أكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء والمرشح الخاسر في الانتخابات الأخيرة التي جرت مؤخراً أنه أخطأ خطأً جسيماً بخوضه الانتخابات، معتبراً في نفس الوقت أنه إذا عاد به الزمن للوراء ما كان سيترشح من الأساس. وقال السيد في الحوار الذي أجراه معه الإعلامي يسري فودة في برنامج ''آخر كلام'' إن خوفه كان منصباً من ان يلجأ منافسوه إلى التزوير لكسب الانتخابات، موضحاً أن النتائج في الجولة الأولى كانت "مبهرة" وأظهرت أن النظام يريد إثبات أنه يستطيع أن يقود انتخابات حرة ونزيهة بدون إشراف قضائي. الانتخابات شهدت مسرحيتين .. للوفد والإخوان وأضاف أن ما حدث في جولة الإعادة في أعقاب "مسرحية" انسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين، والمسرحية التي جرت في دائرة النزهة التي كان مرشحاً فيها والتي تمثلت في اختطاف النائب مجدي عاشور على أيدي الإخوان وتحريره على أيدي الشرطة، وإعلانه خوض الانتخابات بناءً على رغبة عائلته، كانت من تدبير ''جهة معينة''، لم يفصح عنها نقيب الأطباء. وأوضح أن التزوير كان يتم من خلال ما يعرف ب ''التذكرة الدايرة'' حيث يحمل الناخب تذكرة مسودة لصالح مرشح بعينه ويضعها في الصندوق ويأخذ معه التذكرة الفارغة، إضافة إلى ماجرى قبل غلق لجان الاقتراع بنحو ساعة ونصف الساعة حيث تم إخراج المندوبين من قِبل جماعات قيل أنها جاءت لتحمي الصناديق. وأكد الدكتور حمدي السيد أن ''التزوير الذي شاب العملية الانتخابية تم بشكل رسمي وأن هناك جهات رسمية شاركت في هذا التزوير''، مشيراً أن ذلك تم نظراً لعدم وجود إشراف قضائي داخل اللجان وأن المشرفين هو موظفون ومدرسون في قطاعات الدولة ويسهل توجيههم. وقال الدكتور السيد الذي ظل نائباً بمجلس الشعب طيلة ثلاث دورات متتالية، أن النائب مجدي عاشور لم يكن متواجداً طوال مدة الإعادة ولم تظهر له أية دعاية انتخابية، متسائلاً عن كيفية حصول عاشور على 16 ألف صوت في جولة الإعادة بالرغم من حصوله على نصف ذلك الرقم في الجولة الأولى، وكذلك زميله مرشح العمال عن الحزب الوطني الذي حصل على 19 ألف صوت في الإعادة بينما لم يحصل في الجولة الأولى إلا على 6000 صوت. وقال مستغرباً ''كيف يحدث أن يكون عدد الناخبين في جولة الإعادة أكثر منه في الجولة الأولى في ظل انسحاب الإخوان المسلمين وخسارة المرشح القبطي''. حمدي الطحان قال لي: "مين قالك إنهم عايزين ناس زينا" وأشار الدكتور حمدي السيد أنه قرر خوض الانتخابات على أمل أن يتم إقرار قانون التأمين الصحي، وبعض القوانين الصحية الأخرى، رغم رفض زوجته وأسرته ترشحه. وقال السيد إن النائب السابق حمدي الطحان نصحه بعدم الترشح قائلاً ''مين قلك أنهم عايزين ناس زينا.. تعبت وقرفت وأنصحك بألا ترشح نفسك''. وقال الدكتور حمدي السيد أنه قبل جولة الإعادة بدأ القلق ينتابه من التزوير حيث أن منافسه لديه أموال كثيرة ويشتري الصوت الانتخابي ب ''200 جنيه''، مشيراً إلى أنه لجأ إلى جهات الأمن وطلب منها حمايته من تزوير الانتخابات ضده. وأكد أنه لم يدر بخلده بعد تاريخه الطويل في خدمة الحزب الوطني أن يتم الغدر به، مشيراً أنه يشعر بأن الحزب الوطني خانه وطعنه في ظهره، وقال ''لو افترضنا أن الحزب ليس مصدر التزوير، فهل أستحق من الدولة عدم حمايتي من التزوير''، وتابع ''كنت أتصور اني محمي من الحزب، ولدي شعور بأن يداً ما غدرت بي''. وقال الكتور حمدي السيد إنه ''اتصل بأحد ما بأمانة الوطني ليعبر له عن مخاوفه من التزوير، وبعدها قالوا له التزوير يتم لصالحك''، مؤكداً أن هناك عشرة أشخاص يتبعون جهة رسمية لها سلطة إخراج مناديب المرشحين، اقتحموا اللجان واخرجوا المناديب، وأهدت المرشح الإخواني 16 الف صوت''. أحمد عز.. "كرباج" الحزب الوطني وتطرق الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء إلى علاقته مع المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني، وقال ''لسنا أصدقاء ولا أعداء، فعلاقتي به عادية، مشيراً إلى أن موقعه ومكانته ودوره لا يسمح له بتلقي أوامر من أحد. ولفت السيد إلى أنه كان يعترض على بعض القضايا التي يتم مناقشاتها داخل الحزب، مشيراً إلى أن أحمد عز يمثل في الأحزاب الديمقراطية ''كرباج الحزب'' ووظيفته تجميع أعضاء الحزب عندما يحدث شيء يهدد حكومة الحزب. وقال إنه لا يعترض على هذا الأمر وأن أحمد عز يقوم بدوره في حماية الحزب بكفاءة، وأنه كان يعين نواباً للرد على نظرائهم في المعارضة حال مناقشة إحدى القضايا تحت قبة البرلمان لكنه لم يكن جزءاً من تلك العملية. وأشار الدكتور حمدي السيد إلى أن اعتراضه على تمديد قانون الطوارئ جعل أحمد عز يقول له ''متجيش المجلس بكرة''، وأن بعض زملائه من النواب أعضاء الحزب الوطني كان ينصحونه بعدم حضور الجلسات التي سيتم فيها بعض القضايا التي يعارضها''.