استنكر السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين، اليوم "الأحد" التصريحات العنصرية، التي أطلقها المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية نيوت جينجريتش بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه، التي قال فيها إن الشعب الفلسطيني تم اختراعه. وقال السفير محمد صبيح في تصريح للصحفيين: "إن الجامعة العربية استمعت لادعاءات نيوت جينجريتش باستغراب، واستنكار، وصفها بأنها تصريحات غير مسئولة ولا تستند إلى أسس علمية". وأضاف: الشعب الفلسطيني عاش على هذه الأرض قبل الأديان ب 3 آلاف عام، ولديه تراث وتاريخ عميق، لا يمكن تجاهله، أو أن تؤثر عليه مثل هذه التفوهات والإدعاءات الباطلة، وتابع صبيح: هذه التصريحات إن كان سببها جهل، فهذه مصيبة، لأنه يفترض بشخص كان رئيسًا لمجلس النواب، ورئيسًا لإحدى لجان الكونغرس بأن يكون على وعي تام بحقائق التاريخ، وعلى الأقل بما ورد في الإنجيل والتوراة بشأن حقوق الشعب الفلسطيني الواضحة، التي لا يمكن إنكارها. وأردف: أما إن صدر هذا التصريح لمقصد سياسي فالمصيبة أعظم، لأن ذلك يظهر وجود توجه رخيص ومحاولة للحصول على بعض الأصوات في الانتخابات، وأنه من أجل هذه الحفنة من الأصوات باع هذا الشخص مصالح أمريكا، وتنكر للقانون الدولي، ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال السفير محمد صبيح، إن الشعب الفلسطيني ثابت على أرضه رغم التزوير بالتاريخ والعلم، لكن الطارئ أن يأتي من يحاول أن يزور التاريخ على هذه الأرض، وبالتالي يتجاهل كل ما جاء في التاريخ كعلم، وفي الديانات كعبادات، وهذا لا يساعد على إحلال السلام. واعتبر صبيح أن هذه التصريحات تمثل دعوة صريحة لترحيل الفلسطينيين إلى الدول العربية، لافتا إلى أن هذا يعطى ضوءًا أخضر لمن يؤمن بهذه السياسة في اليمين الإسرائيلي، ما يدخل المنطقة في الفوضى. وحث البرلمانات العربية على أن تتدخل بكل ما تستطيع وكل الهيئات في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان بالتصدي بهذه التصريحات الرخيصة التي الولاياتالمتحدة ودورها كوسيط في عملية السلام. وطالب صبيح الناخبين الأمريكيين بأن يعرفوا إلى أين ستصل بهم هذه التصريحات الخطيرة، التي تضر ضررا بليغا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفًا: وعليهم أن يعوا تأثير هذه التصريحات الخطيرة على مصالحهم، لأن هذا الرجل يتنكر للديمقراطية وحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية. وردا على سؤال لو حدث العكس وقال مسئول عربي أو فلسطيني نفس الكلام عن الشعب الإسرائيلي.. أجاب صبيح: لو قال مسئول عربي أو فلسطيني واحد على مليون من التصريح العنصري للمرشح الأمريكي لقامت الدنيا ولم تقعد، وآن الأوان على الناخب الأمريكي والمثقفين الأمريكيين وكل دعاة حقوق الإنسان أن يتصدوا لمثل هذه المواقف. وتابع قائلا: على الناخب الأمريكي أن يحافظ على الدستور الأمريكي و والمبادئ والمصالح الأمريكية في العالم، وتعليقا على تلكؤ إسرائيل في تنفيذ النصف الثاني من صفقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل جلعاد شاليط، رد صبيح: إن العرب قيادة وشعوبا وجامعة لم يثقوا يوما في القيادة الإسرائيلية يوما واحدا، لكن نثق في الجانب المصري الذي أنجز هذه الاتفاقية، وكذلك نثق في الأخوة في الجانب الفلسطيني، الذين يعملون ليلًا نهارًا للافراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين.