وصفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية صحيفة المصرى اليوم بأنها "الجريدة اليومية الأكثر جرأة والأفضل مبيعا". ورصدت المجلة، فى تقرير نشرته صحيفة المصري اليوم الاثنين، التحول الذى حققته الثورة فى وسائل الإعلام المصرية، مشيرة إلى أنه لا تزال هناك "خطوط حمراء قليلة" فى وسائل الإعلام المصرية. وأوضحت أن فرض هذه الخطوط يتم من خلال الرقابة الذاتية أكثر من التدخل المباشر من جانب وزارة الإعلام، التى وصفتها المجلة ب"المخيفة" والتى لم يتم تفكيكها بعد، حيث تمت إقالة وزير الإعلام، دون تعيين آخر بدلا منه فى المنصب. وقالت المجلة، فى تقريرها المعنون (أنباء سارة)، إنه أصبح بوسع المرء أن يعبر عما يعتقده، على الأقل فى مصر وتونس وعدة دول قليلة فى المنطقة. واستشهد كاتب التقرير، جيمس تراوب، بقصة نشرتها المصرى اليوم - التى وصفتها المجلة بأنها الأكثر مبيعا - قالت إنها عبرت عن سخرية من الافتقار إلى القيمة الحقيقية، التى تفشت فى وسائل الإعلام المملوكة للدولة، منذ حرب الأيام الستة مع إسرائيل، والتى أثارت ضجة حوله ك"انتصار مؤزر"، حتى تكشفت الحقيقة بعد أيام قلائل بأنها كانت "فشلا ذريعا". ونقل التقرير عن الجريدة قولها: "منذ ذلك اليوم وعلى مدار 45 عاما مضت، ظل التليفزيون معاقا فاترا متبلدا، مفتقرا إلى القدرة على التخيل وعاجزا، على نحو مزمن، عن تقديم أخبار دقيقة ومناسبة بأسلوب رائق جذاب، فقد ظل كطائرة بلا طيار وراضيا بمجرد بقائه". وأكدت المجلة اختلاف الأداء فى عدد من الصحف القومية. وقالت إن جريدة الأهرام شهدت "تحولا شديدا على نحو هزلى"، وإن الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس الإدارة السابق، وأسامة سرايا، رئيس التحرير السابق، ظلا يكتبان كل يوم، على مدار سنوات، افتتاحيات تبدأ فى الصفحة الأولى وتكملة فى الصفحة الثالثة، إذ كان سرايا "مواليا مخلصا" ل"مبارك"، ووصفت "سعيد" ب"المصلح"، الذى يرتبط بعلاقات مع "جمال"، نجل الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى وصفته ب"ذى التوجه الغربى". وقالت فورين بوليسى إن كلا الرجلين صار متحمساً متشدداً "للثورة" بمجرد سقوط مبارك فى 11 فبراير الماضى. وأضافت إن الصحيفة الحكومية نشرت عنوانا رئيسيا فى ذلك اليوم يقول (الشعب أسقط النظام)، مشيرة إلى أن هذا التحول الذى "يفتقر إلى الحياء صار مزحة متداولة". وتابعت المجلة أن الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، أقال سرايا وسعيد وقيادات الصحف ووكالات الأنباء التى تديرها الدولة. وأضافت أن الأهرام ظهرت فى 31 مارس الماضى، دون افتتاحيات على الإطلاق فى الصفحة الأولى، وأن ذلك كان "صدمة لذيذة للقراء" - على حد وصف المجلة. وأضافت فورين بوليسى: "الشىء نفسه حدث مع جريدة (روز اليوسف)، المملوكة للدولة والناطقة باسم الحزب الوطنى، فلم تعد هناك افتتاحيات فى الصفحة الأولى، فقط أخبار وفقا لأهميتها بشكل أو بآخر". واستبعدت المجلة تماما موافقة الشعب المصرى مستقبلا على أن يعيش مع ما سمته "الأكاذيب التى اعتادوها فى افتتاحيات الصفحات الأولى للصحف القومية المثيرة للسخرية والتى تشيد بالانتخابات التى كان يعلم الجميع أنها مزورة". وقالت: "انتهى ذلك اليوم".