أكدت الإعلامية هالة سرحان أنها كانت بمثابة "دمل" في جسد النظام السابق طوال فترة عملها، وهو السبب الذي دفعهم إلى وضعها دائماً على قوائم المطلوب تصفيتهم مهنياً، على حد قولها. وقالت هالة في حوارها مع جريدة "المصري اليوم": "أعتبر ما حدث معي ابتلاء من الله ليختبرني في شيء لأنني طوال حياتي قد مررت بأزمات عديدة ولكني استشعرت هذه المرة وكأنني أعيش في حلم أو فيلم لأن ميلودراما الحكاية كانت زائدة وكانت تحمل مبالغة في التأليف ومبالغة في تكميم الأفواه والافتراء والقهر والفساد وعدم القدرة على مواجهة أي فرد قد يختلف مع النظام الفاسد، وبالنسبة لي فكنت أعمل دائما خارج قضبان القطار، وأحاول أن أقدم عملي بدقة وإخلاص والتزام ولم أفكر إطلاقا في أي حسابات أو البحث عن دور أو زعامة تيار أو حزب". وأضافت هالة: "كنا مدفونين تحت الأرض ولم يكن لدينا حتى حق في أن نتنفس لأننا جئنا وجدنا رئيس جمهورية دون نائب وكانت هذه المشكلة تطاردني في أحلامي لأنني لم أكن أعلم أن هناك تخطيطاً بأن يتحول الطفل إلى نائب ولم أكن أعرف من أين جاء بهذه الثقة وكأنه مخلد يلعب بمصائر الشعوب إلى هذه الدرجة، وقد ناقشت كل هذه الملفات في برامجي ولكن أن يتم الزج باسمى في قضية لم أفعلها ولأسباب أخرى فهذا افتراء وظلم بيَّن". واعتبرت هالة ان ما حدث معها في قضية "فتيات الليل" ، التي كانت سبباً في خروجها من مصر، "شيء غير عقلاني وتافه وغير منطقي بالمرة" وقالت: "الحقيقة في هذه القضية تشبه ما قيل عن الثوار فهل كان يوزع عليهم الكنتاكى فهل كان هناك ثوار مدربون في تركيا وإسرائيل وألمانيا وأعطوا لكل شخص 50 ألف دولار وقد ظهرت فتاة في التليفزيونات وقالت ذلك ثم اتضح لنا في النهاية أنها مزيفة، وقد استخدموا نفس الأسلوب الذي اتبعوه معي فهم أنفسهم الذين أظهروا كوبري قصر النيل فارغاً أثناء وجود مليوني شخص في الميدان، من باع أرض مصر ومن أدخل المبيدات المسرطنة فهو نظام (...) لذا أرجوك لا تلخص شغلي وجهدي وحياتي في حلقة عن الفقر". وتابعت: "كان دائما ملفي مفتوحاً بالنسبة لهم سواء قدمت حلقة عن الخطاب الديني أو الطائفية أو حتى المختل عقليا وعندما أتحدث عن الحاكم الديكتاتور وتزوير الانتخابات فلابد أن أكون شوكة في الزور كبرت إلى أن أصابتهم "بدمل"، إلى جانب ذلك نجحت في تحقيق نسبة عالية من الإعلانات والمشاهدة وهذا ما أثار بعض المشكلات لوزير الإعلام لأننا نجحنا في سحب البساط من التليفزيون المصري وتحول مسار النجاح من التقليد إلى الخلاص، وقام النظام الفاسد باحتضان كل ما هو منافق وفاسد وأنصاف المواهب وطرد جميع المواهب مثل زويل ومجدى يعقوب وغيرهم وكان النظام مسرطناً بالكامل". ونفت هالة ان يكون النظام السابق قد قام بتهديدها بشكل مباشر، وقالت: "كان من الصعب أن يعلنوا ذلك حتى لا يحولونى إلى بطلة فمن الصعب أن يعلنوا رغبتهم في رحيلي أو تصفيتي بسهولة، لذلك كان عليهم أن يفعلوا ما يدرس فى جميع مخابرات العالم عن اغتيال الشخصيات العامة من خلال الفضائح وقديما كانوا يلعبون بسلاح شبكة الدعارة وهذا لم يعد يجوز لي لأنني سيدة كبيرة ولعبوا أيضا بسلاح الرشوة وكان لابد أن ينتهوا منى بأشياء موجعة لأنني بصراحة كنت مكروهة من أشخاص مهمة جدا في الدولة". ورفضت هالة ان تحصر اتهاماتها في قضية خروجها من مصر في شخصي سوزان مبارك وحبيب العادلى، وقالت: "نفترض أن هذين الشخصين كذلك فمن أين سيكون المفر؟ وكيف سأدافع عن نفسي؟ لأنهم كانوا مثل الطوفان الزاحف الذي يجب أن يغرقني وبصراحة إذا كنت مكانها "بعيد الشر" لكرهت هالة سرحان لأنني كنت أصف الحاكم بالطاغية وأول من نبهت عن التوريث من خلال عرض محاضرة للأستاذ محمد حسنين هيكل على قناة دريم، وكانت أول مرة في تاريخ الإعلام المصري يفتح فيها ملف التوريث، وكانت الحلقة بداية تصادمي الحقيقى مع السلطة، حيث تم استدعائي من قبل وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف وقام بتعنيفى بشدة وطلب منى الابتعاد تماماً عن مؤسسة الرئاسة، بالإضافة إلى قائمة أخرى من المحظورات، وقال لى "ستدفعين الثمن" كما تمت أيضا مشاكسة رجل الأعمال أحمد بهجت صاحب محطة دريم واستدعاؤه في البنوك والإضرار بمصالحه الاقتصادية بالكامل ثم بدأت القناة تقلق منى وعندما اختلفت معهم اتجهت لتقديم استقالتي ثم فوجئت بأن إدارة القناة قد أوقفتني عن العمل، وقبلها كنت قد سجلت حلقات في لندن بعنوان كيف تصنع إرهابياً وأثناء عودتي تم حجز الشرائط في المطار وتم التحقيق معي ولم تخرج الحلقات إلى النور حتى الآن، ومع استمرار كشف الحقائق والتخبط مع السلطة قرروا أن ينهوا علىَّ بفيلم هندي". وأشارت هالة إلى ان ثورة 25 يناير هي السبب الرئيسي في عودتها مرفوعة الرأس الى مصر، وقالت:"حتى الآن أشعر وكأننى فى حلم وفى يوم 25 يناير وخلال أيام الثورة ال18 شعرت بأن الخالق احتضن مصر وطبطب علينا وجاءت العدالة الإلهية وأصبحنا أحراراً وطلقاء، وبصراحة بعد أن عادت كرامتنا مرة أخرى أصبحت كهالة لا شيء وشعرت بأن الله ثم شعب مصر قد أعادوا لي حقي، وأنا بصراحة لم أكن أريد أكثر من ذلك لم يكن لدى أي رغبة في القصاص أو الانتقام الآن". وأضافت: "كنت مثل الحالة الميئوس منها، لأن القضية كانت كبيرة ولم أكن أتوقع أنني سأعود مرة أخرى إلى مصر في ظل النظام السابق، ولكن كان لدى أمل بأن الحقيقة كانت ستظهر يوما ما ولكن بعد أن أموت لأن الحقيقة وقتها لن تفرق، خاصة أن الشخص المعنى أصبح غير موجود". ونفت هالة ما تردد في الفترة الأخيرة أن عودتها إلى مصر كانت ضمن بنود اتفاقية الوليد مع الحكومة حول أرض توشكى، وردت: "هذا غير حقيقى بل كان العكس، لأن الوليد حصل على أرض توشكى بأمر من مبارك، وطلب منه أن يستثمر فى مصر وأعطاه أرضاً فى الصحراء ليست على طريق مصر الإسكندرية أو المقطم بحجة أنه يحب شعب مصر، خاصة أن استثمارات الوليد فى مصر تصل إلى 13 ملياراً وعندما تعرضت لأزمة مع النظام قرر الوليد أن ينسحب من مشروع توشكى، لأنه استنزف أموالاً كثيرة دون جدوى، ولكنهم طلبوا منه الاستمرار ووافق على ذلك، لذا فعندما عدت لم يكن هناك أى صفقة أو غير ذلك". وتابعت:" كان زوجى يتصل ببعض المسؤولين ومن ضمنهم جمال مبارك ليتعرف على طبيعة مشكلاتى معهم فيقول له لا توجد مشكلة ولكن أجعلها تأتى، وكان هناك بعض المسؤولين يتصلون بى ويطلبون منى العودة ويقولون لى لا توجد مشكلة ولكنى لم أضمنهم إطلاقا". وقالت هالة انها علمت بأنها مطلوبة للتحقيق من خلال الصدفة أثناء تصفحها لبعض الصحف خلال وجودها بالطائرة، واضافت: "كنت وقتها أسافر إلى دبى ليوم واحد ثم أعود مرة أخرى إلى مصر، ولكن بعد وصولى دبى فوجئت باتصالات من بعض الأصدقاء قالوا لى إن هناك حالة تعبئة ضدى فى مصر، وعلمت بأن هناك أوامر صدرت بتصفيتى واعتقالى، وكان من الصعب وقتها أن يقول أى شخص كلمة واضحة بسبب مراقبة التليفونات وكانوا يحذروننى وهم مرعوبون وظلت الحكاية مشتعلة دون أن أعرف الحكاية".