بانكوك:- أعلنت يوم الاثنين ينجلوك شيناواترا التي فازت في الانتخابات العامة بتايلاند تشكيل ائتلاف من 5 أحزاب بقيادة حزبها (بويا تاي) أو (من أجل التايلنديين) بعد يوم من فوزها المذهل في الانتخابات والذي سيسيطر على نحو 60% من البرلمان. وشارك 40 حزبا في انتخابات انحصرت فيها المنافسة بين الحزب الديمقراطي (أقدم أحزاب البلاد، إذ يمارس السياسة منذ 65 سنة) وحزب بويا تاي المعارض المدعوم أساسا من الفقراء ومن الريفيين والذي فاز ب264 على الأقل من المقاعد. ويقول مراقبون إن فوز بويا تاي الساحق يقلل فرص تدخل الجيش الذي قاد أو حاول أن يقود 18 انقلابا خلال العقود السبعة الماضية. فيجاجيفا يقر بالهزيمة وأقر رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا بهزيمة حزبه الديمقراطي الحاكم واستقال منه، وقال فيجاجيفا أمس -بعد أن فاز حزبه المدعوم من الجيش ومن نخب العاصمة بانكوك- ب150 فقط من مقاعد البرلمان الخمسمائة إن "النتيجة واضحة"، وهنأ شيناواترا بالفوز، واستقال من رئاسة حزبه الذي سيلتئم بعد 90 يوما لاختيار رئيس جديد، يؤمل أن يعرف كيف ينهي هزائم هذا الحزب المتتالية منذ 19 عاما. وقالت شيناواترا -التي دخلت السياسة حديثا- إنها قادرة على تنفيذ وعودها الانتخابية من توزيع الحواسيب اللوحية على أطفال المدارس إلى رفع الحد الأدنى للأجور، إحياءً للسياسات الشعبية التي تبناها شقيقها سابقا، وهي سياسيات حذر منها منتقدوها بحجة أنها تضر بالاقتصاد. تاكسين لا يريد العودة لمنصبه.. والجيش يتعهد بالقبول ويتهم أبهيسيت وحلفاؤه شيناواترا بأنها مجرد سياسية تخوض اللعبة بالوكالة عن شقيقها الذي يعيش في المنفى والذي عرف أنصاره باسم "القمصان الحمر" نسبة إلى لون القمصان التي يلبسونها في المظاهرات. ومن دبي -حيث يعيش- استبعد رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا حصول انقلاب في المدى القريب، وأكد ثقته بأن تسود العدالة، لأن "الأمور تتغير في تايلاند". وتتهم جهات ينجلوك بأنها تخطط لعودة شقيقها تاكسين ليستفيد من عفو يصدره البرلمان، ينهي ملاحقات بحقه ظلت مفتوحة منذ أطاح به الجيش في 2006. لكن شيناواترا قال إنه لا يستعجل العودة، وسينتظر اللحظة المناسبة لفعل ذلك ف"إذا كانت عودتي ستسبب المشاكل، فلن أعود الآن. يجب أن أكون جزءا من الحل لا مشكلة". وتعهد وزير الدفاع براويت وونجسوان (الذي كان سابقا قائدا لأركان المؤسسة العسكرية) باحترام النتائج قائلا "أطمئنكم بأن الجيش لا يرغب في الخروج عن دوره المحدد له". وتشكل المرحلة القادمة اختبارا حقيقيا لمدى قدرة تايلاند على إنهاء أزمة مستمرة منذ ست سنوات تخللتها احتجاجات وقمع عسكري وهوة متزايدة بين الأغنياء والفقراء.