طرابلس:- في فرصة نادرة داخل قاعدة السلطة السرية للزعيم الليبي معمر القذافي اصطحب مسئولون ليبيون صحفيين أجانب إلى مجمعه الحصين "باب العزيزية" يوم الاثنين لإظهار مبنى قالوا إنه دمر في هجوم صاروخي شنته القوات الغربية. وعلى مسافة قصيرة من خيمة مضاءة يستقبل القذافي فيها ضيوفه بدت مظاهر الخراب على مبنى من ثلاثة طوابق وكانت هناك فجوة دائرية واضحة على واجهته. والمجمع مترامي الأطراف ويضم مقر إقامة القذافي الخاص فضلا عن ثكنات عسكرية وغيرها من المنشآت. وقال مسئولون إنه أصيب بصاروخ في وقت متأخر يوم الاحد واتهموا القوى الغربية بمحاولة اغتيال القذافي. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة إنه قصف وحشي وعرض قطعا من الشظايا التي قال إنها من القذائف. وأشار إلى أن هذا يتناقض مع تصريحات أمريكية وغربية بأنهم لا يهدفون إلى مهاجمة هذا المكان. وأكد إبراهيم أن أحدا لم يصب في الهجوم. وامتنع عن قول ما إذا كان القذافي لا يزال داخل المجمع. و فرنسا تنفي معلومات عن سقوط قتلى مدنيين وفي باريس، قال فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية يوم الاثنين إن فرنسا ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الدولية الموجهة ضد ليبيا. وأضاف لقناة (كانال بلوس) التلفزيونية "القيادة الفرنسية ليست على علم بسقوط قتلى مدنيين". في سياق متصل، أفاد بيان لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن سفراء الحلف وافقوا على خطة عمليات للحلف كي يساعد في فرض تطبيق حظر أسلحة تفرضه الأممالمتحدة على ليبيا. وصرح مسئول بالحلف بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من المناقشات بشأن خطة أخرى تتعلق باحتمال تدخل حلف الأطلسي في فرض تطبيق منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وسيتعين على سفراء دول الحلف الاجتماع مرة أخرى اليوم الاثنين للاتفاق على تنفيذ الخطة المتعلقة بفرض تطبيق حظر السلاح والتي ستتضمن استخدام طائرات وسفن الحلف لمنع وصول الأسلحة إلى قوات القذافي. و الصين تندد بالضربات الغربية وفي بكين، أبرزت كبرى الصحف الصينية يوم الاثنين معارضة بكين القوية للغارات التي يشنها الغرب على ليبيا متهمة الدول التي تدعم الضربات بانتهاك الأحكام الدولية والمغامرة بأحداث اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط. وظهرت أعنف ادانة للهجمات الجوية الغربية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في صحيفة "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني وكشفت كيف يمكن للصراع أن يصبح نقطة توتر جديدة بين بكين وواشنطن. واتهمت الصحيفة أمريكا وحلفاءها بانتهاك الأحكام الدولية على الرغم من أن الصين امتنعت عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة الصادر الأسبوع الماضي والذي سمح رسميا بالهجمات الجوية. وشبهت الصحيفة الصينية الهجوم على مواقع ليبية بالغزو الذي قادته أمريكا للعراق عام 2003 وقالت إنه يكشف عن نمط للتدخل الغربي في شئون الدول الأخرى. وجاء في تعليق للصحيفة "العواصف الملطخة بالدماء التي اجتاحت العراق طوال 8 سنوات ومعاناة شعبه التي لا توصف هي مرآة وتحذير... الهجمات العسكرية على ليبيا بعد حربي أفغانستان والعراق هي المرة الثالثة التي تشن فيها بعض الدول عملية مسلحة ضد دول ذات سيادة".