتوى وطبيعة المناقشات الخاصة." وقال مسؤول في الجيش المصري ان الجانبين "شددا على أهمية التزام الدولتين بالمواثيق والمعاهدات الدولية وأكدا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومصر." وحذر المجلس العسكري يوم الجمعة من ان مصر "تتعرض لمخططات تستهدف ضرب ثورتنا في الصميم عن طريق بث الفتنة بين أبناء الشعب والفرقة والوقيع