هل تتذكر شخصية (ستيفاني فورستر) في المسلسل الأمريكي الشهير (الجريء والجميلات The Bold & The Beautiful)؟ إنها مثال الأم المحبة المخلصة المضحية من أجل أبنائها، لكنها للأسف متسلطة تعشق السيطرة والتدخل في كل تفاصيل حياة هؤلاء الأبناء حتى بعدما كبروا وتزوجوا وأنجبوا! إنها ولا شك تريد لهم الأفضل وترى أن تعليماتها وتوجيهاتها وتطفلها الدائمين لمصلحتهم دون أن تدرك أنهم لم يعودوا أطفالا وأنهم قادرون الآن على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وبشكل مستقل عن والديهم. هل تعتقد أن والدتك من هذا النوع من الأمهات، وتعاني الأمرين بسبب ذلك؟ إليك إذن الطريقة المثلى للتعامل معها حتى تستطيع السيطرة على مقادير حياتك: - حدد سلوكيات والدتك التي تراها مبالغا فيها وتحمل تدخلا صريحا في شئونك الشخصية: هل تنتقد كل ما تقوله وتتصرف دائما كما لو كان رأيك لا قيمة له؟ هل تصر على تنفيذ ما تراه حتى لو تعارض مع وجهة نظرك ولا تحترم خصوصياتك؟ إذا كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة، إذن فالأمر يحتاج لوقفة جادة معها لحل هذه المشكلة دون الإساءة لعلاقة الحب والاحترام التي تجمعك بها. - تحدث معها بهدوء وموضوعية واشرح لها أنك لم تعد طفلا صغيرا يحتاج للاعتماد عليها في كل شئونه. احرص على أن يخلو حديثك من أي تجاوز أو عدم لياقة وأن تؤكد لوالدتك أنك تحبها وتقدر خوفها عليك وحرصها على فعل كل ما هو في صالحك، لكنك بحاجة أكبر الآن لأن ترى مدى ثقتها في قدرتك على إدارة شئون حياتك بنفسك دون مساعدة تطوعية منها. - إذا لاحظت منها تقبلا لكلامك، امنحها الفرصة لإظهار حسن النوايا، لكن إذا وجدتها تعود لسيرتها الأولى وتنتهز أول فرصة لتجاوزك والتصرف من تلقاء نفسها فيما يخصك، عد والفت انتباهها بحزم إلى الفارق بين دعم الأم ومساندتها لأبنائها، وبين تسلطها وإفسادها الدائم لحياتهم. - أظهر لها استقلالك: إذا كنت قد أنهيت دراستك لكنك لم تتزوج بعد، ومازلت تحيا في منزل الأسرة مع والديك، فقد تشعر والدتك أن لديها الحق لإملاء إرادتها عليك لأنها لا تزال مسئولة عنك. لذلك يجب أن تحصل على عمل وتتحمل مسئولية نفسك على الصعيدين المادي والمعنوي حتى تثبت لها قدرتك على العناية بنفسك، بل وبها إذا تطلب الأمر. - تجنب الجدال الطويل مع والدتك، لأنه سيقودكما إلى رفع صوتيكما وفقدان أعصابكما دون أن يؤدي لأي حلول منطقية. إذا لاحظت إصرارها على موقفها ورفضها الاستماع لحديثك، انه المناقشة عند هذا الحد، واتركها إلى أن تهدأ حتى يمكنكما التناقش من جديد بحياد وموضوعية، وإن كنت على حق ستتمكن في النهاية من تنفيذ ما تراه دون أن تسيء لوالدتك التي لها عظيم الفضل عليك.