بعد فترة الانقطاع الثقافي الطويلة التي حدثت بين مصر والجزائر بسبب ظروف المباراة الكروية الشهيرة نوفمبر الماضي، يسافر فريق مسار إجباري الغنائي إلى الجزائر لتمثيل مصر في مهرجان مدينة تلمسانبالجزائر، وهي عاصمة الثقافة الإسلامية هذا العام، بصحبة وفد من وزارة الثقافة، للمشاركة في فعاليات المهرجان هناك، وتقديم حفل غنائي ضمن المهرجان هناك. والمعروف أن مدينة تلمسان تستضيف هذا العام أكثر من مهرجان ثقافي عربي بمناسبة اختيارها كعاصمة الثقافة العربية في 2011، حيث عقدت فيها مهرجانات عديدة، منها مهرجان الخط العربي، والمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، والمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة، والمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الحوزي، والمهرجان الدولي للرقص الشعبي، والمهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان إضافة إلى المهرجان الدولي للسينما. ويسافر فريق مسار إجباري إلى الجزائر يوم 2 يوليو القادم للمشاركة في المهرجان، وفي نفس الوقت يشهد الفريق حالة انتعاش كبيرة هذه الأيام، فبعد مشاركتهم في فيلم ميكرفون للمخرج أحمد عبد الله السيد والنجم خالد أبو النجا، شارك الفريق أيضا في بطولة فيلم حاوي للمخرج إبراهيم البطوط، وهو الفيلم الذي بدأ عرضه في دور العرض المصرية هذا الأسبوع، لتصبح التجربة السينمائية الثانية لهذا الفريق في أقل من 6 أشهر. كما سيقدم الفريق العديد من الحفلات في محافظات مصر خلال الفترة المقبلة، منها حفل في نادي سبورتنج بالإسكندرية في الأسبوع المقبل، كما يستعد الفريق للسفر عقب رحلتهم في الجزائر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لإقامة حفل بدعوة من كينيدي سنتر بالعاصمة واشنطن. وكان كل عضو من أعضاء فريق مسار إجباري الخمسة قد حصل في شهر أبريل الماضي من منظمة اليونيسكو بباريس على لقب "فنان من أجل الحوار بين الدول العربية والغرب"، وذلك لإسهامهم خلال السنوات الماضية في تقديم أغان تعكس الروح المصرية والعربية الشابة بعدة دول مثل إيطاليا، مالطا، الكويت، الإمارات، مقدونيا، لبنان، هولندا، وفي جزيرة زنزبار بتنزانيا. وقد تكون فريق مسار إجباري في الإسكندرية منذ 6 سنوات، ويعد من الفرق الموسيقية المستقلة البارزة حاليًا والمتوقع أن تشكل جميعها صورة جديدة للفن المصري بعد الثورة.. وينطبق على الفن الذي يقدمه فريق مسار إجباري وصف "أندر جراوند" أي الفن النابع من تحت الأرض، وتدور أغانيهم حول المواضيع الاجتماعية على نهج فنان الشعب سيد درويش، بكلمات صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور وإيمان بكري والشعراء السكندريين المعاصرين، ما بين السخرية والتحفيز وتصوير الحالات الإنسانية المختلفة، بعيدًا عن أغاني الغزل والهجر المنتشرة في سوق الغناء المصري والعربي منذ عشرات السنين. ويشكل فريق مسار إجباري ظاهرة بالإسكندرية من حيث الشعبية المتزايدة والبعيدة عن الصور النمطية للفن التجاري، وظهر ذلك بوضوح في الحفلات التي أقاموها بشوارع الإسكندرية عقب انتصار الثورة المصرية، كما شارك الفريق مع المطربين التونسيين أنيس ومهدي في أول أغنية مصرية تونسية ،عنوانها "خلينا نحلم"، ومن المفارقات الغريبة أن مشروع الأغنية بدأ قبل الثورة التونسية.