تراجع "ائتلاف شباب الثورة"، عن موقفه المتمسك بإقالة الدكتور عصام شرف، وتشكيل حكومة انقاذ وطنى، مقررا منح الأخير الفرصة لإجراء التعديل الوزارى الجارى.. ولكن بشروط... هذه الشروط تتمثل في أن يشمل التعديل عملية تطهير كاملة داخل كل الوزارات التى أشارت مداولات تشكيل الحكومة عن احتمالية بقاء رموز للنظام السابق على رأسها بما يحول دون تخليص الجهاز الاداري للدولة من الإرث الفاسد لنظام مبارك، والإعلان عن برنامج واضح بجدول زمنى يكفل اتخاذ إجراءات تطهير واسعة داخل كل الوزارت فى عملية يتطلب اجرؤها الاعلان عن تفاصيلها وتنفيذها بكل شفافية وحزم، وتوضيح شرف لاختصاصات الحكومة الجديدة والحد الذى تتوقف عنده صلاحيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأكد الائتلاف - الذى يضم شباب جماعة الإخوان وحملة دعم البرادعى وحركتى 6 أبريل (جبهة عمرو عز) والعدالة والحرية وأحزاب الجبهة والتجمع والكرامة - على أن الدكتور عصام شرف فى حاجة إلى دعم كل القوى الوطنية المخلصة فى هذا الظرف الصعب الذى تمر به البلاد. وكان الائتلاف طالب الأربعاء الماضى، ضمن 25 حزبا وائتلافا و5 مرشحين للرئاسة، بتشكيل حكومة جديدة بقيادة جديدة تجمع بين الطابع السياسى والتكنوقراطى. وطالب الائتلاف - "فى محاولة منه لإنقاذ الوضع" - شرف باختيار الدكتور حسام عيسى نائبا لرئيس الوزراء لشئون التحول الديمقراطى، والدكتورة ثريا عبد الجواد أو الدكتور سامى كمال وزيرا للتعليم العالى، والمستشار أشرف الباروى نائبا لوزير الداخلية لشئون حقوق الانسان، والسفير محمد رفاعة الطهطاوى أو حسين ضرار وزيرا للشئون الخارجية، وحافظ المرازى وزيرا للإعلام، على أن يتم إلغاء الوزارة خلال مدة لا تتجاوز أربعة اشهر، مع عدم الإبقاء على وزيرى البترول والبيئة وتكليف شخصيات وطنية غير محسوبة على النظام السابق. وذكر الائتلاف أن اقتراح هذه الأسماء، جاء بعد التشاور مع مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين وأصحاب الرأى فى هذا المجال والعديد من القوى والائتلافات والحركات الأخرى، بناء على طلب من الدكتور عصام شرف. وأكد تمسكه بضرورة توضيح شرف لاختصاصات الحكومة الجديدة والحد الذى تتوقف عنده صلاحيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالنظر إلى أن عدم وضوح اختصاصات الجهتين خلال الأشهر السابقة، تسبب فى حالة ارتباك شديدة أثرت سلبا على عملية التحول الديمقراطى، وعكست ملامح ارتباك وتباطؤ فى أداء حكومة اختارها الشعب وكان يتحتم عليها الإسراع بتحقيق مطالبه كافة، الأمر الذى دفع الجماهير إلى العودة مجددا الي ميدان التحرير، بعدما رأت أن السلطة التى تدير البلاد أصبحت تكتفى باتخاذ خطوات إصلاحية بطيئة بعيدة كل البعد عن الحالة الثورية التي صنعها الشعب المصرى العظيم بثورته المجيدة. وجدد الائتلاف تمسكه بمطالبة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بالاستقالة من منصبه، بعد ان اتسم أدائه في الفترة السابقة بالتخاذل االشديد في القيام بمهامه كنائب عن الشعب منوط به استعادة حقوقهم وتحقيق القصاص ممن تورطوا فى قتل أبنائهم. وبرر الائتلاف تراجعه عن موقفه الداعى إلى تشكيل حكومة انقاذ وطني تتجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخ مصر، بأنه يأتى ترسيخا لمبدأى إعلاء المصلحة الوطنية والتوافق الوطنى، بعدما تابع باهتمام بالغ سعى الدكتور عصام شرف لتشكيل حكومته الجديدة.