على غرار المقولة الشهيرة التي تدعو كل زوجة للاهتمام بمعدة زوجها كي تصل إلى قلبه... أصبح المرشحون لانتخابات مجلس الشعب يتنافسون على إرضاء "بطون الناخبين" بالطماطم واللحمة - التي أصبحت بعيدة عن جيوبهم - كي يصلون إلى أصواتهم. صحيفة القدس العربي - التي تهتم دائما بالشأن المصري - إلى جانب عدة صحف عربية أخرى كالقبس والرياض خصصت أحد موضوعات عدد اليوم لمناقشة هذه القضية وعرضت لتقارير بعض الصحف المحلية المصرية التي تتناول هذه الظاهرة. لابد أن نعترف في البداية أنها ليست ظاهرة جديدة... فلطالما لعب المرشحون على نفس الوتر.. وتر احتياجات الناخبين إما عن طريق مباشر (عبر إمدادهم بالنقود) أو بشكل غير مباشر (عبر تلبية احتياجاتهم الضرورية التي باتت مقدرتهم قاصرة عن الوفاء بها). تقول الصحيفة إن هذه الطريقة يلجأ إليها مرشحو الحزب الوطني والمعارضة وكذلك المستقلون على حد سواء، حيث يقومون بتوزيع مواد غذائية بأسعار منخفضة في حملاتهم الانتخابية مستغلين حالة الارتفاع الهائل في أثمانها في محاولة لاستمالة الناخبين إليهم. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المرشحين بدأوا بإقامة خيام كمراكز لبيع سلع غذائية كالخضار واللحم والدجاج بأسعار مخفضة، في حين يقوم آخرون بتوزيع صناديق تحتوي على مواد تموينية مجانا على الأسر الفقيرة في دوائرهم الانتخابية. في حلوان مثلا قام الدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي ونائب الدائرة ومرشح الحزب الوطني في الانتخابات القادمة بإقامة عدد من الشوادر التي تعلوها صورته إلى جانب صورة محافظ حلوان وذلك من أجل بيع اللحوم بنصف سعرها تقريبا. في نفس المحافظة قام أحد رجال الأعمال الكبار والمرشح على مقعد العمال بتوزيع "علب صلصة" بنصف ثمنها تخفيفا على الأسر التي عانت من وصول أسعار الطماطم إلى 10 جنيهات.. وهو أسلوب اتبعه نفس المرشح مع بداية العام الدراسي ببيع الأدوات المدرسية بنصف الثمن عبر عدة منافذ. وفي منطقة بولاق الدكرور اختار المرشح عبد الغني الجمال "الطماطم" أيضا لتكون وسيلته للوصول الى الناخب حيث يطرح يوميا أطنانا منها للبيع بأسعار مخفضة... ويعرض الجمال كيلو الطماطم بحوالي 3 أو 4 جنيهات، متحملا الخسارة في التكاليف. أما في مدينة ملوي بمحافظة المنيا.. فقد بدأ أشرف عشيري وهو مرشح عن الحزب الوطني ببيع اللحوم والدواجن بأسعار تصل إلى 35 جنيها لكيلو اللحم بدلا من 55 جنيها في السوق، كما يبيع كيلو الدجاج ب10 جنيهات بانخفاض 5 جنيهات عن سعر السوق. وتشهد المناطق التي يتم فيها بيع الأغذية بأسعار منخفضة زحاما وإقبالا من سكان مناطق أخرى... بينما يقول مرشحون آخرون إنهم أصبحوا يتعرضون لضغوط من الناخبين في مناطقهم الذين يطالبونهم بتوفير تلك السلع بأسعار منخفضة بغية انتخابهم. الجدير بالذكر أن الانتخابات البرلمانية سوف تجرى في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر المقبل.. والسؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه الآن: هل يستمر هؤلاء المرشحون في تخفيف الأعباء عن ناخبيهم بعد أن يحتموا بقبة المجلس.. أم أنها ستكون "سيرة وانفضت"؟؟؟ أعتقد أن الكثيرين متأكدون من الإجابة لسابق خبراتهم من الانتخابات السابقة.. وإن كان هذا لا يمنعهم من التشبث ببقية أمل في أن تصبح هذه الظاهرة "عادة لا تنقطع" ... أو أن يتم إجراء الانتخابات كل عام.. وربنا كبير...