برلين خاص بجود نيوز : من حسين زكى حظيت عملية الانتخابات في مصر باهتمام بالغ في المانيا حيث تابعت الاوساط السياسية والحكومية عملية التصويت التاريخية التي شارك فيها المصريون بكثافة، وعلي الرغم توقعهم فوز الاحزاب الاسلامية، وفي مقدتها الحرية والعدالة، إلا انهم ينتظرون الحكم علي هذه الاحزاب من خلال ما ستتبناه من مفاهيم تحترم الديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون. حكومة اسلاميين السفير بروس روج مستشار الرئيس الالماني لشئون الشرق الاوسط اكد ان الحكومة الالمانية اجرت اتصالات بالاخوان المسلمين منذ فترة وتدرك انهم وفقا للتوقعات سيفوزون بحوالي 40% من البرلمان القادم في مصر. واشار في لقاء معه بحضور صحفيين من ألمانيا ومن منطقة الشرق الاوسط ان الحكومة الالمانية ستتعاون مع الاخوان طالما التزموا بمعايير الديمقراطية. أما فيما يتعلق بالسلفيين فقد اوضح روجر انهم في المانيا حتي الان ليس لديهم تصور واضح حول السلفيين وتوجهاتهم الفعلية بعيدا عن الشعارات ولم يك هناك اتصال معهم من قبل ولكنه اكد علي ان المجال مفتوح للتعامل مع من تختاره الشعوب حال الالتزام بالمعايير السابق ذكرها. السلفيون لاعب جديد هذا التوجة الذي لا يخلو من توجس عبرت عنه ايضا بالامس صحيفة ديرشبيجل في تقرير تحت عنوان "الاخوان يستعدون للسلطة" ..ولكن التساؤول لايزال قائما حول ما ستفعله الجماعة بهذه السلطة..؟ وقالت الصحيفة ان قيادي الجماعة يحتفظون بالكروت داخل صدورهم بينما اتباعهم يأملون في تطبيق الشريعة. هانز كلوسه نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الالماني "البوندستاج" اكد ان المانيا ستتعاون مع الحكومة التي يختارها الشعب المصري حتي وان كانت حكومة تقودها جماعة الاخوان المسلمين مشيرا الي ان علي الاخوان او اي حكومة ذات توجه اسلامي ان تثبت للعالم انها ديمقراطية، وانها ملتزمة بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ، مستشهدا بالنموذج التركي الذي تقيم المانيا معه علاقات في غاية الاهمية لكلا البلدين. النموذج التركي ولكن في نفس الوقت نقل تقرير دير شبيجل عن محمود غزلان المتحدث باسم الاخوان المسلمين قوله ان "الاخوان لا يريدون النموذج التركي فهو ليس ملائما لمصر ".. واضاف غزلان " في تركيا يسمحون للفتيات بالذهاب الي الجامعة دون حجاب ويبيحون الزنا واللواط ولكننا في مصر لن نسمح بذلك..مصر بلد مسلم والشريعة هي الاطار الذي يجب ان يشمل كل شيء". التعاون مع الاخوان ومن جهته، قال راينر شتينر، مسئول السياسة الخارجية في الحزب الليبرالي الألماني الشريك في الإئتلاف الحاكم، في تصريحات صحفية ان الحكومة الالمانية يفترض أن تتعايش مع حكومة ذات توجه اسلامي، ويجب علينا فعل ذلك. لقد رأينا في تونس بأنه ليس بالضرورة أن يكون الأمر سلبيا، إذا ما فاز الإسلاميون بالانتخابات. واضاف ان التجربة في تونس أوضحت بأن حزب النهضة الإسلامي في وضع يؤهله لكي يقدم مساهمة إيجابية. وفي مصر تشهد حركة الإخوان المسلمين انقساما في الوقت الحالي. أي أن هناك مجموعات مختلفة داخل الحركة. لذلك أرى مبدئيا بأنه يجب علينا الانتظار لنرى التغيير الفعلي في في محتوى برنامجهم". واكد انه يجب أن نتعود على ألا نحكم على الحركات الموجودة في المنطقة من خلال العناوين والشعارات، وإنما أن ننظر إلى ما تريده هذه الحركات فعليا. لذلك أنصح بأن نتعاون مع الإخوان المسلمين أيضا، إذا كان ذلك ممكنا بطريقة أو بأخرى. مستقبل المنطقة وحول التخوفات من عدم التزام هذه الحكومات الجديدة بمعايير الديمقراطية، قال شتينر "أعتقد بأننا لن نشهد ذلك، على الأقل في البداية. واضاف " ولكن هناك أمر بالتأكيد صحيح: يجب أن نعود أنفسنا، سواء أعجبنا هذا الأمر أم لا، علي أن الدين سيلعب في البلاد العربية في المستقبل دورا أكبر مما كان يلعبه في الأنظمة السابقة. هذا ما يقوله لنا الجميع، وهذا ما تقوله حتى الأحزاب الليبرالية في مصر. ومهمتنا هي أن نقيم الأمور بشكل سياسي فقط.