على الرغم من قلة نشاطه الفني منذ سنوات، إلا ان قرار اعتزال الفنان الكبير محمد العزبي قد أثارت غضب واستياء كبار المطربين والملحنين والمؤلفين، الذين اعتبروا ان خسارته في عالم الغناء ستكون بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير"، بعد ان خلى الوسط الفني من عملاقة الغناء واحداً تلو الآخر. فقرار اعتزاله جاء صدمه لمحبيه والمهتمين بالموسيقى الشعبية، الذي كان وسيظل العزبي أحد روادها، وتعبيراً منهم عن رغبتهم بالتراجع عن قرار الاعتزال، شن هؤلاء المهتمون حملة مكثفة على صفحات الجرائد طالبوه فيها بالتراجع عن هذا القرار الذي سيضر كثيراً بالغناء الشعبي في مصر والعالم العربي. وأمام كل هذه الضغوط، خرج الفنان الشعبي محمد العزبي -67 عاماً- معلناً للجميع ان قرار اعتزاله جاء نتيجة تقدمه في العمر، وقال العزبي: "أنا اعتزلت لأنني تعبت صحيا، ولم أعد في سن تسمح لي بالغناء، وأرغب في الاستمتاع ببقية حياتي في هدوء بعيدا عن الوسط الفني الذي أصبح لا يناسبني من الأساس". وتابع العزبي قائلاً: "أنا أريد أن أرتاح، والوسط الفني طول عمره مليء بالصراعات والمنافسة، وأنا لم أعد في سن تسمح لي بأي من هذه الأشياء، إضافة إلى أنني لا أستطيع مجاراة ما يحدث في الوسط من أغان وأشكال غريبة لا تتناسب معي ولا مع تاريخي، وعموما كل واحد حر، والبلد مليانة مطربين، وأنا لا أول واحد ولا أخر واحد اعتزل". وأشار العزبي إلى ان قرار اعتزاله ليس وليد اليوم وإنما هو قرار اتخذه منذ عام تقريباً ولم يعلن عنه لان أحدا لم يسأله عن هذا الأمر يوماً، وقال: "أنا لم أختر أي شيء، وعلي فكرة أنا معتزل منذ عام تقريبا، ولكن لم يسألني أحد حتى أقول له إنني اعتزلت الغناء، فأنا لم أظهر في حفلات أو برامج منذ عام، وأقضي معظم الوقت في المنزل تقريبا، وأنا مستغرب جدا لماذا يسأل الناس عني هذه الأيام رغم أنني انقطعت عن الظهور الإعلامي منذ فترة طويلة". ونفى العزبي أن يكون على خلاف مع الصحفيين الذين تناولوا خبر اعتزاله، وقال: " أنا مش زعلان من حد، ولكن كل ما أطلبه أن الناس تسيبني في حالي، فأنا أريد أن أعيش في هدوء، ولا أريد أن يضايقني أحد، فأنا في سن لا يمكن أن أتحمل فيه أي ضغط عصبي، وعموما أنا علاقتي بالصحافة جيدة ولم تتغير سواء قبل الاعتزال أو بعده".