برلين- مراسل جودنيوز : - سلطت وسائل الاعلام الالمانية الضوء علي نتائج انتخابات الجولة الاولي لمجلس الشعب ووصفت فوز السلفيين بحوالي 20% من مقاعد البرلمان بمثابة زلزال سياسي وقالت ان فوز الاسلاميين سيغير المشهد الداخلي في مصر. زلزال السلفيين فقد اعتبرت صحيفة راينيشه بوست أن فوز حزب النور في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية بمصر يعد زلزالا سياسيا. واوضحت ان "السلفيين الذين يمثلهم حزب النور هم الفائز المفاجئ في أول انتخابات برلمانية ديمقراطية في مصر منذ 60 عاما، حتى اذا لم يحصلوا على غالبية الأصوات. مضيفة ان نجاحهم يحدث زلزالا سياسيا لأنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز السلفيين في عملية التنظيم الجديد للبلاد. واوضحت الصحيفة ان تصورهم لمصر الذي يخضع لتأويل صارم للإسلام سيتحدى القوى الليبرالية، ولاسيما الجيش. ظاهرة الاحتجاج أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، فقد اعتبرت أن تنظيم انتخابات حرة لا يعني بالضرورة تحقيق الهدوء خلال الفترة المقبلة. واشارت الي سلبيات وقعت خلال المرحلة الاولي. وقالت الصحيفة ان الاحتجاج العام سيبقى ظاهرة في السياسة المصرية. واضافت انه يجب أيضا على جنرالات المجلس العسكري القائمين علي امر البلاد، على الأقل حتى منتصف السنة التعاطي مع هذه الحقيقة. دولة محورية وقالت تسايتونغ ان مصر هي الدولة المحورية في المنطقة قد انتخبت، او بمعنى أدق بدأت تنتخب. فسير الانتخابات إلى حد الأن لم يكن ممتازا، لكن عادلا مقارنة مع عمليات التزوير السابقة خلافا لما كانت تعتقده الغالبية. الاسلاميون في تونس ومصر والمغرب وفي محاولة منها لتوضيح الفروق بين الاسلاميين في كل من تونس والمغرب ومصر اجرات دو يتشه فيله حوارا مع الدكتور أشرف الشريف المحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الذي اكد ان هناك اختلافات كثيرة بين الثلاثة: أولها عمق التجربة السياسية على مستوى الممارسة والتنظير السياسي لدى العدالة والتنمية والنهضة في مقابل الإخوان المسلمين في مصر. فحزب العدالة والتنمية في المغرب يشارك في الانتخابات البرلمانية والمحليات منذ عام 1998 بل ويدير بعض المحليات في المغرب، بل حتي أن هناك معلومة لا يعرفها البعض أن حزب العدالة والتنمية في تركيا أخذ اسمه من حزب العدالة والتنمية في المغرب، وليس العكس لأن الحزب المغربي تم تأسيسه قبل الحزب التركى. أيضاً في المغرب القوى السياسية سواء اليسارية أو الليبرالية ليست في ضعف القوى السياسية المدنية في مصر، بل لها تواجد قوى على المستويين السياسي وعلى أرض الواقع في الشارع. حتى في الانتخابات الأخيرة أكثر من 70% من المصوتين صوتوا لصالح أحزاب مدنية فبالتالي تعلم حزب العدالة والتنمية في المغرب فن التفاوض والعمل السياسي المشترك. مدرسة العدالة والتنمية في المغرب أيضاً العدالة والتنمية ومنذ تأسيسه فصل بين العمل الدعوى والحزبي بشكل واضح، على مستوى الأشخاص والمؤسسات ومناهج العمل. بالتالي تغير خطابه من شئون الهوية إلى التدبير، فخطاب الحزب خطاب سياسي بحت وليس خطابا يفرض رؤية محددة للهوية. نهضة تونس أما حزب النهضة في تونس فللأسف لم يكن لديه تلك الخبرة وإن كان قد شارك في انتخابات عام 89 لكن بعد ذلك تعرضت الحركة للبطش وتم حظرها. لكن عندها مشروع فكرى وتأصيل نظرى لفكرة الديمقراطية وحقوق الإنسان. فالنهضة هى أكثر حركات الإسلام السياسي التي قدمت اجتهادات فكرية لتحديث المشروع الإسلامي منذ عام 1981. وهذا الأمر له علاقة بطبيعة التجربة التونسية كلها. فتونس لديها حركات مدينة وسياسية قوية، المجال العام في تونس ليس إسلاميا بشكل كبير كما هو الحال في مصر، تونس تحققت فيها خطوات كبيرة على مستوى الحقوق المدنية وحقوق المرأة. بالتالي فمن الصعب القفز على هذه الحقوق والمكتسبات، ولهذا كان على حركة النهضة أن تقدم رؤية سياسية ومشروع نهضوى أكثر حداثة ويتواءم مع الحالة التونسية. حرية الاخوان بالنسبة للإخوان المسلمين في مصر فلدينا أكثر من مشكلة واختلاف عن الحركات الآخري، أولاً هناك مشكلة نظرية فهم يعلنون احتكامهم للديمقراطية وحقوق الإنسان لكنهم لا يقدمون تأصيلا إسلاميا نظريا واضح فقهي وشرعي للديمقراطية وحقوق الإنسان، عكس النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب. النقطة الثانية هى العلاقة بين الحزبى والدعوى، فحزب الإخوان المسلمين تم تأسيسه منذ بضعة أشهر. بالطبع لدى الإخوان خبرة العمل السياسي وخاضوا الانتخابات قبل ذلك لكن كمستقلين وليس ككيان حزبي وذلك بالطبع لأنهم كانوا محظورين أمنياً. لكن حتي بعض تأسيس الحزب ما زال الحزب مجرد ذراع سياسي للجماعة بل تم اختيار هيئته التأسيسية ولجنته العليا من مكتب الإرشاد وليس بالانتخاب الأمر الذي يؤدى للخلط بين العمل السياسي والعمل الدعوى. بالتالى فخطاب حزب الحرية العدالة (الإخوان المسلمين في مصر) يعتمد على ترسيخ الهوية أو تقديم خدمات للمواطنين، لكن لا يوجد مثلا برامج سياسية أو اقتصادية يمكنها أن ترسم ملامح المستقبل. على سبيل المثال حينما تقرأ برنامج حزب الحرية والعدالة حول تفصيلة اقتصادية بسيطة مثل هل هم مع ضريبة ثابتة أم تصاعدية لن تجدها واضحة وموقف الحزب منها غير واضح.