استبعد الكرملين تماما كافة تكهنات رئيس الاتحاد السوفيتى السابق ميخائل جورباتشوف التى حذر فيها من إمكانية تعرض روسيا الاتحادية إلى وضع مماثل للسيناريو المصرى، بحسب صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية. وأشارت الصحيفة في تقرير لها من موسكو بثته على موقعها الالكترونى إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تعهد فى تصريحات أدلى بها بعد أسبوع من تحذير جورباتشوف من إمكانية إن تطول روسيا رياح التغيير التى تعصف حاليا بمنطقة الشرق الأوسط بعدم تكرار انتفاضات العالم العربى فى روسيا الاتحادية. واعترف مدفيديف، كما ذكرت شبكة الاعلام العربية " محيط" ، بالرغم من ذلك بأن الكرملين يتفهم تماما الحقيقة الخاصة بأنه "يمكن للمتطرفين أن يطيحوا بنظام الحكم فى روسيا لذا فإن الأجهزة المعنية فى روسيا قد استعدت لسيناريو من هذا النوع وسوف تحاول تطبيقه". وأضاف "روسيا ليست تونس ومصر ، روسيا مختلفة تماما عن المجتمعات الشرق أوسطية التى تموج حاليا بمد من الغليان الموالى للديمقراطية.. وان كانت التوازنات المزعجة قد بدأت تثير انزعاج العديد داخل صفوة القمة". ونوهت الصحيفة الأمريكية بأن جورباتشوف كان قد أعرب عن اعتقاده فى مقابلة إذاعية بإمكانية تزايد احتمالية تكرار السيناريو المصرى والتى من المحتمل أن تنتهى لما هو أسوأ فى روسيا - بحسب قوله. وحذر فى سياق انتقاده لفلاديمير بوتين رئيس الوزراء وصديقه الرئيس ميدفيديف من إمكانية إنهيار روسيا إذا لم تجر إصلاحات ديمقراطية شاملة ، معتبرا أن وضعها الحالى لا يختلف عما كان عليه الاتحاد السوفيتى السابق وسط إعلام يئن ويترنح من مغبة الكبت وانتخابات زائفة وبرلمان يتسم بطابع بوتين واحتكار الكرملين للسلطة وفساد الحزب الحاكم للبلاد الذى يعد نسخة سيئة للحزب الشيوعى السوفيتى السابق . وذكر التليفزيون المصري أن جورباتشوف انتقد في مؤتمر صحفي عقده فى موسكو يوم الاثنين الموافق 21 فبراير النظام السياسى الذى أسسه بوتين بوصفه إياه بأنه "احتيال متعمد", قائلا :" كافة المؤسسات التى تعد دعامة لأى دولة مثل البرلمان والمحاكم والرئيس ورئيس الوزراء قائمة ، إلا أن كلها ليست إلا مجرد كيانات زائفة". وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أبدى قبل أسبوع من تصريحات جورباتشوف قلقه من أن تتأثر بلاده وبشكل مباشر بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وذلك في ظل ما تشهده منطقة شمال القوقاز الروسية خلال الأشهر الأخيرة من تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف. وقال ميدفيديف في اجتماع طارئ للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية مؤخراً بجمهورية أوسيتيا الشمالية :"إن سلسلة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير مباشر على الوضع في روسيا". وحذر من هذه الأحداث قد تؤدي إلى تفكك دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وتوقع وقوع أحداث صعبة في المنطقة بما في ذلك وصول من سماهم متطرفين إلى السلطة، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين أعدوا مثل هذا السيناريو مسبقاً وأنهم سيحاولون تنفيذه . وأضاف أن هذا السيناريو لن ينجح في روسيا ، واستبعد أن يشهد الجنوب الروسي أحداثا مماثلة، لكنه قال إن ذلك لا ينفي أن الإرهاب يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لروسيا وإن مكافحته تتطلب بذل جهود عظيمة على مدى فترة طويلة من الزمن. وتابع الرئيس الروسي أن منطقة القوقاز تجمع الكثير من التناقضات التي تُوفر أرضية مناسبة لظهور التطرف، مشيرا إلى أن الأعمال "الإرهابية" التي وقعت العام الماضي ونتائج الأسابيع القليلة من السنة الجارية تؤكد أن المشاكل الأمنية في روسيا لا تزال كثيرة وأن التخلي عن الحذر والانتباه ستنجم عنه أخطار قاتلة. وأكد ضرورة تنمية مناطق شمال القوقاز وتأسيس برامج اجتماعية لخلق فرص عمل، فضلا عن تطوير البرامج التعليمية التي تدعم التنمية على أوسع نطاق ممكن. وشدد أيضا على ضرورة تطوير الأساليب لمكافحة "المتطرفين والتطرف الديني" ، وقال :"إننا بحاجة إلى إنشاء مواقع دينية خاصة في شبكة الإنترنت وإعطاء الفرصة للدعاة المسلمين وكل المهتمين لإبداء رأيهم".