قال الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية، المدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى، إن عدداً من الكتاب الأمريكيين، معروفين بالاسم، "يشتمون مصر فى عدد من مقالاتهم" وهو ما دفعه للرد عليهم فى مقاله الأخير فى الواشنطن بوست، لافتاً إلى أنه سيستغل كل صفاته، كمسئول فى البنك الدولى، وقبطى للدفاع عن "البلد"، واعترف بوجود ضغوط خارجية على مصر. وقلل غالي، خلال لقائه فى برنامج "حوار القاهرة" الجمعة على قناة الحرة، من كون المظاهرات والإضرابات التى تجتاح شوارع مصر تمثل مشكلة للحكومة، قائلا "البلد فيه 80 مليون مواطن، ومن يتظاهرون مجموعهم لا يتجاوز الألفين"، وتابع " بالعكس هذا يظهر مساحة الحرية، التي نمارسها في مصر، والمظاهرات فى فرنسا وأمريكا، وليس معنى أن خمسة موظفين طالبوا وزارة المالية ببعض المطالب، أن البلد بايظة، واللى يتظاهر وعنده حق نفحص مطالبه، ومن يملك حقاً يحصل عليه ومن لا يملك نقول له لا". واعترف غالى بوجود ضغوط خارجية على مصر وقال "توجد ضغوط خارجية ولكنها غير مجدية، وكل واحد يقول لازم تتوجهوا من هذه الجهة وتفعلوا كذا وكذا، الأهم إن أى تطور فى أى دولة بالعالم يأتى من الداخل، وأكتر ناس يعرفون أحوال بلدهم هم من يعيشون فيها، وأكتر ناس يستطيعون الدفاع عن بلدهم هم من بداخلها، الضغوط الخارجية لا يمكن أن تأتى بتغيير لم يشارك فيه من بالداخل". وحول مقاله بجريدة الواشنطن بوست قال غالى، "توجد مجموعة من أصحاب الأعمدة فى الصحافة الأمريكية، معرفون بالاسم يشتمون مصر، ويبدأون فى توجيه الهجوم إلى مصر ويصفونها بالمتخلفة والراكدة، هذه المرة "زهقت" وقررت الرد بقرار منفرد، نسقته فيما بعد مع وزير الإعلام، زهقت لأن القارئ الأمريكى لا يقرأ إلا هذه المقالات التى يكتبها ثلاثة أو أربعة كتاب، لا يزورون مصر إلا قليلا، ولا يعرفون التطورات التى تحدث فيها، وهم يكتبون بنوايا أو لأهداف معينة، فقررت بالتنسيق مع وزير الإعلام، أن أرد قبل أن يقولوا إن مصر دولة راكدة، ولا يحدث فيها شىء، تعالو بصوا". وردا على اتهامات بعض المراقبين المصريين مثل الدكتور حسن نافعة، بأن وزير الاقتصاد استغل صفته الدولية فى البنك الدولى، وصفته القبطية، ليدافع عن النظام الحاكم، قال الوزير: "سوف استغل كل صفاتى للدفاع عن هذا البلد، فما يقوله حسن نافعة صحيح طبعاً، بقى لى 25 سنة أعمل فى الحكومة وسوف أدافع عنها للنهاية"، بحسب تقارير محلية السبت. أسئلوا وزير الإعلام حول التضييق على الفضائيات وحول التضييق الإعلامى فى مصر قال الوزير، "أولا هذه المسألة يجيب عنها وزير الإعلام، وما أعلمه من حوارى معه، أن بعض البرامج التى تبث عبر الفضائيات، تحض على الفتنة الطائفية والخزعبلات فى الطب أو فى الحياة العادية، وفى أى نظام وأى بلد لا يمكن أن تبث هذه البرامج، هذه البرامج تسىء إلى صورة المجتمع المصرى، وأنا متأكد أن أسباب منع هذه البرامج، أنها دخلت فى مناطق لا يمكن أن تتحدث فيها إلا بانضباط". ورفض وزير المالية القول بأن الحكومة المصرية فشلت فى مواجهة الفقر فى مصر، وقال: "من قال إننا لم ننجح، قارنوا بين الأحوال اليوم، والأحوال عام 1981، وانظر إلى أحوالنا الآن، الصرف الصحى فى طريقه للوصول إلى مصر كلها، مستوى المعيشة ارتفع، الأزمة إننا ننسى فقط، ما يثقل عاهل التقدم فى مصر، هو الزيادة السكانية". وعن قرار المحكمة الإدارية العليا بوضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه، وتصريحاته بأن الحد الأدنى للأجور هو 400 جنيه قال الوزير: "لو قلنا إن الحد الأدنى للأجور 500 أو 600 من يوظف لن يوظف، والعبرة أن نحاول بقدر الإمكان حماية الناس اللى تحت، و400 جنيه هو راتب أدنى نوع من أنواع العمالة غير المؤهلة، الذين لا يقرأون ولا يكتبون ولا يملكون شهادة مدرسية، وأقول أول ما يعمل يجب إعطاؤه 400 جنيه كحد أدنى. الفقير سيأخذ دعماً نقدياً شهرياً وردا على سؤال عن كيف يعيش شخص ب400 جنيهاً، رد غالي "سيبك من كيف يعيش اليوم، كيف يعيش ب280 جنيهاً، بأن يعمل أكثر من عمل، الحد الأدنى للأجور لا يعطى حداً أدنى للمعيشة، ولكنه يعطى حداً أدنى للأجور، بحماية طاقة العمل لأقل نوع من أنواع القوى العاملة، لو قلنا 500 جنيه لن يعمل، وقانون الضمان الاجتماعى الذى صدر فى الدولة مؤخراً يقول إن الفقير سيأخذ دعماً نقدياً شهرياً".