شعيب علم الدين، أسطورة أرعبت الصعيد لمدة 6 سنوات، تفاصيلها قتل وتهديد وفرض سطوة وإتاوات ومقاومة سلطات، كلها جرت على دوى رصاصات المدفع الرشاش.. الحكايات حولها لا تنقطع، كثير منها نسج خيال والباقى مجرد جزء من الحقيقة، بطلها وصل صيته إلى كل مكان، ففى مصر وصفوه ب"الخُط" كما لقبته صحف فرنسية ب"روبين هود" والإذاعة الليبية ب"حاكم الصعيد" وأنعمت عليه برتبة "عقيد". تقول المصري اليوم في موضوع خاص عنه: عجزت أجهزة الأمن فى القبض عليه وفقدت أحد ضباطها فى إحدى المحاولات، تدخل وزير ونواب فى البرلمان وأقنعوه بتسليم نفسه طواعية، بعدما تسببت أخباره فى ترويع أمنى، استغله آخرون فى ارتكاب جرائم أخرى، قبل نهاية يناير 1985، بيومين سلم نفسه للشرطة، وأصبح هذا الحدث ومتابعاته من الأخبار المهمة فى وسائل الإعلام، حتى صدر عليه الحكم بالأشغال الشاقة لمدة 20 عاماً. صحيفته الجنائية تضم قرابة 39 جريمة، كلها مخيفة، لم يثبت فى حقه سوى 2 منها والباقى تم قيده ضد مجهول. وبعد رحلة عذاب فى السجون، ما بين (تأديب وانفرادى) وعذاب للنفس بمصرع ابنه الوحيد فى حادث سيارة - قيد ضد مجهول - ووفاة زوجته، خرج إلى الحرية من جديد فى مارس 2005. قرر التوبة وتزوج وأنجب طفلا - هو كل آماله فى الحياة - وعاش بين أهل قريته واختفت أخباره، حتى أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض عليه عشية الخميس الماضى بصحبة آخر، بتهمة حيازة بندقية آلية و5 خزن سلاح وكمية من الطلقات، وبحوزة الآخر "فرد" صناعة محلية، بعدها عادت أخباره إلى الاهتمام من جديد، واختلق كثيرون روايات حول عودة "الخُط" من جديد يقول شعيب السيد علم الدين: أنا قبل أن أخرج من السجن فى 4 مارس 2005 فقدت ابنى الوحيد حميد وهو راجل عمره 27 سنة، قالوا إن عربية مجهولة صدمته وجريت، وزوجتى أم حميد ماتت هى الأخرى، لكن أنا كنت أعلنت توبتى عن الشر وقررت عدم التراجع عن التوبة مهما لاقيت السجن مر.. وقال: كان لازم يكون لىَّ ولد يسندنى ويحمل اسمى ويربطنى بالأمل، تزوجت واحدة بنت حلال وعشنا كلنا فى البيت، الرزق على الله مضمون، أصلى وأصوم وأحضر أفراح جيرانى ومعارفى وكل البلد، وأشاركهم فى أحزانهم - واحد عادى - زوجتى حملت وربنا رزقنى ب"محمد" هوَّ الشىء اللى بيربطنى بالحياة وحمدت الله نزرع فى باقى الأرض جنب البيت ونبيع من خيرها واشتريت جاموسة، الدولة والمسؤولين لا أنا ولا غيرى يهموهم، وأنا راجل استحمل الجوع ولا يمكن أشحت من حد، والمحافظ شغلنى خفير فى "الشادر" بعقد مؤقت بمرتب 207 جنيه، ورئيس المدينة صمم إنى أروح 4 مرات كل أسبوع (الشادر) فى بلد اسمها (الدير) جنب الجبل، أركب 3 مواصلات رايح جاى وغير كده أنا فيه ناس عاوزه تاخد منى التار، بطلت أروح الشغل لأنه لا يكفى المواصلات وفصلونى وبعدين شغلونى فى مزرعة جزيرة شندويل ومستمر فى الشغل. وقال: "أنا كنت بروح مركز الشرطة لزوم المتابعة وكان الضباط يعرفونى ومتأكدين إنى فى حالى، ويوم الخميس كنت رايح مركز الشرطة، بسبب المتابعة وقبضوا علىَّ وقالوا فى المحضر إنى شايل سلاح آلى و5 خزن وطلقات.. رحت النيابة وقدام المستشار محمد محروس، مدير النيابة، قلت فى التحقيق إن السلاح مش بتاعى وحبسونى على ذمة القضية، بعدها الجرايد والتليفزيون شنعوا بىَّ وقالوا إنى رجعت للإجرام تانى، أنا لا سنى ولا صحتى ولا المر اللى شوفته يخلونى أفكر فى الشر طول عمرى.. وابنى "محمد" اسيبه لمين أنا مش قادر أكلمه أحسن أضعف ودمعتى تغلبنى أنا بعد السنين باليوم، منتظره يكبر ويصبح حاجة كبيرة.. أملى يكون وكيل نيابة يجيب حقوق الناس.. لكن ضابط شرطة لأ، أو أشوفه دكتور أو مهندس".