عادة ما يكون التقدم سكينا ذا حدين.. فمن الممكن استخدامه من أجل رقي الانسان وزيادة قدرته علي الانجاز والابداع.. ويمكن ايضا استخدامه في الاتجاه المضاد تماما من ذوي النفوس المريضة للتخريب والهدم وتعطيل مسيرة التقدم. وفي مجال تكنولوجيا المعلومات اصبحت الابتكارات والتقنيات المتجددة ادوات لاغني عنها في مجال عمل كثير من المؤسسات والقطاعات بل وبالنسبة لكثير من الافراد ايضا. لكن التقدم في هذا المجال اتاح ايضا للقراصنة او الهاكرز ادوات تتيح لهم التطفل علي غيرهم وانتهاك حرماته وخصوصياته من اجل سرقة معلومات او القيام بعمليات تخريب. ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات ان خط الدفاع الاول في مواجهة هذه المشكلة يتمثل في توعية الجمهور بكيفية التعامل مع منتجات تكنولوجيا المعلومات وايضا في التطبيق الجاد لقوانين الحماية في هذا المجال. يقول حاتم علي مدير الشئون الفنية بشركة iss العاملة في مجال تأمين المعلومات اننا اصبحنا بصدد مشكلة خطيرة تتطلب بذل مزيد من الجهد من اجل القضاء عليها والتصدي لها وتكاتف جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات خاصة بعد التطور الرهيب في مجال التكنولوجيا مما اثار مخاوف من ان عام 2006 سيتعرض فيه مستخدمو الخدمات المحمولة مثل اللاب توب والموبيل لانواع عديدة من الهاكرز والاختراقات خاصة بعدما اصبح العديد من الافراد يعتمدون وبصورة كبيرة علي الموبايل في تخزين بيانات خاصة بينهم واسرار خاصة بعد التقدم في الاجهزة المحمولة وكثرة الاعتماد عليها مما اتاح امكانية تحميل برامج معينة علي هذه الاجهزة قد تحمل معها العديد من الفيروسات. وكذلك اللاب توب قد يتعرض لمثل هذه المشاكل شأنه شأن اي كمبيوتر آخر لذلك قد تكون المشاكل الفردية اكثر من المشاكل الجماعية فالشركات مثلا لديها القدرة علي الحفاظ علي معلوماتها واسرارها وقادرة علي حمايتها افضل من المستخدم الفرد وهذا هو ثمن التقدم التكنولوجي الذي نعيشه. وأكد ان شركات امن المعلومات بها استعدت جيدا لمواجهة هذا الخطر فاصبحت هناك منتجات من الاجهزة المحمولة مؤمنة ضد مخاطر الهاكرز والعمل الجاري من اجل ايجاد نوع من الحماية للاجهزة المحمولة. واشار الي انه لا توجد جهة بعينها مسئولة عن الاختراقات الامنية الا انه يتعين علي الشركات والهيئات ان تؤمن وتضمن سلامة أجهزتها مشيرا الي انه من الصعب تحميل اي جهة حكومية عبء هذه المشكلة فوزارة الاتصالات تقوم بدور كبير في اعداد برامج التوعية للجمهور والشركات. وسائل الحماية واشار حسام مجاهد رئيس مجلس ادارة شركة الشرق الاوسط للاتصالات الي ان ظاهرة الهاكرز موجودة ليست جديدة علينا الا ان تزايد استخدام الشبكات اللاسلكية ادي الي ظهور هذه المشكلة خاصة خلال الفترة الاخيرة الا ان هذا لا يعني انه ليست هناك وسائل حماية وهي ضرورة القيام بتشفير الاجهزة والشبكات لمنع الدخول عليها والتعرف علي ما تحمله البرامج من بيانات واسرار. واكد ان هناك برامج تم اعدادها خصيصا لمواجهة هذه الاختراقات او علي الاقل التقليل منها كما اشار الي ان هناك قوانين تم وضعها وجار العمل بها لمواجهة المشكلة فالقضية ليست قضية قوانين بقدر ما هي قضية وعي وفهم من المستخدم . وشدد علي ضرورة الاهتمام بعقد ندوات لتوعية الجمهور وتعريفهم بمدي حجم وخطورة هذه المشكلة وكيفية التعامل معها وهذا ما تقوم به وزارة الاتصالات طالبا ضرورة تدخل الهيئات الاهلية والتكاتف من أجل مواجهة المشكلة. ومن جانبها اشارت جيهان فرحات المدير التنفيذي لمركز دراسات الملكية الفكرية الي ان مشكلة الهاكرز موجودة ونعاني منها بالفعل بل والاختراقات تتطور يوما بعد يوم الا ان ذلك يقابله ايضا تطور في سبل مواجهتها. واكدت ان هناك قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لعام 2002 وكل هذه القوانين والتي تم وضعها بعناية تطرقت لحماية الحاسب الآلي ومواجهة اية اعتداءات من الممكن ان تظهر في المستقبل ويمكنا القول انه لدينا قدرة كبيرة لمواجهة اخطار هذه المشكلة كما اننا لدينا هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والتي تقوم بدور بارز في هذا المجال خاصة اذا ما اعطينا هذه الهيئة الفرصة اللازمة لتطبيق القانون سنصبح مثالا يحتذيه دول العالم في مواجهة اخطار الهاكرز وقراصنة الكمبيوتر. واضافت ان الشركات التي تعتمد علي الكمبيوتر بصورة كبيرة في اعمالها عليها ان تبدأ في حماية برامجها بصورة مستمرة منعا للتعرض لهذه الاخطاء . وشددت علي ضرورة عقد برامج دورية من أجل نشر الوعي وثقافة التنمية الفكرية وهذا ما نقوم به في مركز دراسات التنمية الفكرية من خلال سلسلة من الندوات والمؤتمرات التي هدفها التعرف علي جرائم الانترنت وحماية برامج الحاسب الآلي والتعرف علي مشاكل الهاكرز وكيفية الوقاية منها والتصدي لها. استعداد غير كاف ويتفق الدكتور ابراهيم احمد ابراهيم استاذ القانون الدولي الخاص بجامعة عين شمس مع القول بأن اخطار الهاكرز موجودة بالفعل بل وفي تزايد مستمر. ويقول انه كلما تطورت وسائل التكنولوجيا الحديثة تطورت معها وسائل الاعتداءات علي الانتاج الفكري بشتي صوره في مختلف المواقع وهذا ما يحدث الان مع اجهزة اللاب توب واجهزة الموبايل والتي قد تتعرض لتلقي انواع عديدة من الفيروسات والاختراقات وكلها جرائم الا ان المشكلة الحقيقية تكمن في صعوبة اقتفاء اثارها لان ذلك يحتاج الي اجهزة حديثة وهياكل ومتخصصين علي قدر عال من التدريب بالاضافة الي المتابعة المستمرة. اكد ان الاستعداد لمواجهة هذه المشكلة في مصر غير كاف ويتطلب المزيد من الجهود والعمل المتواصل وتعاون جميع الهيئات العاملة في مجال التكنولوجيا الحديثة سواء حكومية او خاصة للتصدي بحزم لهذه الظاهرة . واشار الي ان القوانين الحالية تحمي الانتاج الفكري والادبي في كل صوره وتتصدي بشدة لمن تسول له نفسه الخروج عن الطريق الصحيح فالحماية موجودة الا ان المشكلة في التطبيق وهناك قصور في الاجهزة الحديثة والهياكل المدربة ونقص الوعي والخبرة التي تجعل الناس علي دراية تامة بجميع حقوقهم ومن ثم المطالبة بتلك هذه الحقوق. ونادي الدكتور ابراهيم بضرورة توعية الجمهور وصقله بالخبرة والثقافة اللازمة بكيفية التعامل مع الاجهزة وكيفية التصدي للاخطار حتي لا يقع فريسة لقراصنة الكمبيوتر فالوعي اهم بكثير . اكدت ريم التونسي بادارة التسويق بشركة iss لامن المعلومات ان هناك عده حلول للتصدي لاخطار الهاكرز والوقاية اهمها زيادة وعي الجمهور وتزويده بالمهارات وكيفية التعامل مع الاجهزة التي لديه والتي يستخدمها باستمرار مثل اللاب توب والموبايل وذلك قيام شركات تأمين المعلومات بتقديم منتجات تتميز بنبوغ فريق الابحاث والتطوير الخاص بها في مجال تأمين المعلومات مما يمكنها من حماية عملائها قبل وقوع اي تهديد حتي لا تتأثر اعمالهم باي اختراق قادم من خلال الانترنت.