ديربان:- تبدأ اليوم الاثنين في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا أعمال المؤتمر الدولي للمناخ بمشاركة حوالي 20 ألفا من المسئولين الحكوميين والنشطاء المعنيين بظاهرة الانحباس الحراري في العالم. وينتمي نحو نصف المشاركين إلى منظمات غير حكومية تمارس الضغط على المفاوضين، ومن بينهم منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) التي دعت دول العالم إلى تبني التزام عالمي جديد للحد من انبعاثات الكربون. وتعد مباحثات ديربان بمثابة مفترق طرق نظرا لأنه سينتهي العمل باتفاقية كيوتو -التي لا تغطي حاليا سوى 25% من الانبعاثات العالمية- في ديسمبر 2012. وأشارت روسيا واليابان وكندا بالفعل إلى أنها لن توقع على فترة التزام ثانية، مما لا يترك سوى الاتحاد الأوروبي وعدد قليل من الدول المتقدمة الأخرى في الاتفاقية. وتثير هذه القضية انقساما بين الدول الصناعية والدول الصاعدة مثل الصين، المعفاة من التعهدات القانونية بتقليص الانبعاثات المسببة للانحباس الحراري بموجب اتفاقية كيوتو. ولم تصادق أمريكا -التي تطلق هي والصين ما نسبته 40% تقريبا من الانبعاثات العالمية- على الاتفاقية. غير أن الدول النامية ستخضع لضغط متزايد في ديربان لقطع التعهدات الملزمة قانونيا بتقليص الانبعاثات. من جانبها حذرت المديرة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ كريستينا فيجيريس من أن الأبحاث التي أجريت مؤخرا تظهر الحاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل لوقف الاحتباس الحراري. وقالت فيجيريس للصحفيين إن أحدث النتائج الدولية التي جرى التوصل إليها "تدق ناقوس الخطر". وأشارت إلى تقارير أصدرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ووكالة الطاقة الدولية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن "الغلاف الجوي به مستويات قياسية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري"، بينما أشار تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن الأيام الحارة "تصير أكثر حرارة" فيما يصبح الشتاء أكثر برودة. ويقول العلماء إن درجة حرارة الكرة الأرضية يجب ألا ترتفع أكثر من درجتين مئويتين بحلول عام 2100 مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وإلا سيواجه العالم عواقب كارثية. غير أن الانبعاثات الحالية من شأنها أن تقود العالم إلى ارتفاع في درجة الحرارة يتراوح بين أربع وست درجات مئوية بحلول عام 2100، فيما يقول خبراء إن هذه المستويات قد تتحقق حتى مع بعض التخفيضات التطوعية.