أكد منظمو موقع التواصل الشهير "فيس بوك" في تصريح جديد أن عدد أصدقاء الناشط السياسي على شبكة التواصل العالمية يضاهي عدد مؤيده ومنتخبيه، وذلك رجوعا إلى إحصائية أجراها منظمو الموقع مؤخرا،والتي أثبتت أن الفائزين في الانتخابات البرلمانية يتمتعون بعدد من أصدقاء فيس بوك أكثر من عدد أصدقاء المرشحين الخاسرين أمامهم. أما عن مجلس الشيوخ الأمريكي فقد اتضح أن علاقة التلازم بين عدد أصدقاء المرشح وعدد أصدقائه على موقع فيس بوك أقوى بكثير، فمن بين الفائزين بالمقاعد الأربعة والثلاثين هناك ثمانية وعشرون مرشحا تقارب عدد الأصوات التي حصلوا عليها مع عدد أصدقائهم على شبكة التواصل الشهيرة. لعل في نتيجة الإحصاء موضع الحديث ما يؤكد أن مكانة فيس بوك تزداد قوة حتى أنه أصبح عنصرا مؤثرا في الانتخابات البرلمانية، وقد يمتد تأثيره في المستقبل إلى الانتخابات الرئاسية. جدير بالذكر أن الاستعانة بموقع فيس بوك في تنظيم الحملات الترويجية للمرشحين للمناصب المختلفة قد انتشر في الفترة الماضية، حتى المرشحين للمناصب الإدارية داخل المؤسسات المختلفة قد اعتادوا مؤخرا على اللجوء إلى تلك الحيلة. على أية حال، لا أحد ينكر الدور الفعال الذي يلعبه التواصل عبر الإنترنت في مختلف نواحي الحياة العصرية، لكن المفاجأة أنه بدأ يمارس تأثيرا ملحوظا على السياسة. لا شك أنه مع التكلفة المرتفعة التي تتطلبها الحملات الانتخابية في عصرنا الحالي فقد أصبح من المتوقع أن تزداد الاستعانة بمواقع التواصل لضمان الحصول على أكبر عدد ممكن من المؤيدين بأقل تكاليف مادية ممكنة. تدعم مواقع التواصل اتصال المرشح بمؤيديه بصورة تشبه طريقة اتصالهم بأصدقائهم مما يضمن تقارب الفكر ونمو الألفة بينهم ولا يتطلب ذلك من السياسي المرشح لمنصب معين سوى حساب شخصي على أحد المواقع، وهذا بالضبط ما يكفله موقع فيس بوك. بالرغم من ذلك، قد يقع السياسي في مشكلة خطيرة وهي أن مناصريه ليس من الممكن أن يتفقوا في جميع الأمور، مما قد يستوجب على السياسي التلون والمجاملة في سبيل الوصول إلى هدفه، وذلك يعني غياب المصداقية والعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.