يا رموز مصر... يا من نحترمهم ونقدرهم ونراهم مثلاً عليا لنا نفخر ونحتذي بها... يا من صنعتم اسم مصر ومجدها بأذرعكم المجردة وبعقولكم المنفردة، مجدتم اسمها دون أن تمجدكم، ورفعتم علمها وقد خبأت أسماءكم? يا كُتّاب ومفكري مصر... يا من حاربوكم في نحوركم ومنعوكم من نشر أفكاركم وترويجها في بلادكم... يا علماء مصر... يا من أهملتكم أوطانكم وأغفلكم إعلامكم وقدّركم الأغراب واستثمروا قدراتكم... يا فناني ومُعبّري مصر... يا من زاحمكم الإسفاف وأحبط أعمالكم، وحرموكم التعبير حتى في بيوتكم... يا متعلمي مصر ومثقفيها... يا من ترون الحق حقاً والباطل باطلا ويختلط عليكم اتباعه من اجتنابه... يا كل أهل مصر... يا من فرحتم بثورة شعبكم التي أوقدها شبابكم، وتعكفون على متابعة صناعة مستقبلها... انتبهوا من فضلكم... لو كنتم حقاً تريدون إنجاح ثورتكم، فلا معنى للنقد فقط دون طرح بدائل أو حلول... معظمكم لم يستوعب درس الثورة بعد... لقد رأيتكم وسمعت أحاديثكم وقرأت مقالاتكم وشاهدت حواراتكم... تقولون دائماً، هذا قرار خاطيء، وذاك موقف أحمق، وهذا المسئول غير مناسب... أفيقوا... مضى عهد مصمصة الشفاة... مضى عهد النقد بجوار الحائط... لا تتركوا بلادكم تغرق وتكتفون بإعطائها دروساً في السباحة وأنتم على الشاطيء متأنقون... هبوا من مكامنكم وألقوا بأنفسكم في البحر لإنقاذ بلادكم حتى ولو غرقتم معها... أتحسبون أنكم قمتم بواجبكم بالمتابعة والنقد فقط؟ كلا ألم أقل لكم إنكم لم تستوعبوا درس الثورة بعد؟ فكروا وبادروا ولا تكن موافقكم ردود أفعال دائماً... اطرحوا برامجكم وانشروا خططكم ولا تنتظروا عليها أجراً... لا تقولوا هذا المسئول لا يصلح، بل قولوا فلان يصلح وأخرجوا علمه منه وانفعونا به... لا تتكاسلوا وتجبنوا وتقولوا إن هذه المرحلة انتقالية وتحرق من يعمل فيها وتدفن إنجازه، بل اجعلوها مرحلة المجد والانتقال الحقيقي للطريق الصحيح... يا من تمتعضون من إدارة البلاد في المرحلة الحالية وتحثون الشعب على الثورة... لا تختذلوا دوركم في حنجرة، وهبّوا الآن لتصحيح المسار بأنفسكم. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.