علق كاتب أمريكي على ما يحدث في مصر من توجيه أصابع الاتهام بشكل سريع إلى إسرائيل بعد الهجمات على كنيسة القديسين بالإسكندرية بأن ذلك مؤشر على أن البلاد تتحول إلى "أمة من الأغبياء سياسيا". وأشار الكاتب في مقاله بصحيفة وول ستريت جورنال إلى ما سارع عدد من مفكري مصر وذكر منهم عمار علي حسن والقيادي الإخواني عصام العريان والنائب البرلماني المسيحي جمال أسعد بفعله بالذهاب إلى أن الهجوم يقف خلفه الموساد الإسرائيلي وأن مرتكبيه ينفذون أجندة إسرائيلية. وقال ستيفنس إن "معاداة السامية" أصبحت بمثابة أداة فعالة في أيدي الحكام السلطويين لصد الكراهية الموجهة إليهم وتحويلها إلى قناة أخرى وهي الكراهية لإسرائيل. وأضاف أن قادة مصر لا يؤمنون بنظرية المؤامرة المضادة لإسرائيل تلك لأنهم أذكياء بشكل كافي ليدركوا أن اسرائيل "شريك له قيمة كبيرة حيث أنه عدو مشترك لأعداء للنظام المصري في مناطق مثل غزة وطهران". وتابع بأن قادة مصر مرتبطون اقتصاديا بالولايات المتحدة التي يهمها بشكل أساسي تحقيق الامن لاسرائيل. وأضاف بأنه برغم اعتقاده بأن قادة مصر لا يؤمنون بتلك النظريات المعادية لإسرائيل و المعادية للسامية الا أن المفارقة تكمن في أنهم على الرغم من ذلك أصبحوا "سجناء لهذه النظريات" ووصف الكتب تلك النظريات بأنها بمثابة "فخ ذو الوجهين". وشرح ذلك قائلا أن الوجه الاول لذلك الفخ هو أن حكام مصر يعلمون أن الكراهية لاسرائيل هي الشيء الذي يلتف حوله كافة الفئات في البلاد " المنقسمة" و لذلك سيكون من الجيد بالنسبة لهم "اطلاق يد الاعلام الذي يتحكمون فيه" للحديث عن مؤامرة اسرائيلية. وتابع أن "الجانب الأخر من الفخ" هو أن النظام عليه كنتيجة لوقوعه في الوجه الاول من الفخ أن يدفع الفاتورة الباهظة لتحالفه مع اسرائيل مثلما فعل في حرب غزة الاخيرة و حرب لبنان في 2006. وأضاف أنه "سيكون عليه أنذاك الرد على الاتهام بالنفاق السياسي الذي لا يملكون الرد عليه الا بالرفض والحديث المتسم بالنفاق بالاضافة الى الوسيلة التي يملكونها دائما لاسكات المعارضة الموجهة له - القمع". و على مستوى الشعب المصري قال الكاتب انه بتفسيره لكل شيء على أن سببه مؤامرة اسرائيلية فان الشعب المصري يعود فكريا الى ظلام " العصور الوسطى". وتابع "فعندما يقوم شعب باتهام اسرائيل بانها وراء جميع مشكلاتهم بدئا من المشكلات الاقتصادية ومرورا بالسياسية و الاجتماعبة و الطائفية وصولا الى هجوم اسماك القرش في سيناء تعرف ان تلك البلاد واقعة حتما في متاعب كبيرة و عميقة جدا."