انقرة:- يخشى أن يكون قرابة ألف شخص قد لاقوا حتفهم يوم الاحد حين وقع زلزال قوي في جنوب شرق تركيا وألحق أضرارا بالغة بعشرات المباني وتسبب في حصار بعض الضحايا تحت الانقاض وهم على قيد الحياة. وبحلول الظلام كان رجال الانقاذ وعمال الطواريء يبذلون قصارى جهدهم لاخراج الناجين من تحت الانقاض في مدينة فان وبلدة ارجس التي انهار فيها مجمع سكني مخصص للطلاب. وانضم سكان مدينة فان للجهود المحمومة بحثا عن ناجين حيث أخذوا يقلبون الانقاض بأيديهم أو بما تيسر من معاول تحت أضواء كاشفة أو ضوء المشاعل وهم يسمعون الناجين يستنجدون من تحت أكوام الخرسانة المحطمة في ظلام دامس وبرد قارس. وقال خليل جيليك لرويترز بجانب أنقاض مبنى انهار أمام عينيه "سمعنا صيحات وأنين من تحت الانقاض أثناء انتظارنا وصول فرق الانقاذ. "فجأة شق الزلزال المبنى ليسقط أمامي. جميع المارة..كلنا هرعنا الى المبنى وأنقذنا جريحين من بين الانقاض." وفي مكان اخر يعتقد ان ثلاثة مراهقين حوصروا تحت أنقاض مبنى منهار. وتسلق الناس الطوب وهم يصيحون "هل من أحد هنا؟" وجلس عامل انقاذ مسن ينتحب ووجهه المنهك مغطى بالتراب. وحاولت الشرطة ابعاد المتفرجين. ووقف رجال الاسعاف في انتظار مساعدة أي شخص يستخرج من تحت الانقاض. وقال معهد ابحاث الزلازل ومرصد قنديلي التركي ان زلزالا قوته 7.2 درجة وقع الساعة 1041 بتوقيت جرينتش على عمق خمسة كيلومترات. وهذا واحد من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وأسوأ زلزال تتعرض له البلاد منذ عام 1999. وقال بصير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي ان نحو عشرة مبان انهارت في فان وهي مدينة عريقة يقطنها زهاء مليون نسمة. وذكرت وسائل الاعلام التركية ان 80 مبنى بينها مجمع سكني للطلاب انهارت في بلدة ارجس التي يقطنها 100 ألف نسمة قرب الحدود الايرانية. وقال مصور لرويترز في ارجس التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمالي فان "سيارات الاسعاف والجنود وفرق الطواريء في كل مكان الان..يعملون على اخراج الناس من المباني المنهارة. رأيت جثثا كثيرة تستخرج..الفرق تسعى للعثور على أحياء." وقدر مصطفى ارديك المدير العام لمرصد قنديلي في مؤتمر صحفي ان مئات الاحياء فقدوا. وأضاف "قد يكون العدد 500 أو 1000." واوضح انه بنى تقديره على قوة الزلزال ونوعية البناء في المنطقة. وقالت ممرضة في مستشفى عام في ارجس ان العاملين بالمستشفى يعالجون الجرحى في حديقة المستشفى لان مبنى المستشفى لحقت به أضرار بالغة. وقالت الممرضة ادا ايكزوجلو لقناة (سي.ان.ان ترك) التركية "لا يمكننا احصاء القتلى أو الجرحى لاننا لسنا داخل المستشفى. هناك أكثر من 100 جثة تركت الى جانب المستشفى. تركناها هناك بسبب الظلام اذ لا نريد ان نسير فوق الجثث." ويتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى فان ومن المتوقع ان يبحث مجلس الوزراء الزلزال صباح الاثنين. وقال رئيس بلدية ارجس ذو الفقار ارابوجلو لمحطة (ان.تي.في) الاخبارية التركية الخاصة "كثير من المباني انهارت وقتل كثير من الناس وان كنا لا نعرف العدد. نحن في انتظار مساعدة طارئة..انها ملحة بشكل بالغ." وأضاف ارابوجلو "نحتاج الى خيام بشكل عاجل وفرق انقاذ. ليس لدينا اي سيارات اسعاف ولدينا مستشفى واحد فقط. لدينا كثير من القتلى والجرحى." وقال الهلال الاحمر التركي ان أحد فرقه المحلية كان يساعد في انقاذ اناس من سكن للطلاب في ارجس. وأضاف انه أرسل 1200 خيمة وما يزيد على اربعة الاف بطانية ومواقد وامدادات غذائية بالاضافة الى مخبزين متنقلين. وهزت المنطقة أكثر من 70 هزة تابعة للزلزال مما زاد من قلق السكان الذين هرعوا الى الشوارع حين وقع الزلزال الاصلي. واظهرت تغطية تلفزيونية غرفا تهتز واثاثا يتساقط والناس يهرولون الى خارج أحد المباني. واندفع عشرات من عمال الانقاذ والسكان الى مبنى متعدد الطوابق في فان وهم يبحثون عن أي محاصرين داخله. وفي أنحاء البلدة تجول الناجون امام حطام السيارات التي دمرتها المباني المتساقطة. وقالت وكالة الاناضول الرسمية للانباء أن 50 شخصا أصيبوا ونقلوا الى مستشفى في فان. وقالت وسائل الاعلام أن خطوط الهواتف والكهرباء قطعت. وقال مرصد قنديلي ان مركز الزلزال هو قرية تابانلي التي تبعد 20 كيلومترا شرقي مدينة فان. وانهمرت عروض دولية بتقديم مساعدات من حلف شمال الاطلسي والصين واليابان والولايات المتحدة وأذربيجان ودول اوروبية واسرائيل التي توترت علاقاتها مع أنقرة منذ قتل جنود اسرائيليون تسعة أتراك في غارة على قافلة معونة كانت في طريقها الى قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل في عام 2010. واتصل سيرج سركيسيان رئيس أرمينيا بالرئيس التركي عبد الله جول لتقديم التعازي. وتعبر خطوط صدوع جيولوجية رئيسية تركيا وتقع زلازل صغيرة بشكل شبه يومي. وقتل زلزالان كبيران في 1999 اكثر من 20 الف شخص في شمال غرب تركيا. وضرب زلزال اقليم ف