على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي أقيمت ندوة مصر في عيون سينما العالم حضرها د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار والفنان عمر الشريف. في البداية عبر زاهي حواس عن سعادته بالمشاركة في ندوة مع صديقه عمر الشريف للحديث عن صورة مصر في السينما العالمية، وأوضح أنه التقى معه للمرة الأولى عندما قام بدور الراوي في فيلم "آثار الأهرامات" الذي أنتجته شركة أمريكية حيث إن صوت عمر الشريف في الفيلم عمل دعاية لمصر بشكل رائع. وانتقد حواس بعض الأفلام التاريخية مثل "الوصايا العشر" و"كليوباترا" التي تظهر الحضارة المصرية وشكل الفراعنة بشكل غير سليم وبها أخطاء تاريخية كثيرة وهو ما ظهر بوضوح في فيلم the egyptian ورغم ذلك كان لهذه الأفلام دور في أن تدخل مصر قلوب العالم كما أن هوليوود سلكت اتجاها مهما بعد هذه الأفلام وهو التأكد من كل معلومة يتم ذكرها في الفيلم سواء من حيث الملابس أو المعابد أو اللغة الهيروغليفية المستخدمة بالفيلم حتى لا يحدث ما حدث مع فيلم "المومياء1" حيث تم وقف عرضه في مصر. وأكد أن هناك أفلاماً أظهرت وجه مصر الحديثة على مستوى عال جدا، منها فيلم "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ عندما تم تقديمه في المكسيك. من ناحية أخرى أبدى حواس إستياءه من الأفلام التي تصور المجتمع بصورة قبيحة مثل العشوائيات لما بها من نسبة كبيرة من العنف والدم، وأكد أننا لابد أن ننقل الواقع لكن بعيدا عن الصورة الفجة التي تشوه صورة بلدنا في الخارج ولابد أن نسهل تصوير المخرجين الأجانب في مصر حتى تنتعش البلد سياحيا وسياسيا حيث إن بعضهم يرفض تصوير فيلمه هنا لما يواجهه من قيود في التصوير بأماكن معينة ومبالغ مادية كبيرة في حين يصورون في المغرب بمنتهى السهولة وبدون قيود. من جانبه قال الفنان عمر الشريف انه يستطيع ان يحكم على صورة مصر في الخارج من خلال الفترة التي قضاها في التمثيل 57 عاما منذ أول افلامه عام 1953 ووجد أن المجتمع تغير كثيرا حيث لم يكن هناك تليفزيون في هذه الفترة وكانت أول مشاهدة للتليفزيون بعد مقتل كنيدي رئيس أمريكا وكان عبارة عن محطة واحدة ولم تكن السينما موجودة في أي بلد عربي سوى مصر وبالتالي كانت أفلامنا يراها الجمهور من كل البلاد العربية أما الآن فالتليفزيون وانتشاره أفسد السينما وقتلها لما يحققه من مشاهدة أكبر وهو ما جعل السينما تتراجع خاصة مع اتجاهها للكوميديا عكس أفلام جيله التي يصفها بالروعة. ويضيف: "شاركت في أفلام أمريكية كثيرة وكنت أسأل منتجيها ومخرجيها لماذا لم يصوروا في مصر وكنت أجد الرد هو صعوبة الرقابة عندنا ومنع التصوير في أماكن معينة ودفع الرشاوي للسماح بالتصوير في هذه الأماكن". وأكد أنه من المهم أن نقدم أفلاما عن مصر القديمة لأن هناك الكثيرين في الخارج يرغبون في مشاهدة هذا التاريخ وملامحه. كما رد على أحد الحاضرين الذين سأله عن أن صورة مصر في الخارج سيئة بسبب الأفلام التي تضم مشاهد عن العشوائيات والعنف وقال له ليست كل أفلامنا كذلك بدليل الأفلام الرومانسية التي قدمتها مع فاتن حمامة.