بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له شركة جوجل منذ أشهر بسبب تعديها الواضح على خصوصية الآخرين بشتى الصور، أعلنت الشركة خطوات اتخذتها من أجل الحد من حدوث مثل تلك الزلات في المستقبل. في الوقت ذاته اعترفت الشركة بأن حملات التصوير وجمع المعلومات التي نفذتها الشركة في الفترة الماضية لم تقتصر على جمع معلومات عشوائية، بل امتدت إلى الكشف عن بيانات شخصية مثل رسائل بريد إلكتروني وعناوين لمواقع إلكترونية وكلمات السر الخاصة ببعض المستخدمين. تتواصل حملات الهجوم التي تستهدف الشركة منذ شهر مايو الماضي التي يقودها المدافعون عن الخصوصية والهيئات الحكومية والأشخاص المعنيين منذ أن وصل إلى علم الجميع أن عربات جوجل الشهيرة لا تلتقط صورا للشوارع والطرق فقط، إنما استولت على معلومات خاصة ببعض شبكات الاتصال غير المشفرة. تناولت الهيئات الحكومية والتشريعية في الولاياتالمتحدة وغيرها من دول العالم الأمر بالتحقيق، كما رفع بعض المستخدمين المتضررين دعاوى فضائية ضد جوجل للمطالبة بتعويض عما تعرضوا له. يذكر أن جوجل سبق أن ادعت أنها أطلقت سيارات "ستريت فيو" بهدف تخزين أسماء شبكات واي فاي مفتوحة وأرقامها للانتفاع بها في الخدمات الخاصة بتحديد المواقع. مع ذلك، ما اتضح فيما بعد هو أن العربات لم تتوصل فقط إلى ما سبقت الإشارة إليه، إنما توصلت أيضا إلى رسائل نصية كاملة لرسائل بريد إلكتروني وكلمات السر الخاصة بالمستخدمين. وعلى الرغم من أن أغلب ما توصلت إليه جوجل يعد معلومات عشوائية وغير مترابطة، فإن هناك معلومات قيمة قد انكشف معها، وإن كان ذلك غير متعمد كما تدعي الشركة. أعلن آلن يوستاس-نائب رئيس قسم الهندسة والبحوث لدى جوجل- عن اعتذار الشركة الرسمي عما حدث وأكد أنها على وشك التخلص من البيانات غير المتعلقة بأهداف إطلاق عربات "ستريت فيو". وشدد يوستاس على أسف الشركة الشديد مما حدث ونوه عن استيائها من الهجوم الشديد الذي تتعرض له منذ أشهر وعن ثقتها في إمكانية تحسين ضوابط الخصوصية في المستقبل. تعزز شركة جوجل جميع وسائل الحفاظ على الخصوصية من خلال مواصلة تدريب المهندسين وتعيين المزيد من المراقبين القانونيين، وذلك بالإضافة إلى طرح برنامج جديد لتأمين سرية البيانات.