كان من أبرز أسباب استحداث "الكوتة" في مجلس الشعب لدورتين مقبلتين (2010 - 2020) أن النساء لا يستطعن على التنازع مع الرجال في معارك النفوذ والمال.. لتأتي المرأة في معارك الكوتة بما يعجز عنه الرجال، بل يخجلون منه.. وصدق القائل: " كيد الكوتة.. غلب كيد الرجال".. جريدة الأهرام في ملحق الصعيد الذي يظهر كل ثلاثاء أفردت موضوعا لمناقشة هذه الظاهرة تقول فيه.... المعايرة والنبش في الماضي, تجريح الخصوم والصاق النقائص الزائفة بهم ووصفهم بأشياء مخجلة, السب والقذف بالإضافة إلي التجهيل والتقليل من شأن الخصم, واستخدام اساليب الوقيعة للتفريق بين حليفين.. أساليب لم يألفها المجتمع الصعيدي فهي غريبة عنه وعن عاداته, ولكن هذا الغريب صار مألوفا مع دخول المرأة المنافسة علي المقاعد الانتخابية من خلال مقاعد كوتة المرأة... حيث أصبح شغل الستات وأساليبهن في الكيد لبعضهن البعض معلما رئيسيا في دعايتهن الانتخابية. تقول د. سحر محمد وهبي رئيس قسم الإعلام بكلية الأداب جامعة سوهاج في دراسة عن اتجاهات الناخبين نحو استخدام المرشحين لاساليب الدعاية الانتخابية في عام2010 أنه تم رصد منافسة شديدة الشراسة بين مرشحات الكوته حيث أثبتت أن منافسة السيدات فيما بينهن أشرس بكثير من المنافسة مع الرجال, فوجد منهن من دخلن في الأعراض وأشياء أخري لا تتفق والمجتمع الصعيدي وعاداته وتقاليده. وأوضحت الدراسة أن المرشحات إستخدمن كل ما يمس العرض بالإضافة إلي إسلوب المعايرة والنبش في الماضي ل تجريح الخصوم والصاق النقائص الزائفة بالخصم ووصفه بالأفعال المخجلة, بجانب السب والقذف وكذلك التجهيل والتقليل من شأن الخصم. وأيضا من أكثر الأساليب الدعائية غير المألوفة من قبل المرأة في الصعيد والتي تم رصدها بشكل ملحوظ استخدام الزيارات المنزلية ليس لمقابلة النساء فقط وإنما الرجال أيضا وكذلك الذهاب إلي واجب العزاء وهو ما فوجيء به أهالي القري ورفضوه رفضا قاطعا حيث طلبوا من المرشحات الذهاب إلي عزاء السيدات بداخل المنزل وهو ما تم انتقاده بشده وقوبل بالنفور, وكذلك زيارة الدواوير وهو شيء جديد علي المرأة الصعيدية. وانتشرت أيضا ظاهرة الذهاب إلي تجمعات المقاهي للحصول علي تأييد الناخبين, وكذلك نظام طرق الأبواب ووضع صور المرشحات في محلات الخضار والفاكهة, ايضا استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة المتمثلة في الانترنت وصفحات الفيس بوك. ومن أبرز ما تم رصده إستخدام الشائعات التي تمس العرض والشرف, ومنهن من إستخدم أعنف وأسوأ الأساليب, والتي وصلت إلي درجة القيام بتركيب صور مسيئة للأخريات وإرسالها علي الهاتف المحمول, فضلا عن جلسات النميمة التي يتم فيها تناول سيرة المرشحات الأخريات بكل ما يسيء. ونبهت الدكتورة سحر وهبي في دراستها إلي أن المرشحات أهملن أساليب الدعاية الأساسية والطبيعية مثل إسلوب المناظرات باعتباره شكل أساسي من أشكال الدعاية, فلم تقم أي مرشحة بعمل مناظرة مع مرشحة أخري رغم أهميتها في عقد مقارنة بين المرشحات لطرح الأفكار والبرنامج الانتخابي. وأوضحت الدراسة أن معظم المرشحات لم يكن لهن برنامج انتخابي واضح ومحدد ماعدا مرشحات الأحزاب الذين التزمن ببرنامج الحزب التابعين له, كما أن المرشحات استخدمن أساليب الإقناع العاطفية أكثر من استخدام أساليب الإقناع العقلية فغلب علي خطابهن الإنتخابي لغة العاطفة ومخاطبة عواطف الناخبين للتأثير عليهم من حيث تغليب العصبية والقبلية.