تشير دراسة هولندية حديثة إلى أهمية حماية أجهزة الحاسب الآلي من المتطفلين والمتصيدين من خلال تقديم شتى وسائل الحماية التي تضمن حفظ البيانات والبرامج. تشبه الدراسة عملية حفظ سلامة الحواسب بعملية "التطعيم" التي تحمي الجسم من الأوبئة. وتشير الدراسة ذاتها إلى أن ما بين 5 إلى 10 بالمائة من أجهزة الحاسب الآلي التي تتصل ببعضها عبر شبكات الإنترنت المعروفة ب"الموجة العريضة" تتعرض للسطو من قبل شبكات إجرامية تدعى "البوتنت"، وهي شبكات تعنى بالاختلاس الإلكتروني. يقع على عاتق مزودي خدمة الإنترنت (ISPs) جهد كبير في توفير الحماية للحواسب لمواجهة سطو شبكات الاختلاس الإلكتروني، حتى إن الحكومتين الأسترالية والألمانية تدرسان توفير الدعم الحكومي لحماية الأجهزة التي تتعرض للسطو. يأتي الاهتمام بإحصاء عدد الشبكات المتصيدة والمتطفلة كمحاولة لفهم أبعاد المشكلة وحجمها وللكشف عن السبب الرئيسي وراء السطو، وكذلك العقليات التي تصمم برامج الاختراق ودوافعها. وتعريفا بشبكات البوتنت، فهي شبكات تديرها أجهزة حواسب لدى مجموعات من قراصنة الإنترنت بهدف اختراق أجهزة حواسب خاصة بغيرهم، وعادة ما يتم ذلك عبر إرسال رسالة بريد إلكتروني محملة بفيروسات أو بروابط خاصة بمواقع إلكترونية مفخخة. تمكن فريق البحث من تحليل كم كبير من عناوين بروتوكولات الإنترنت الخاصة بما يزيد على 170 مليون جهاز حاسب آلي، وهي عينة مأخوذة من مجموعة كبيرة من رسائل إلكترونية زائفة أرسلت بين عامي 2005 و2009 من أجل الإيقاع بأصحاب الأجهزة لتسهيل عملية السطو على البيانات، لا من أجل التواصل. تبين من خلال البحث أن مابين 80 و90 بالمائة من الرسائل قد تم تداولها بين الأجهزة التي تعرضت للسطو، وأفاد ذلك في تحديد نوع الفيروسات التي تصيب الأجهزة من أجل اختراقها. وتبين أيضا أن 50 من مزودات خدمات الإنترنت تدعم ما يقرب من نصف عدد الأجهزة المصابة في العالم. ما أكدته التجربة هو أن حماية أجهزة الحواسب وإصلاح الأجهزة المصابة يحتاج إلى دعم كبير ويتطلب تدخل الهيئات الحكومية. وتشير الدراسة أيضا إلى أهمية تفادي المشكلات المماثلة عبر تزويد الأجهزة بمكونات يمكنها مقاومة عمليات الاختراق، خاصة أن إصلاح الحواسب يتكلف مبالغ باهظة.